Home -- Arabic -- Luke - 041 (The Sermon on the Mount)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
٧. عظة الجبل (٦: ٢٠ – ٤٩) ٠
لوقا ٦ : ٢٠-٢٣
٢٠ وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أيّها اٰلْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ. ٢١ طُوبَاكُمْ أيّها اٰلْجِيَاعُ اٰلآنَ، لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أيّها اٰلْبَاكُونَ اٰلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. ٢٢ طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ اٰلنَّاسُ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ، وَأَخْرَجُوا اٰسْمَكُمْ كَشرّير مِنْ أَجْلِ اٰبْنِ اٰلانسَان. ٢٣ اِفْرَحُوا فِي ذٰلِكَ اٰلْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي اٰلسَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هٰكَذَا كَانوا يَفْعَلُونَ بِاٰلأَنبِيَاءِ٠
بعد ما أرانا لوقا المرحلة الأولى في سيرة المخلّص يسوع. يوقفنا الآن وسط كرازة ابن الله، الّذي كلّم النّاس، ناظراً خصوصاً إلى تلاميذه المدعوين حديثاً. فهل ترى أيّها الأخ عيني المسيح ناظرتين إليك. وهل تسمع كلاّمه المقدّس موجهاً نحوك شخصيّاً؟ إنّه يطوّبك لأنّك فقير ومسكين، لأنّ كلّ النّاس فقراء مساكين بالنسبة لمجد الله. كلّنا نموت أمّا هو فحي. كلّنا محدودون، وهو الكامل. نحن الأشرار، وهو الصلاح، جميعنا نجسون، وهو قدّوس. إنّنا مرضى روحاً وجسداً، لكنّه منبع الصّحة والسّلامة. أغبياء نكون وأمّا هو فحكيم. خونة صفاتنا، وأمين اسمه. قارن حياتك بالله أيّها الإنسان، واعترف بخطاياك ونقائصك وشرّك وفجورك، فتصلك كلمة المسيح طوباكم أيّها المساكين! فلا يطوب يسوع فقراء المال والعقل فقط، بل النّاس أجمعين، لأنّنا شحّاذون، عائشون مِن فُتات نعمة الله٠
أمّا الآن فقد حضر المسيح بيننا وحلّ ملء اللاهوت فيه جسدياً، وقوى السّماء تخرج منه. فلمسته الجماهير. وغنى محبّة الله تجري مِنه إلى كلّ النّاس. وهو باذل نفسه للعالم الشرّير المفتقر. وفيه نحصل على بركات السماوات كلّها. هو الملك المالك في ملكوت الله ومملكته موجودة فيه كنبتة في بذرتها. فالّذي يقبله يصير غنياً صالحاً ومباركاً كالله. هل تريد أنْ تغنى كالخالق، فانظر إلى المسيح. وتمسّك به تمسّكاً أزلياً، فيطوّبك حقّاً٠
كلّ النّاس يجوعون إلى الله، ولا يعرفون حقيقة ذلك، فيطلبون إطفاء غليلهم إلى السّلام في اللهو والأفلام والمخدّرات. هل سمعت أغاني الحب في الراديو؟ فكلّها صرخة واحدة إلى محبّة حقّة، وجوع إلى رحمة، وشوق إلى الله المستتر عليهم. ان البشر جميعاً يطلبون العليّ. ولكنّهم عمي، ولا يعرفون طلبهم. فانحرفوا إلى الضّلال المبين. وكادوا يموتون متعطّشين إلى السّلام. طوباك إنْ أدركت أنَّ نفسك عطشى إلى كلمة الله. وقلبك جائع إلى روح النّعمة. إنّك تطلب غفران خطاياك، والصلح مع ربّك، والتعزية مِن يأسك. والمسيح يؤكّد لك السعادة السماويّة، إن طلبت الله. لأنّه يشاء، أن يكون شخصيّاً غذاءك الرّوحي، كما يهبك نفسه في العشاء الربّاني. وبكلمته يشبع جوعك إلى معرفة البِرّ، ويمنح نفسك سرورها. إن جوع الجسد، إلى زمن. أمّا جوع القلب فأزلي. فَكُلْ يسوع، تشبع. إنّه خبز الحياة لكثيرين٠
هل بكيت مرّة على خطاياك؟ وهل اشمأزّيت من وحل نفسك؟ هل تتألّم مِن كبريائك؟ وهل ترتعب مِن الدينونة المقبلة على العالم؟ طوبى لك إن عذّبتك ذنوبك؟ وشعرت بدينونة الله في أحشائك. فتنكسر عندئذ لذّاتك، وتصرخ النجدة النجدة! فأمّا المسيح فينحني عليك، قائلاً: مغفورة لك خطاياك. قد تبرّرت وتقدّست في النّعمة. آمن بربّك يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك. اقبل ما يقدّمه لك مِن الصلح والكفّارة والتطهير، فتتحرّر من سلطة الخطيئة وتخوض إلى سلام الله وفرحه السرمدي. وإنّنا لنشهد لك، أنّ صليب المسيح هو السبت لاطمئناننا. فنضحك في الضيق. ونتعزّى في الموت. لأنّ الله معنا، والمسيح يتمركز في قلوبنا٠
إنّ محبّته هي الّتي دفعتنا لاتباعه. وقوّته قد أهّلتنا للخدمة. هل تريد، ان تصبح عبداً للمسيح؟ عندئذ الفقر ينتظرك. والاحتقار والبغضة والاستهزاء يهاجمك. وأما أصدقاؤك القدامى فإنّهم يتركونك، بينما عائلتك ربّما تطردك. لا بأس بذلك، لأن يسوع المسيح يأمرك أن تقفز فرحاً وتثبت في غبطة، إذ مكافأتك هي الله بذاته. وإنّ مجده يكون لباسك. فانشرح لفضائله حيث محبّته جعلتك محبّاً. وصبره جدّدك إلى حمل وديع. وإذ ذاك، لا بدّ أنّك تترقب مجيء يسوع الآتي لفدائك الكامل. هل تنتظرن هذه اللحظة الفريدة. لحظة الابتهال والابتهاج. إنّه آت سريعاً٠
الصّلاة: أيّها الربّ لست مستحقّاً أن تدخل بيتي ولكن قل كلمة، فتبرأ نفسي. وكلّنا لا نستحق زيارتك، ولكن قل كلمة واحدة، فنمتلئ بسلامك وقدرة محبّتك٠
السؤال ٥٠: مَن هم المساكين والجياع والباكون في تطويبات المسيح وبماذا وعدهم؟