Home -- Arabic -- Luke - 075 (Jesus' Sermon Against the Spirit of the Pharisees and the Scribes ) )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
١٠. موعظة يسوع ضدّ روح الفريسيين والكتبة (١١: ٣٧-٥٤) ٠
لوقا ١١: ٤٥ - ٥٤
٤٥ فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ اٰلنَّامُوسِيِّينَ (الشريعيين): «يَا مُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هٰذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً». ٤٦ فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أيّها اٰلنَّامُوسِيُّونَ (الشريعيون)، لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ اٰلنَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ اٰلْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ اٰلأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ. ٤٧ وَيْلٌ لَكُمْ، لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ اٰلأَنْبِيَاءِ، وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. ٤٨ إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ، لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ. ٤٩ لِذٰلِكَ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ اٰللّٰهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ - ٥٠ لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هٰذَا اٰلْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ اٰلأَنْبِيَاءِ اٰلْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ اٰلْعَالَمِ، ٥١ مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زكريّا اٰلَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ اٰلْمَذْبَحِ وَاٰلْبَيْتِ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هٰذَا اٰلْجِيلِ! ٥٢ وَيْلٌ لَكُمْ أيّها اٰلنَّامُوسِيُّونَ (الشريعيون)، لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ اٰلْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَاٰلدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ». ٥٣ وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهٰذَا اٰبْتَدَأَ اٰلْكَتَبَةُ وَاٰلْفَرِّيسِيُّونَ يَحْنَقُونَ جِدّاً، وَيُصَادِرُونَهُ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، ٥٤ وَهُمْ يُرَاقِبُونَهُ طَالِبِينَ أَنْ يَصْطَادُوا شَيْئاً مِنْ فَمِهِ لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ٠
أتبشّر بالإنجيل أو الشريعة؟ فمَن يقدّم الإنجيل للمساكين يقول لهم: الله يحبّكم، والمسيح يخلّصكم، وروحه يقدّسكم. فيشهد المبشّر بذلك بعمل قوّة الله الفعّالة. ولكن مَن يناد بالشريعة يوبّخ مستمعيه بالقول: عليكم أنّ تصلّوا، ويجب أنّ تؤمنوا. ومطلوب إليكم أنّ تقدّموا التضحية، أكرم والديك، وعش طاهراً. وإنْ لم تتم الواجبات تسقط إلى جهنّم. فويل للشريعيين الّذين يعلّمون الوصايا فقط ولا يعرفون قوّة الله المخلّصة البتة، فهم يسارعون إلى أسفل السافلين، لأنّهم لا يحفظون ما يطلبونه مِن الآخرين. فكلّنا لذلك خطاة، محتاجون إلى نعمة الله٠
فالشريعة تقود الخطاة إلى التّوبة وإنكسار النفس. أمّا المتجدّد فإنّه يحصل على الرّوح القدس، الّذي هو القوّة الإلهيّة، لحفظ الوصايا. فالشريعة ليست مرآة الخطاة فقط، بل دافعنا إلى التقديس أيضاً٠
