Home -- Arabic -- Luke - 040 (The Twelve Apostel are Chosen and Many are Healed)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
٦. دعوة الرسل الإثني عشر والشفاءات الكثيرة (٦: ١٢ – ١٩)٠
لوقا ٦ : ١٢-١٩
١٢ وَفِي تِلْكَ اٰلأََيَّامِ خَرَجَ إِلَى اٰلْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اٰللَّيْلَ كُلَّهُ فِي اٰلصَّلاَةِ لِلّٰهِ. ١٣ وَلَمَّا كَان اٰلنَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاٰخْتَارَ مِنْهُمُ اٰثْنَيْ عَشَرَ، اٰلَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: ١٤ سِمْعَان اٰلَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَاندَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيوحنّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. ١٥ مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَان اٰلَّذِي يُدْعَى اٰلْغَيُورَ. ١٦ يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا اٰلإِسْخَرْيُوطِيَّ اٰلَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً. ١٧ وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ اٰلشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ اٰلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، اٰلَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، ١٨ وَاٰلْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانوا يَبْرَأُونَ. ١٩ وَكُلُّ اٰلْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قوّة كَانتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي اٰلْجَمِيعَ٠
وصل يسوع بخدمته إلى مرحلة قاطعة، لأنّ أعداءه الشرائعيين، نظّموا أنفسهم لإهلاكه، بينما شهرته انتشرت خارج البلاد. فتراكضت إليه الجماهير مِن العاصمة أورشليم ومِن كلّ القرى اليهودّية، وحتّى مِن المناطق الفينيقية في صور وصيداء، جاءوا جميعاً ليسمعوا حكمته، ويشفوا بقدرته، وليلتسموا قوّة منه، لأنّه يشفي جميع المؤمنين به٠
فماذا عمل المسيح في هذه المرحلة الفارقة؟ لقد صلّى! وانفصل عن الجماهير الّتي طلبته، وترك تلاميذه. ولم يهتمّ بأعدائه، بل التجأ إلى الله أبيه، ومكث عنده في الصّلاة. وسمّى لوقا هذه الصّلاة العميقة في النص اليوناني "صلاة الله" ولا نجد مثل هذه العبارة مرّة أخرى في كلّ العهد الجديد. وتمّت هذه الصّلاة بأروع انسجام مع أبيه، وانتجت توضيحاً تامّاً للمستقبل. فهل وقعت أزمات خانقة، أو تراكمت عليك أعمال ثقيلة متزايدة؟ فانفصل بنفسك إلى عزلة الصّلاة، لأنّك مِن الصّلاة وحدها تنال الهدى والإرشاد والحكمة والسلطان٠
فما هي الهداية الّتي اتضحت في الابن بواسطة صلاته وتكلّمه مع أبيه؟ فبعدما عاد مِن صلاة ليل طويل اختار اثني عشر رسولاً. وكان مِن قبل قد تبعته جماهير غاصّة. أمّا الآن فعيّن مخلّص العالم اثني عشر تلميذاً، ليرافقوه دائماً، ويعرفوا تجاربه، ويروا صبره، ويدركوا حكمته، ويعتادوا أهدافه. وهكذا ابتدأ يدرّب نخبة القادة لكنيسته المستقبلة، الّذين يحملون حياته الأبديّة إلى العالم٠
فقد عرف المسيح أنّه ينبغي أن يموت، فأراه الله حاملي قوّته فرداً فرداً، لنشر ملكوت الله إلى انقضاء العالم. ولم يسأل يسوع كثيرين، هل تريدون ان تصبحوا رسلاً؟ بل دعا كلّ فرد باسمه مِن الجماهير. ودعوة الله غيرتهم إلى رسل المسيح. فلم يكونوا أحسن مِن الجماهير، ولكن الرّوح القدس وجد فيهم نقطاً انطلاقيّة ليستعدّوا، فيتغيّروا إلى صورة المسيح٠
كانوا جميعاً فاشلين، ولكنّ الرّوح القدس جعلهم سلاطين قوّة الله، الّذين غيّروا العالم. وإنّنا نعيش حتّى اليوم مِن دعوة المسيح إياهم. فهل تعرف أسماءهم غيباً؟ لأنّك تؤمن بإيمانهم، وتعرف المسيح بشهادتهم، وتتقوّى بصلاتهم، الّتي قدّموها إلى الله، لمّا كانوا في دنيانا هذه٠
والعدد ١٢ مقدّس في العهد القديم، ويعني التحام السّماء مع الأرض. إذ الثلاثة ترمز إلى الله الثالوث الأقدس، والأربعة إلى أربع جهات العالم. فان ضربت ٣*٤ ينسجم العددان الدّالان على ملء الله ممزوج في أرضنا الحقيرة. فأصبح الاثنا عشر آباء شعب العهد القديم٠
والمسيح لم يجهّز مدعويه بالقوّة رأساً، ولم يرسلهم إلى العالم الشرّير فوراً، إنما علمهم النظر البصير. فماذا رأوا؟ يسوع لا سواه٠
هل أدركت شخصيّة المسيح؟ انظر كيف تراكض النّاس إليه. فإنّه لم يضع منذ هذه الصّلاة الليلية يديه على المرضى. بل كلّ الّذين يؤمنون به لمسوه بثوبه، وشفوا بواسطة هذا اللمس. والطبيب لوقا استفهم بكلّ دقّة عن تفاصيل هذه الحادثة وشهد بها. فكلّ المصائب الحالّة في البشر زالت عنهم بكلمته وقوّته. تعال إلى يسوع، وامكث معه في صلاة شاكرة. فإنّه يشاء دعوتك ولمسك وإرسالك
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، اغفر لي صلاتي المستضعفة، علّمني أن أراك وأؤمن بك، وأحبّك وأسجد لك، لتخصّك حياتي. علّمني الطاعة واملأنِي بصبرك، لكي أعمل ما تريد. وأقف حيث تدعونِي. وأذهب إلى مَن يرشدنِي روحك إليه، واشكرك لأنّك لا تحتقرنِي، بل تدعونِي إلى اتباعك وخدمتك. آمين٠
السؤال ٤٩: لماذا دعا المسيح الاثني عشر رسولاً وكيف اختارهم؟