Home -- Arabic -- Luke - 061 (The End of Christ's Ministry in the Mountainous Region of Galilee )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
١٧. نهاية عمل المسيح في منطقة الجليل الجبلية (٩: ١٠ – ٥٠) ٠
لوقا ٩: ٢٨- ٣٦
٢٨ وَبَعْدَ هٰذَا اٰلْكلاّمِ بِنَحْوِ ثَمَانيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيوحنّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. ٢٩ وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً. ٣٠ وَإِذَا رَجُلان يَتَكَلَّمَان مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، ٣١ اَٰللَّذَان ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلّّمَا عَنْ خُرُوجِهِ اٰلَّذِي كَان عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. ٣٢ وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاٰللَّذَان مَعَهُ فَكَانوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِاٰلنَّوْمِ. فَلَمَّا اٰسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَاٰلرَّجُلَيْنِ اٰلْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. ٣٣ وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانهِ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: «يَا مُعَلِّمُ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هٰهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإيلِيَّا وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. ٣٤ وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ ذٰلِكَ كَانتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا فِي اٰلسَّحَابَةِ. ٣٥ وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ اٰلسَّحَابَةِ قَائِلاً: «هٰذَا هُوَ اٰبْنِي اٰلْحَبِيبُ. لَهُ اٰسْمَعُوا». ٣٦ وَلَمَّا كَان اٰلصَّوْتُ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَداً فِي تِلْكَ اٰلأَيَّامِ بِشَيْءٍ ممّا أَبْصَرُوهُ٠
دعا يسوع تلاميذه لإماتة ذواتهم وحمل الصليب باستمرار لأنّه اختار هذا الطريق لنفسه مخلياً ذاته، ومات على خشبة العار لأجلنا. فلا طريقة أخرى للخلاص إلاّ طريقة حمل الله٠
وهذه الطريقة ليست إلاّ مرحلة مرور. والهدف منها هو مجد الله في وحدانية المحبّة. فاختار يسوع تلاميذه الناضجين، وأراهم المجد الحقّ في شركة الله، لكي يدركوا هدف إنكار أنفسهم جلياً. فهذا هو شعار كلّ المؤمنين الناضجين: بالصليب إلى المجد. وهذا المجد لم يتحقّق بهبة أو تمليك مِن الله، بل بالصّلاة المتواضعة. ولوقا البشير أرانا أكثر من غيره، انّ يسوع كان مصلياً قدّوساً وقدوة كلّ المصلّين. فأثناء تكلّمه مع أبيه تغيّر وجهه، لأنّ الله قبلة المصلّي، وقد خلق الإنسان على صورته. فلهذا يتحقّق المشابه لصورته بأسهل وسيلة في الصّلاة٠
ففي إنسجام المسيح مع الله تغيّرت هيئته ولباسه إلى نور. وموسى مؤسّس العهد القديم حصل بعد التقائه بالله على جلد لامع. ولكن يسوع مؤسس العهد الجديد، كان هو القدّوس بالذات. فظهر المجد فيه كاملاً بوجه غير مستتر (قابل ٢ كورنثوس ٣: ٤-١٨)٠
فافتح عينيك وأدرك المستحيل المستغرب، انّ الأموات أحياء. فموسى مؤسس الشريعة وإيليا رمز الانبياء. وهذا يدل على انّ المسيح إنسجم تماماً بنبوّاته عن موته مع كلّ مبادئ العهد القديم، لأنّ المسيح لم ينشىء مملكته بقوّة وقدرة بشريّة، بل بالآم وصليب وقيامة٠
