Home -- Arabic -- Luke - 076 (Christ's Warning to His Disciples )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
١١. تحذير المسيح لتلاميذه (١٢: ١ – ١٢) ٠
لوقا ١٢: ١ – ٣
١ وَفِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ إِذِ اٰجْتَمَعَ رَبَوَاتُ اٰلشَّعْبِ، حتّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضاً، اٰبْتَدَأَ يَقُولُ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَّوَلاً تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ اٰلْفَرِّيسِيِّينَ اٰلَّذِي هُوَ اٰلرِّيَاءُ، ٢ فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. ٣ لِذٰلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي اٰلظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي اٰلنُّورِ، وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ اٰلأُذُنَ فِي اٰلْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ عَلَى اٰلسُّطُوحِ٠
الكذب خطيئة شنيعة والرياء ابنتها البكر. وإنْ فكّر الإنسان بشيء في قلبه أو علمه ويتكلّم بنفس الوقت بخلافه، وتظاهر بلطف وحنان تجاه خصمه، الّذي يقصد إهلاكه، فقد ارتكب خطيئة الخطايا. وإنْ تظاهر إنسان تجاه الله بالغيرة على وصاياه وظهر بقداسة مفتعلة، وبقي في داخله نجساً محتالاً محبّاً للمال، فإنّه يسقط في دينونة الله حتماً. وعلى المؤمن أيضاً أنّ يحترز مِن الرياء، لكيلا يؤمن بقلبه وينكر ربّه بفمه، قائلاً كبطرس في تجربته: لا أعرف هذا الإنسان البتة٠
فحاذر الرياء، لأنّ كلّ أفكارك المختومة ووسوساتك المغتابة وأعمالك الشرسة ستظهر في اليوم الأخير ولا بدّ، وفي هذه الدنيا أحياناً. عندئذ تذوب مِن الخجل، لأنّه بجانب كلّ هذا، يظهر أنّ رياءك أثرّ على الآخرين، وأسقطهم كميكروب معدٍ، ويدخل إلى كلّ نواحي الحياة، كالخميرة في العجين. فالمرائي لا يقتصر ضرره على نفسه فقط، بل يتعداها ذلك إلى الآخرين وإلى المجتمع كلّه، ويصبح شريكاً في إسقاط الجميع، عكس ظهوره بمظهر الإصلاح والصلاح٠
لوقا ١٢: ٤ – ٩
٤ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ اٰلَّذِينَ يَقْتُلُونَ اٰلْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. ٥ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ اٰلَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَان أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هٰذَا خَافُوا! ٦ أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيّاً أَمَامَ اٰللّٰهِ؟ ٧ بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضاً جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ! فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ! ٨ وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اٰعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ اٰلنَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ اٰبْنُ اٰلإِنْسَان قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اٰللّٰهِ. ٩ وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ اٰلنَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اٰللّٰهِ٠
ويكافح المسيح بأكثر شدّة ضدّ روح الرّياء بين المؤمنين. فلا تتكلّم مع إنسان عن ألوف الأمور حين تقصد إرشاده إلى المسيح، بل اعترف بإيمانك متواضعاً، واشهد بخلاص الله، في إرشاد الرّوح القدس، لكيلا تظهر أساليبك احتيالاً، فقل لزملائك: المسيح فداني وخلّصكم أيضاً. اقبلوا هذا او ارفضوه، ولكنّ الربّ حيّ ويحبّكم٠
