Home -- Arabic -- Luke - 119 ( The Sermon on the Mount of Olives About the Future Destruction )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الخامس - اعمال المسيح في أورشليم والحوادث حتّى موته (۱٩: ۲٨ – ۲۱: ۳٨)٠
١٠. العظة على جبل الزيتون عن المستقبل المهلك (۲۱: ٥-۳٨) ٠
لوقا ۲۱: ۲۰-۲٤
٢٠ وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اٰعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اٰقْتَرَبَ خَرَابُهَا. ٢١ حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ اٰلَّذِينَ فِي اٰلْيَهُودِيَّةِ إِلَى اٰلْجِبَالِ، وَاٰلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً، وَاٰلَّذِينَ فِي اٰلْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، ٢٢ لأَنَّ هٰذِهِ أَيَّامُ اٰنْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلَّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. ٢٣ وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَاٰلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ اٰلأَيَّامِ، لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى اٰلأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هٰذَا اٰلشَّعْبِ. ٢٤ وَيَقَعُونَ بِفَمِ اٰلسَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ اٰلأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ اٰلأُمَمِ، حتّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ اٰلأُمَمِ٠
بعد ما طعّم يسوع تلاميذه ضدّ الأضلال والاضطهاد، بإعلان مقاصد السلطات الشرّيرة، ودعاهم إلى المعارضة الروحيّة حتّى الموت، جاوبهم بدقّة على سؤالهم (المذكور في ۲۱: ٥) عن الوقت وكيفية هلاك أورشليم٠
فرأى بعينه النبويّة، كيف تتكاثف جيوش الأعداء لتنتقم مِن ثورة الشعب. وسمّى اقتراب هؤلاء الجند، وتطويقهم للقدس رمزاً واضحاً للنّهاية وعلامة لرجس الخراب الّذي سبق الاضمحلال الرّوحي للشعب بقساوة قلوبهم تجاه ممسوح الله والرّوح القدس٠
وأمر يسوع أتباعه بانقضاض هذه الأحداث، أنْ يهربوا سريعاً، لكيلا يتألّموا ويموتوا في سبيل البطولة الخدّاعة. وكذلك دعا المسيح تلاميذه في هذه الدينونة الأخيرة ليلتجئوا إلى المغاور الجبلية ويختبئوا في الأودية والأوكار. ومَن كان في المدينة، فعليه أنْ يفرّ رأساً خارجها وينجو برأسه لأنّ أيام الغضب قريبة. والمسيحيون الّذين هم مِن الأصل اليهودي، فهموا أمر المسيح هذا وحفظوه، وهاجروا قبل تطويق أورشليم إلى الجبال الّتي عبر الأردن في مدينة بالا، وقد نجو مِن الضيق الشديد٠
وصبر الله له حدود، فقد ضحّى بابنه، وسكب روحه في أورشليم على المؤمنين. ولكنّ جماهير الشعب، بقوا صمّاً وطرشاً وعمياً وأشراراً. إلاّ بعض الألوف، الّذين سلّموا قلوبهم للمسيح. فتساقط انتقام الله العادل على المعارضين نعمته. فكلّ الخطايا تغفر للإنسان، إلاّ التجديف على الرّوح القدس. ومَن يرفض جذب ودعوات هذا الرّوح، يهلك وهو في الآخرة مِن الخاسرين. وهذا الحدث الجلل الهام لم يأت فجأة، لأنّ موسى وكلّ الأنبياء سبقوا وأعلنوا دينونة الله العادلة. فيوم انتقامه هو إتمام تحذيراته مِن مئات السنين٠
هل نسمع نحن اليوم تحذير الرّوح القدس؟ فإنّنا نحن مهددون بغضب الله، لأنّه منذ ألفي سنة يقدّم القدّوس الصابر، نعمة فداء ابنه مجّاناً لكلّ الشعوب. ولكنّ الجماهير الغافلة لم تهتمّ لصوته. فإهمالهم يعنِي احتقار الله وإهانته، وينشئ للعالم دينونة صارمة وضيقاً عظيماً٠