وربّما كان على رسولي الله المجيدين، أنّ يخبرا الإبن المتجسّد بأسرار صعوبات موته الكفّاري عن كلّ العالم المزمع أنّ يحدث. لأنّ جسد الإنسان العادي، لا يقدر أنّ يحتمل هذه المعاني الغيبية بكلّ تفاصيلها ونتائجها المقبلة على الكون. فاستعد الإبن للموت مكلّلاً في العار عمداً وعزماً، ليصالح البشر مع القدّوس٠
وهذا التجلّي جرى للتلاميذ الثلاثة أيضاً ليفهموا طريق الصليب كطريق وحيد إلى المجد المذخر. ولكنّ بطرس لم ير الصليب، بل المجد وحده. وبينما كان ربّه يتكلّم عن ساعة موته لكلّ النّاس، تمتم الشعور الباطني في بطرس بأمنيته، أنّ يستمسك بهؤلاء الرجال الثلاثة المقدّسين، لكي يصبح الفردوس داخل الدنيا. فيدخله بدون آلام وهموم. ومع انّ رؤية مجد المسيح الباهرة، لم تكن سهلة على التلاميذ، لأنّهم ناموا في غيبوبة مِن أشعة ملء النور والجمال الساطعة عليهم. ولم تستطع أرواحهم البشريّة احتمال ظهور مجد الله. كما أنّهم ناموا كذلك في جثسيماني عندما حلّ ملء عضب الله وكلّ تجارب الشيطان على يسوع. ولكن على جبل التجلي وهب لشهود العيان الثلاثة، أنّ يسهروا قليلاً، ليروا بأعين مفتوحة ودهشة إله النور، الّذي بهرهم أكثر من الشمس في بهائها (يوحنّا ١: ١٤)٠
وفي هذه الحالة المتردّدة بين النوم والصحو اقتربت سحابة نور الله، الّتي رافقت الشعب في البريّة، ورآها حزقيال بارتعاب، لأنّها حجاب مجد القدّوس. فسقط الفزع على هؤلاء المخلوقين، واحترقت ذنوبهم في ضمائرهم. ولكنّ الخالق ما جاء لدينونة شهود ابنه، لأنّ إيمانهم خلّصهم. إنّه بشّر الخائفين، وأراهم الطريق إلى الخلاص الكامل. فليس عندنا في الكتاب المقدّس كلمات إلهيّة كثيرة، خاطب بها الله عباده البشر مباشرة. فمِن الضروري أنّ نتعمّق بكلّ حرف مِن أقواله ونصلّي بها إلى الله.وسمّى الإله القدّوس يسوع ابنه، لأنّه تواضع وأنكر نفسه، واختار الطريق إلى الصليب. هذه كانت إرادة الآب. وفي وداعة الإبن يظهر جوهر الآب. فالمسيح ليس نبيّاً مخلوقاً، بل انبثق مِن الآب قبل كلّ الدهور. وكان أحد الأقانيم الثلاثة أزلياً قدّوساً مجيداً
وتجسّد ابن الله لأجل حالتنا الدنسة، وحفظه أبوه منذ طفولته كحدقة عينه. والرّوح القدس طوّر مواهبه البشريّة بسلطته السماويّة. فأصبح الإنسان يسوع الإنسان الكامل، الّذي عزم في محبّته أنّ يموت لأجل الآخرين، لأنّه كان الوحيد المستحقّ ليموت عوضاً عنا٠
وهو كان كلمة الله المتجسّدة، وافضل إعلان لمشيئته السرمدية الحقّة. والله يأمرك أنّ تسمع كلمات يسوع يوميّاً وتقبلها، لأنّها ممتلئة بالقوّة الخالقة والسلطان الإلهي والتعزية الروحيّة. فكلمة المسيح تمنحك الحياة الأبديّة٠
والتلاميذ لما سمعوا إعلان الله ووصيته وقبلوها أدركوا مَن هو يسوع، وعلموا أنّه ليس مخلّصاً سياسياً، بل ابن الله في الجسد، وحملاً معيّناً للصليب. وفي هذه اللحظة انتهت الرؤية وصمت الصّوت. فلم يعودوا يرون إلاّ يسوع وحده. هذه خلاصة إيماننا. إنّنا لا نحتاج إلى ملائكة وقدّيسين وأساقفة وكنائس، لأنّ يسوع هو مخلّصنا. والإيمان به ينجّينا. فلا تجد في حياتك إنساناً، يقدر أنّ يساعدك حقّاً، إلاّ المسيح، فاربط نفسك به والله يقول لك: هذا هو ابني الحبيب، فاستمع له٠
الصّلاة: أيّها الآب، نشكرك لأنّك أرسلت ابنك إلى عالمنا الشرّير لتنقذنا. نظّف آذاننا وقلوبنا، لنصغي إلى كلماته ونحفظها. وندرك ألوهيته، ونتجاوب مع أبوتك، ونعظّمك لأجل موته على الصليب بسلوك طاهر وحكيم٠
السؤال ٧٠: لماذا أرى يسوع تلاميذه مجده الأزلي؟