لا تخف مِن إنسان. وإنْ خفت منه فانظر إلى الله، الّذي هو أكبر مِن كلّ مخلوقاته. فليست حياتنا الدنيويّة مهمّة، بل كياننا في المسيح. فحياتك الأبديّة وهي الرّوح القدس المنسكب في قلبك لا يموت، إنْ ثبتّ في الحقّ. ففضّل أنّ تموت بجسدك على نكران المسيح، لأنّ الدينونة آتية لا ريب فيها. وامتحان اعترافك مقبل عليك. فالمسيح المخلّص مستعدّ أنّ يعترف بنفسه أخاً ورباً وفادياً لك، ويغطي كلّ ذنوبك ويمحوها، ولكنّه لا يسندك إنْ أنكرته على الأرض، وسكّت عن الإخبار عنه. فشهادتك للمسيح تظهر مقدار محبّتك وإيمانك٠
ولا تنس أنّ المسيح يتكلّم إلى أتباعه لا إلى الملحدين عن السقوط إلى جهنّم. فمَن يعرف الله، ويخف النّاس أكثر منه، يهلك هلاكاً أليماً. فقداسة الله كمبضع الجرّاح، تقصّ كلّ الكذّابين مِن مملكته، وتبيد المرائين مِن صفوف أتباعه، وتلقيهم إلى جهنّم الّتي ليست خيالاً بل حقيقة. والمسيح يأمرنا بخوف الله، لكيلا نخطئ. وأكثر مِن ذلك، يأمرنا أنّ نثق بالله كأولاد لأبيهم. وهو يقبل الّذين يعترفون بالمسيح وخلاصه. وأبوك السماوي هو العليم بذات الصدور، ويعرف عدد شعرات رأسك وعدد الشعرات الساقطة منك سابقاً، والّتي ستسقط لا محالة. والعصافير الّتي لا قيمة لها، معروفة عنده ومعدودة. فكم بالحري يحبّك، ويعتني بك يا قليل الإيمان، إنْ اعترفت به جهراً، وانسجمت مع إرادته، ليخلّص كلّ النّاس، ويقبلوا إلى معرفة الحق! اطلب أنّ تدرك الطرق الحقّة في التبشير، وامتنع عن الحماس السطحي. واخدم ربّك، في تواضع روحه، لأنّ يسوع حي، ويرشدك بمحبّته٠
لوقا ١٢: ١٠– ١٢
١٠ وَكلّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى اٰبْنِ اٰلإِنْسَان يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى اٰلرُّوحِ اٰلْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ. ١١ وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى اٰلْمَجَامِعِ وَاٰلرُّؤَسَاءِ وَاٰلسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ، ١٢ لأَنَّ اٰلرُّوحَ اٰلْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ اٰلسَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ٠
فإذا انكر المؤمن مخلّصه عمداً، وجدّف على قوّة الرّوح القدس، بعدما ذاق حلاوة حياته، وشعر بمحبّة الله سابقاً، فهناك ينفصل هذا الإنسان عن الله قصداً. فلا غفران له بعد ذلك. كلّ الأخطاء يمكن أنّ تغفر، ولكن العصيان العنيد ضد جذب الرّوح القدس اللطيف لا يُغفر، لأنّ هذا العناد الّذي مِن روح جهنّم، يقود غير المؤمن إلى التطرّف حتّى يجدّف على الله أبيه ومخلّصه ومعزّيه، إلى درجة أنّه يريد إبادته. فمّن فرّ إلى عدوّ وتعاون معه ضد الله، يدين نفسه بنفسه٠
ولكن مَن يردّ الأمانة لأمانة الله وسط الاضطهاد والتنكيل، يختبر سلطان الرّوح القدس، الّذي يلهم البسطاء شهادة حكمة الله ويجهّز المتواضع بقوّة المسيح. فالوالي الروماني فيلكس ارتعب مِن بولس المقيّد لمّا أعلن قدّامه انتصار المسيح. والكتاب المقدّس يفيض بشهادات رائعة عن مؤمنين بسطاء، كبطرس ويوحنّا واستيفانوس، الّذين هزّوا بشهاداتهم الممسوحة بالرّوح نخبة أمّتهم الّتي حاكمتهم٠
فلست أنت رجلاً خطيراً تقاد إلى الملك أو إلى محكمة الشعب، ولكنّ مدرستك وعائلتك وورشتك تشبه مجمع المحاكم، الّذي يفحص روحك. فاطلب مِن ربّك الرّوح القدس مسانداً لضعفك، لكي يلهمك بالكلمات الخارقة المبينة على المحبّة والحقّ، لكي تربح بعض رافضي المسيح إلى خلاصه، فيؤمنون. فاعلم أنك ممثّل المسيح في العالم الشرّير، وربّك يراقبك. وقوّته تثبت فيك. فصلّ، وتكلّم، ولا تصمت. إنّ ربّك هو مسؤول عنك، إنْ اجتهدت لأجله. فهو يحميك ويرشدك وينصرك نصراً منعماً٠
الصّلاة: يا رب أنت تعرف جبني وضعفي. أعلن مجدك في الإنجيل أمامي، لكي أراك دائماً. وأحبّك وأشهد بك، بكلّ حكمة لكي يخلّص كثيرون. ولا يقولون عنّي، أنّي مراءٍ خدّاع بطّال في يوم الدين. لأنّي أخفي نعمتك عنهم. وأشكرك لأنّك تعرف كلّ شعرة مِن شعراتي، وكلّ أموري وحاجياتي اليوم٠
السؤال ٨٠: لِمَ يعتبر المسيح عدم الاعتراف باسمه رياء عند المؤمنين؟