Home -- Arabic -- Luke - 039 (Encounters with Strict Religious)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
٥. الاصطدامات مع الزعماء الدينيين المتزمتين (٥: ١٧ – ٦: ١)٠
لوقا ٦ : ١-١١
وَفِي اٰلسَّبْتِ اٰلثَّاني بَعْدَ اٰلأَوَلِ اٰجْتَازَ بَيْنَ اٰلّزُرُوعِ. وَكَان تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ اٰلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. ٢ فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ اٰلْفَرِّيسِيِّينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي اٰلسُّبُوتِ؟» ٣ فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هٰذَا اٰلَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَاٰلَّذِينَ كَانوا مَعَهُ، ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اٰللّٰهِ وَأَخَذَ خُبْزَ اٰلتَّقْدِمَةِ وَأَكلّ، وَأَعْطَى اٰلَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً، اٰلَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟» ٥ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ اٰبْنَ اٰلإِنْسَان هُوَ رَبُّ اٰلسَّبْتِ أَيْضاً». ٦ وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ اٰلْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَان هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ اٰلْيُمْنَى يَابِسَةٌ، ٧ وَكَان اٰلْكَتَبَةُ وَاٰلْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي اٰلسَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً. ٨ أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ اٰلَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي اٰلْوَسَطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ. ٩ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي اٰلسَّبْتِ فِعْلُ اٰلْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ اٰلشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟». ١٠ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هٰكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَاٰلأُخْرَى. ١١ فَاٰمْتَلأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟
مشى يسوع وتلاميذه وسط حقول السنابل الذهبيّة في يوم سبت. فجاع التلاميذ لأنّ ربّهم لم يكن غنيّاً في المال، بل طلب مِن أبيه السماوي الخبز اليومي الكافي بكلّ بساطة وتواضع. وبعض هؤلاء التلاميذ، اختطفوا سنابل وفركوها بين أيديهم وأخذوا يأكلّون حبوبها اللذيذة. وفي شريعة العهد القديم، كان خطف السنابل مسموحاً به للفقراء المعوزين بكلّ وضوح. فلم يشتك الأتقياء على التلاميذ لأجل السّرقة بل بسبب العمل المحرّم يوم السبت. وقد عدوا فرك السنابل عملاً، كالحصاد٠
أمّا المسيح فقد فسّر معنى الشريعة لهؤلاء المتطرّفين بإدلاله على داود الملك الممسوح، الّذي دخل إلى خيمة الاجتماع المقدّسة. وأكل مع رفاقه الجائعين الخبز المكرّس لله وكهنوته، لأنّ شبعهم كان أهم مِن حفظ الطقوس. فالشرائع لخدمة الإنسان، وليس الإنسان عبدها. وهكذا غيّر المسيح معنى الشريعة جذريّاً، وأظهر نفسه المشرّع الإلهي، الّذي فسّر المبادئ العتيقة بطريقة جديدة ولخّصها في وصيّة المحبّة الفريدة. فبهذا العمل الجبّار، حرّرنا المسيح مِن حفظ الشريعة الشكلي، إلى فكر المحبّة وعملها، كما قال بولس عدّة مرّات أن ليس إنسان بقادر أنّ يحفظ الشريعة مِن تلقاء نفسه حقّاً، أمّا البار في دم المسيح فينال قوّة الرّوح القدس، الّذي يقوده لحفظ الوصايا. فلا يتدلى سيف الشريعة في العهد الجديد، فوق رأسك ليهلكك، بل أصبح محرّك القوّة والفرح فيك٠
ويا للأسف! فان السبتيين ومَن على شاكلّتهم يسبتون إلى اليوم في الرّوح اليهودي، لأنّهم يحتفلون بسبوتِهم، كرمز ليوم راحة الله بعد خلقه الخلق، غير مدركين أنَ المسيح تعب لخلاصنا، وأوجد خلقاً جديداً، مظهراً حياته الأزليّة في قيامته. ولم يأمرنا ربّنا في العهد الجديد. أن نقدّس يوماً معيناً البتة، بل أنّه قدّس الإنسان نفسه، لتكون كلّ أيامه مقدّسة. فالمسيحي يشترك براحة الله في ضميره يوميّاً، لأنّ حياة المسيح، حلّت فيه. وهكذا أصبحنا متبرّرين بالنّعمة في الإيمان مجّاناً. وليس بحفظ الشريعة٠
ولكن الشرائعيين ليس لهم آذان يسمعون بها أصوات حياة النّعمة، بل تجسسوا على المسيح ليحكموا عليه. ولكنّ الربّ أراهم عماهم بصواب قائلاً لهم: ما الأهم، حفظ السبت بلا رحمة أو كسر السبت لرحمة النّاس؟ فاخترق يسوع المسيح الأموات الشرائعيين فرداً فرداً بثاقب نظره. وأبطل بسؤاله مبادئهم المعوّجة، مبرزاً ضرورة الأعمال الصالحة في كلّ الأيام بلا استثناء، وترك عمل الشر كلّ الأيام بلا استثناء. وبهذا أرانا أنّ السبت، ليس له في العهد الجديد ميزة على غيره، لأنّ المحبّة وحدها هي جاعلة كلّ الأيام لله، كقول بولس كلّ ما تعملون فاعملوه مِن القلب كما للربّ، وليس للناس. وهكذا تصير حياة الإنسان كلّها لخدمة الله حمداً لخلاصه المجيد، وليس يوم معيّن مِن الأسبوع فقط٠
ولما شفى يسوع بهذا الرّوح الجديد بكلمة فمه اليد اليابسة وسط اجتماع يوم السبت في المجمع، اغتاظ الشرائعيّون أحمق الغيظ، لأنّهم أدركوا بذكائهم رأساً، أنّ المسيح لم يمزّق شبكة أحكامهم بمحبّته الإلهيّة فقط، بل أيضاً أدانهم شخصيّاً في الوقت نفسه، لأنّهم عرفوا الخير، وحجزوه بشرائعهم٠
يجرّب كثير مِن الكنائس والأديان المتعدّدة في دنيانا إدخال أتباعها إلى السماء بواسطة حفظ الشرائع. وبالحقيقة أنّهم لمسقطوهم إلى أسفل السافلين. فليس حفظ الشريعة يخلّصنا بل المسيح وحده. وهو يغرز شريعته في قلوبنا، بواسطة روحه القدّوس، لكي ترشدنا حساسيّة محبّته ونعيش في كلّ حين قدّيسين. فهل تحرّرت مِن الشريعة، أو لا زلت عبده البخيس؟ وهل حلّت شريعة المسيح فيك، وسلكت في ملء محبّته، متواضعاً كلّ أيام حياتك٠
الصّلاة: أيّها الآب السماوي نحن مفعمون بالخطايا والنجاسة والعمى والتعصّب المقيت. اغفر لنا قلوبنا القاسية، وحرّرنا مِن بِرّنا الذاتي. واكسر روحنا الشريعي، لكي نحمدك بالحمد والمحبّة والخدمة لكلّ النّاس في كلّ حين٠
السؤال ٤٧: