Home -- Arabic -- Luke - 077 (Our Attitude Toward Earthly Cares )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
١٢. موقفنا تجاه الأمور الدنيويّة (١٢: ١٣ – ٣٤) ٠
لوقا ١٢: ١٣ – ٢١
١٣ وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ اٰلْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي اٰلْمِيرَاثَ». ١٤ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» ١٥ وَقَالَ لَهُمُ: «اٰنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ اٰلطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». ١٦ وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، ١٧ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ ١٨ وَقَالَ: أَعْمَلُ هٰذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي وَخَيْرَاتِي، ١٩ وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاٰشْرَبِي وَاٰفْرَحِي. ٢٠ فَقَالَ لَهُ اٰللّٰهُ: يَا غَبِيُّ، هٰذِهِ اٰللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهٰذِهِ اٰلَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ٢١ هٰكَذَا اٰلَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلّٰهِ٠
ما أحبّ المسيح المال والملك. فلا أحد يقدر أنّ يخدم سيّدين. ورأى الربّ ببصيرة إلهيّة، كيف يحكم المال العالم، وأنّ أكثر النّاس هم عبيد نقودهم. فيتكلّون على الأوراق المطبوعة مِن الحكومات أكثر ممّا على الله الأزلي. وأعين الرجال والنساء تلمع وأيديهم ترتجف قليلاً، إنْ استلموا أوراقاً ماليّة كبيرة. فجاذبية المال تجعل كثيرين خطاة. فيبيعون أنفسهم لأجل الرشوة الكبيرة أو الصغيرة، وينكرون إيمانهم لأجل الوظيفة٠
فالثمرة المسمّمة مِن الالتباس بالمال هي الطمع، إذ يجمع الإنسان كومات ويريد أنّ يملك أكثر، فلا يكتفي، لأنّ البخيل يعتبر نفسه دائماً فقيراً ومحتاجاً وخائفاً مِن الضيق. أمّا المسيح فيعلّمنا العطاء والبذل والتضحية ومحبّة الفقراء، عكس الأخذ والحيلة للكسب والبخل الذميم. فاستاء الربّ في روحه، لمّا طلب أحد المستمعين منه، أنّ يقسم الإرث بينه وبين أخيه. فقد علّم المسيح سابقاً: إنْ أخذ أحد منك الثوب فاعطه القميص أيضاً وإنْ سرقك أحد فاعطه فوق ذلك. وهكذا يمنع المسيح كلّ اقتسام مال بالجبر، ورفض الرغبة الأنانيّة لأخذ المال مِن الآخرين٠
الله محبّة ولا يعيش لذاته. فلو كان الله بخيلاً، لما عشنا في الحرّية بل نكون عبيده. ولكنّ الخالق يمنح الأشرار والصالحين شمسه وهواءه وماءه وعناصر الأرض، ليعيشوا مِن بركاته، ويتعلّموا أنّ يعطوا مِن رحمته إلى الآخرين بالغنى. فهل أدركت المبدأ في مشيئة الله، أنّه يريد الهبة والبركة والعطاء والامتلاء بخيراته لكلّ المخلوقات، لكي نتعلّم نحن أيضاً العطاء والهبة والبركة مِن ملئه لكلّ النّاس؟
وكان هناك رجل مجتهد ماهر وخبير في مهنته، ولكنّ طموحه إلى التقدّم جعله أنانيّاً جافّاً. فلم يفكّر أخيراً إلاّ بثماره ومخازنه ونفسه وغناه. ونسي التفكير بالله والنّاس الآخرين. وهكذا أصبح اسير تخطيطه وعبد ممتلكاته. فاقرأ في مثل المسيح، كم مرّة تكلّم الغني الغبي بصيغة «أنا». إنّه يتكلّم سبع عشرة مرّة عن ذاته. فيا للعيب الكبير!وهكذا اشتغل بجهد وحصل على ثمار عظيمة. فهل هذا خطيئة؟ أو لم يكن الربّ هو الّذي بارك عليه؟ بلى، ولكنّه لم يشكر لربّه، بل خطّط مستقلاً عنه هادماً المخازن القديمة. ليبني بيوتاً واسعة. لقد كان مدبّراً جريئاً قديراً. هل هذا خطيئة؟ وفرح مسبقاً بتمتّعه بالنعم المعطاة له، وأراد الاسترخاء مِن التعب الطويل. هل هذا ظلم؟ لا، لأنّ الله أرادنا لإخضاع كلّ الأرض ومخلوقاتها٠
ولكنّ المدير المجتهد والمالك الغني قد نسي الله ونسي جاره الفقير. فلم يمرّن نفسه على المحبّة، بل ضاعف كلّ شيء لأجل نفسه. فلهذا سماه الله غبياً، رغم أنّه كان موهوباً ومجتهداً. فاحذر! إنّ العلي شخصيّاً يسمّى كلّ غني غبياً، إذ يفتقر إلى الحياة والمحبّة الإلهيّة. فكلّ الشهادات المدرسيّة والسيارات والأرصدة في البنوك، لا تنفعك شيئاً في ساعة الموت، ولكنّ محبّتك وصلاتك تبقيان إلى الأبد. فارجع إلى الله لكي يغسلك المسيح مِن خطاياك، ويمنحك الغنى الأزلي، لأنّه حيث يخلّصك مخلّص العالم مِن شيطان المال، يملأك بروح محبّته، وإلاّ فتبقى أسيراً مسكيناً مضطرباً ماشياً إلى الهلاك٠
الصّلاة: يا ربّ اغفر لي عدم المحبّة، لك وللناس. وحرّرنِي مِن همومي الماليّة. نجنّي مِن البخل والطمع ومحبّة المال. لكي أهدي، كما تهدي أنت، وأعطي ولا آخذ. نشكرك لأنّ المسيح هو غنى حياتنا. وقد منحت لنا به كلّ بركات السماء مجّاناً٠
السؤال ٨٦: لِمَ سمّى الله الغني المجتهد المدبّر فقيراً غبياً؟