وانبأ يسوع بنوعين مِن الضيق. أوّلهما أنّ الموت سيأكل ويبتلع كثيرين بواسطة الأسلحة الفتّاكة. وثانيهما بعدئذ، أنْ تقاد البقيّة إلى السبي. وحقّاً ففي السنة ٧۰ قتل في فتح أورشليم بواسطة الرومان ما يقرب مِن مليون شخص يهودي بالسيف، بينما اقتيدت البقيّة البالغ عددها مائة ألف عبيداً لكلّ البلدان. وفي خلال الألف والتسعمائة سنة الأخيرة، تجوّل اليهود بحذر وخفية مِن بلاد إلى بلاد. فنعلم مِن هذا أنّ هرب اليهود مِن عبوديّة إلى عبوديّة في الشعوب الأوروبية ما هو إلاّ دليل على وجود الله وغضبه وبرهان للسامعين٠
ومنذ ذلك الوقت بقيت أورشليم خاضعة للأمم. فلم تقم للهيكل قيامة ما، ولكنّ المسيح حدّد نهاية لزمن السخط الإلهي وطوفان غضبه على الشعب. إنّ محبّته أعظم مِن دينونته، ورحمته لا تنتهي. فخطيئة الإنسان لا تبطل النّعمة والعهد، وإلاّ فلا رجاء لنا نحن المؤمنين. فقال المسيح إنْ وصلت بشرى الخلاص لكلّ الأمم واتحد المدعوون مِن الأمم في كنيسة حقّة مقدّسة، يصبح الجماهير مِن العالم ناضجين لدينونة الله، عندئذ تأتي آخر فرصة لليهود ليتوبوا. فلا نعلم متى وأين هذا الوقت. ولكن يسوع شهد بحدود الغضب. فمَن يشأ انكار هذه النبوّة والسكوت عليها هو عارفها يضلّ ضلالاً كبيراً٠
وتاريخ اليهود يعاد في الأمم. فلأجل عدم إطاعتها يفور غضب الله ويسلّمها لشهوات قلوبها. فتخرّب بعضها بعضاً. والشمس والقمر والنجوم تظلم بواسطة الوسخ والدّخان والتفجيرات والغبار المتصاعد الّذي يلفّ الكرة الأرضيّة بإطار سميك. فيصبح البشر ضائعين سكارى متشائمين يائسين مِن ازدياد خراب العناصر الأساسيّة للحياة كالماء والأكل بواسطة التكنولوجيا الحديثة المعبودة مِن دون الله. فالخوف مِن القنابل الذرية والقروح الجسدية يخيّم على كلّ النّاس. فيشعرون كأنّما ألوف الاشباح والغيلان تهاجمهم. وهكذا تضطرب الشعوب، وتغتاظ وتصرخ وتستكبر، وتحس بوقوع شيء مخيف عظيم، لا يعرفون مصدره. وحقّاً يكونون آنذاك، بلا عون وعمياً وفزعين. والكواكب والنجوم أيضاً ستتزعزع وتهتزّ وتهتاج الأرواح النّجسة اهتياجاً عظيماً٠
وعندما تتزلزل الأرض زلزالها وتسقط النّجوم، يظهر سبب كلّ هذه التحرّكات: مجيء ابن الله في المجد. إنّه محاط بسحابة النّور، وأكثر ضياءً مِن الشمس، وألمع مِن أشعّة الكهرباء. فيكشف ذنوبنا بضربة واحدة، ليس لها مِن فكاك. وقوّته العظيمة ستغلب الشيطان، وتشلّ جنوده. والموت سوف لا يستطيع إمساك مختاري الله، فيقفزون مِن القبور ويختطفون إلى رئيس الحياة، حامدين ومسبّحين ومتهلّلين٠
والمؤمنون الأحياء على الأرض يتعزّون بواسطة عربون الرّوح القدس فيهم، لأنّ هذا الرّوح يريهم وسط غضب الله ودينونته هيئة إنسان إلهي. فالمسيح سوف لا يأتي كإله غريب أو خيال مبيد، بل كإنسان حقّ. إنّه يسمي نفسه ابن الإنسان. فهذا مِن تواضعه وامتيازه ومحبّته. وإنّه يشجعك أنْ ترفع رأسك وتتقدم إليه، لأنّه قد غفر آثامك. وأكثر مِن ذلك فهو يأمرك اليوم: لا تخف وسط اضطراب الأرض، ولا ترتجف مِن الضّيق العظيم، بل قم وتشبّه بالنّاس المنتظرين ربّهم. وهم عليه يتوكّلون. ويومئذ تتقدّم إليه بزغاريد الفرح والاستقبال، لأنّه يأتي ليفدي كنيسته، وليلبس أتباعه الضعفاء بمجده المبين٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع ابن الله، ارحمنا، ويا ابن الإنسان، نسجد لك، لأنّك قريب لنا. ويا حمل الله، ننتظرك ونترقّب مجيئك. رشّنا بدمك وبرّرنا بروحك، وقدّسنا تماماً، لكي نستحقّ استقبالك٠
السؤال ١۲٧: كيف ننجو مِن يوم انتقام الله؟