Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 060 (The End of Christ's Ministry in the Mountainous Region of Galilee )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠

١٧. نهاية عمل المسيح في منطقة الجليل الجبلية (٩: ١٠ – ٥٠) ٠


لوقا ٩: ٢٣ -٢٧
٢٣ وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كلّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. ٢٤ فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يخلّص نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهٰذَا يخلّصهَا. ٢٥ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ اٰلإِنْسَان لَوْ رَبِحَ اٰلْعَالَمَ كُلَّه، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ ٢٦ لأَنَّ مَنِ اٰسْتَحَى بِي وَبِكلاّمِي، فَبِهٰذَا يَسْتَحِي اٰبْنُ اٰلإِنْسَان مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ اٰلآبِ وَاٰلْمَلاَئِكَةِ اٰلْقِدِّيسِينَ. ٢٧ حقّاً أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ اٰلْقِيَامِ هٰهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ اٰلْمَوْتَ حتّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ»٠

هل تريد أن تتبع المسيح وتصبح عضواً في ملكوته؟ هل تشتاق للتغيّر إلى صورته، لتكون ابناً لله، ويتقدّس اسم أبيك في سلوكك؟ عندئذ تتضح في حضور المسيح خطاياك. ونقرأ في هذه النصوص مرّات أربع كلمة «النفس» ومرّات أربع أُخر ضمير النسبة للمسيح. وهكذا فانّك تجد نفسك مقابل المسيح وجهاً لوجه، وقداسته تعلن نجاستك. فاعترف بفسادك جهاراً. وانكر نفسك وابغض أخلاقك الفاجرة، ولا تعترفَنَّ بذاتك، بل ابتعد عنها. ولا تستمعنَّ لصراخ الجسد. بل اغلب حساسيتك الأنانية، واطعن شفقتك على نفسك. واعتبر ذاتك لا شيء ليصبح المسيح كلّ شيء٠

كيف يتم إنكار النفس عملياً؟ لقد قال المسيح: احمل صليبك. ولم يقل: احمل صليبي الخاص. فقصده ان يعدك لقبول الحكم عليك بالإعدام لخطاياك، لأنّ «الصليب» يعني أشنع قصاصات الموت وهو معدّ للعبيد الفارّين والمجرمين المحتقرين. ويقترح المسيح عليك، أيّها العبد للخطيئة والفارّ مِن رحاب الله إلى شركة العصاة، أنّ تحنِي رأسك لاستحقاقات الموت، ليدينك روح الله بلا شفقة. عندئذ لا تحب نفسك الفاسدة بل تحتقرها، وتعرف أنّك قد خسرتَها خسراناً مبيناً. فلم يعد لها أي قيمة، بل أنّها داخلة الموت المهلك٠

وهذا الإنكار للنفس بقيادة روح الله لا يتمّ لمّرة واحدة، بل يتحقّق في اتباع المسيح يومياً، لأنّ ربّك لم يقل: انكر ذاتك مرّة واحدة فتتخلص بل انّه يطلب منك أنّ تمارس انكارك نفسك يومياً وتثبت في إدانة ذاتك دائماً، وتحمل الحكم عليك بالموت باستمرار٠

حقّاً فانّه ليس إنسان قادراً أنّ ينكر ويميت نفسه، ويعيش في الوقت نفسه، إلاّ مَن اتّبع المسيح. ففيه نتعلّم، أنّ نرفض خطايانا، وندوس استكبارنا، ونسمع في الوقت نفسه دعوته إلى الحياة الحقيقية، المفعمة بالفرح والسعادة والمحبّة٠

إنّ اتباع يسوع يشبه رحلة على قمّة سلسلة الجبال. وعن اليمين والشمال مهاو فاغرة الأجواف. ولكن بالإيمان نكون متعلّقين بقائدنا، ونتبعه خطوة خطوة لا أسرع ولا أبطأ منه ولا قدّامه ولا متخلّفين عنه، بل بالسرعة نفسها، حسب إرادته، ناظرين إليه. فلا نهتمّ بأنفسنا، بل اهتمامنا كلّه يتجه نحوه هو فننسى ذواتنا ونكسبه٠