فهل تطلب أيّها الأخ مِن النّاس شيئاً لا تعمله نفسك؟ أو هل تقدّم لمستمعيك بجانب كرازة الشريعة التبشير بقوّة الله، الغالبة الخطايا والآثام، هل تشبه القاضي الصارم أو المخلّص الحنون؟
والمتعصّبون للشريعة ينضمّون إلى أرومة القتلة، لأنّ آباءهم اضطهدوا الأتقياء المنادين بالتّوبة، ورجموهم بالحجارة. هكذا حصل لهابيل (تكوين ٤: ٨-١٠) والنبّي زكريّا (أخبار الأيام الثاني ٢٤: ٢٠-٢٢). وبما أنّ التكوين هو السفر الأول مِن التوراة، فقد حسب سفر أخبار الأيام الثاني أنّه خاتمة التوراة. وهذان الدليلان في قول المسيح يعنيان، أنّ ثورة المتدينين ضد روح الله بلباس التقوى المرائيّة الغيورة هي إحدى الصّفات البارزة للمتدينين في كلّ العهد القديم. فتصور معنى هذا القول من فم المسيح أمام الكتبة الخبراء المتصنّعين: أباؤكم كانوا قتلة، وأنتم دافنو القتلى، لأنّكم تكملون جرائمهم في روح العصيان، ولا تبشرون برحمة أو توبة، بل تضطهدون الانبياء والرسل الصادقين، الّذين يبشّرون بروح الله والمحبّة. إنّكم تشعرون بضعفكم أمام قوّتهم، ولكن لأجل روحكم المغرور المتضلّع بمعرفة الكتاب المقدّس تسقط عليكم دينونة الله المؤجّلة مرّة واحدة، وبدون إشفاق٠
واخترق المسيح معرفة أولئك المتعلّمين التوراة، الّذين استنبطوا مِن الأحرف معاني كثيرة، ولووا المعاني الأصلية في الكلمات، وما عرفوا الله بالحقيقة. وما سمحوا للجماهير أنّ يفتشوا بحرّية في الكتب القديمة. بل احتفظوا بحقّ التفسير لأنفسهم وتخيلوا أنّهم أعظم مِن العامّة. ولكنّهم كانوا قد فقدوا مفتاح معرفة الله مِن قبل، ولم يقدروا أنّ يدخلوا إلى رحاب حكمة الله لأجل تديّنهم، وفوق ذلك منعوا كلّ النّاس، أنّ يتقدّموا تلقائيّاً إلى الله. وهذا ظهر بأوضح بيان في رفضهم المسيح، الّذي هو الطريق والحقّ والحياة. إنّهم عموا عن ألوهيته، رغم أنّهم عرفوا نبوّات العهد القديم غيباً. وبزيادة على ذلك حرّضوا الشعب، ومنعوه مِن أنّ يتبع المسيح، وسمّوه مضّلاً ونبيّاً كذّاباً. وضلّوا ضلالاً كبيراً٠
ويل لنا، إنْ لم نقدّم إلى النّاس المسيح الطريق الوحيد إلى الله. والحق الكاشف خطايانا. والبرّ الواضح لتعزيتنا. والقوّة للحياة الأبديّة. والويل إنْ قدّمنا آراء شخصيّة وسياسيّة بشريّة، وعلوماً تكنيكيّة وفلسفات سرابيّة مضلّة، وعدنا إلى صوت الشرائع والوصايا الثقيلة. وويل لنا إنْ لم نشهد بمجيء المسيح القريب وبإتيان المسيح الكذّاب قبله، الّذي سيضلّ كلّ النّاس الّذين لا يرتقبون المسيح مخلّصهم بمحبّة إلهيّة. فهل اختبرت قوّة الله؟ وهل اهتديت وولدت ثانية؟ هل إنكسرت كبرياؤك؟ وهل إنتهى عصيان إستقلالك بواسطة إيمانك بالله. إنّنا نشهد لك بالمسيح مخلّصاً وقاضياً، فلا تمرّن عنه أبداً٠
وجرّب الأتقياء يسوع في زمنه، ليسقطوه في شبكة شرائعهم ولكن اليوم يدعو المسيح خاصّة الأتقياء والمتعمّقين في الكتاب المقدّس، ليتوبوا لكيلا يفتكروا أنّهم أفضل مِن الآخرين، إلاّ بالنّعمة المعطاة لهم مِن المسيح يوميّاً٠
الصّلاة: يا رب، إنّني أعلّم الكتاب المقدّس للآخرين، وحقّاً أنّني غبي، ولا أفهم شريعتك كاملة، ولا طرقك. غيّر قلبي وذهني، واملأنِي بمحبّتك، لكيلا أضلّ أحداً. بل أقود كلّ النّاس إليك، أنت الحق، ذو المجد العظيم، فيتوبوا وينالوا بالإيمان الغفران والحياة لأبديّة٠
السؤال ٨٤: لِمَ دان المسيح خبراء التوراة بشدّة قصوى؟