والمسيح يطعنك أكثر في ذات نفسك، قائلاً لك: إنْ أردت التغنّي بأخلاقك ودوام رفاهيتك وإبراز شرف أرومتك فانّك تزول وتفسد بسبب هذه الأنانيّة. كما زالت كلّ الشعوب الغنيّة الذكيّة في مباهاتها. ولكن إن عبدت المسيح، وافتقرت مِن أجل خدمته، ولم تطلب نفسك بل طلبته هو، فانّ قوّته وروحه عند ذلك تجريان فيك، وحياته تعوّض نفسك الخاسرة، وتمنحك كياناً أزليّاً٠

وللأسف فانّ النّاس ليظنّون أنّهم يصلحون المجتمع بمدارسه وتربيته وآدابه، وبالحقيقة أنّهم يخدعون أنفسهم خداعاً كبيراً. فما نحتاجه في الواقع هو موت «الأنا» وعدم الافتخار بالآداب المتعارفة، ورفض الإنسانية الكاذبة، لكي نربح المسيح وحده. فمِن الممكن أنّ ينجح إنسان أو عائلة أو شعب، فيصبح غنياً ذكياً شهيراً عظيماً، ويجلب كلّ العالم غنيمة من ورائه، ولكنّه إذ ذاك يصل إلى قمّة المنحدر، ثم يبدأ بالسقوط، لأنّ مَن يلتفت إلى ذاته ليغنم العالم بأسره ينحرف عن الله، ويبتعد عنه، ويفقد الحياة الأبديّة حتماً. لأنّ المسيح قال: ليس أحد يقدر أنّ يخدم سيدين. وقد فهم المسيح مِن البداية تجربة الشيطان المكّارة هذه. ورفض امتلاك العالم واختار الصليب. فلهذا هو يمتلك اليوم العالم والسماوات ويحيا إلى الأبد. (قارن أيضاً يوحنّا ١٢: ٢٥ - لوقا ١٧: ٢٣ ومتّى ١٠: ٣٣)٠

أتحب المسيح؟ فتقّدم إليه طالباً شفاء نفسك الخاسرة. إنّه مخلّص العالم ومستعدّ أنّ يهتم بك، فتشفى وتتبعه. أدرك خسارة نفسك المطلقة، معترفاً بها أمام المسيح طالباً منه خلاصك، فيبدل سقوطك إلى رفعة وفسادك يبدله بقداسة. أسرع وخلّص نفسك، لأنّ المسيح مخلّصك٠

هل تحبّ يسوع؟ فكلّم الآخرين بمخلّصك، لأنّ العريس الّذي لا يتكلّم عن عروسه المحبوبة أو يكاتبها، فإنّه لا يحبّها. والمسيحي الّذي لا يقرأ يومياً رسائل المسيح ويخبر الآخرين بأخباره، فلا يحب مخلّصه أبداً. هل تخجل مِن كلمة ربّك أمام زملائك؟ فمن هو الأكبر المسيح أم النّاس؟ أتحبّ نفسك أو ربّك؟

المسيح سيأتي بمجد مزدوج، لأنّه انكر نفسه على الصليب. فكسبها إذ أعطاه أبوه كلّ السلطان في السماء وعلى الأرض. فيأتي الابن في مجد حمل الله، وفي ملء مجد الآب وكلّ الملائكة معه. عندئذ يظهر ملكوت الله جهراً، ويتحقّق عملياً. هل أنكرت نفسك، وأصبحت أهلاً لملكوت الله بدم المسيح وروحه؟

ويعلم المسيح، أنّه لا يوجد إنسان يستحقّ الدخول إلى ملكوت الله. ولكن مَن يشترك في تجديد الكون ينل قوّة الحياة الأبديّة وسط عصرنا السحيق، وينتقل مِن الموت إلى الحياة الأبديّة. ومنذ يوم عيد العنصرة يعيش ملايين مِن النّاس حياة سَمَاويّة ولا يجد الموت سلطة عليهم، لأنّهم قد أنكروا أنفسهم، وأدانوا ذواتهم، وما اعترفوا إلاّ بالمسيح الفادي المحبوب. وهم منتظرون مجيئه بترقّب وصلوات٠

الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، أنت مخلّصي ومقياسي وهدفي. اغفر أنانيتي، وأمت بلطفك نفسي الفاسدة. واخلق فيّ قلباً جديداً، وروحاً مستقيماً في داخلي. اربطني بنفسك، لكي أتبع روحك، حيثما تشاء

السؤال ٦٩: كيف يتمّ انكار النّفس؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:19 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)