Home -- Arabic -- Luke - 038 (Encounters with Strict Religious)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
٥. الاصطدامات مع الزعماء الدينيين المتزمتين (٥: ١٧ – ٦: ١)٠
لوقا ٤: ٣٣-٣٩
٣٣ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يوحنّا كَثِيراً وَيقدّمونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذٰلِكَ تَلاَمِيذُ اٰلْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكلّونَ وَيَشْرَبُونَ؟» ٣٤ فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي اٰلْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ اٰلْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ ٣٥ وَلٰكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ اٰلْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ اٰلأَيَّامِ». ٣٦ وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَاٰلْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَاٰلْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ اٰلرُّقْعَةُ اٰلَّتِي مِنَ اٰلْجَدِيدِ. ٣٧ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ اٰلْخَمْرُ اٰلْجَدِيدَةُ اٰلّزِقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَاٰلّزِقَاقُ تَتْلَفُ. ٣٨ بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعاً. ٣٩ وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ اٰلْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ اٰلْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: اٰلْعَتِيقُ أَطْيَبُ"٠
لم يأت المسيح نبيّاً مكتئباً محضراً النّاس لله بأصوام وشرائع. بل أنّ يسوع يشبه العريس الّذي يسبّب الفرح العام لكلّ أتباعه ومريديه. فجاء ابن الله من السماء ليتّحد مع البشر اتحاداً روحيّاً طاهراً. فمحبّة الله هي دافعه، وقداسته لباسه، ووداعته شعاره وصبره قوّته٠
والعريس الإلهي طلب عروسه غير الملتفتة إليه والمسترسلة بزناها مع أرواح هذه الدنيا الدنيّة. أمّا المحبّ فإنّه لم يرفض الخاطئة، بل طهّرها بدمه، وقدّسها بروحه. فالكنيسة هي عروس مطهّرة لابن الله. فكيف لا يعمّ الفرح البشر وقد اتّحدت السماء بالأرض والله بالنّاس؟
ولقد صام التائبون سابقاً، وجلدوا أجسادهم، ليجبروا الله أنّ ينعم عليهم انعاماً غزيراً. لكن الآن، فإنّ الله قد حضر في المسيح بين البشر، وأتى بفرط محبّته إلى العصاة المعاندين، وأدخل فيهم الفرح السرمدي. فكذلك انتهى الصوم. ولم تعد الصلوات الكئيبة للوجوه المتجهمة تتصاعد إلى السماء، بل أعظم زغاريد الغبطة لأنّ الله وصل إلى الأرض. فهل يشترك قلبك في الفرح السماوي، لأنّ الأزلي حضر حقّاً بين البشر الفاني؟
والفريسيّون المتعصّبون لم يدركوا سرّ ابن الإنسان. إنّما انتقدوا فرح تلاميذه. وأتباع يوحنّا المعمدان أيضاً قطبوا جباههم، وأنغضوا رؤوسهم للتقوى الجديدة في المسيحيين، إذ عاشوا طبيعيين واقعيين، وأكلوا وشربوا بالكفاية ككلّ النّاس. ولم يعذبوا أنفسهم ليربحوا ملكوت الله٠
وهؤلاء المتعصبون للناموس، مع أنّهم يعملون لمرضاة الله، لم يدركوا المسيح، إنّ فيه حل ملء بركات السماوات مجّاناً بيننا، بل أرادوا الاستمرار بأعمالهم الصالحة البشريّة. وتصرفاتهم حَسبَ الشريعة، وبرّهم الكئيب ليتبرّروا ويتقدّسوا. وهذا مستحيل٠
والفرق بين التقوى في العهد القديم والبِرّ في العهد الجديد، كبير جداً. اعتبر النّاس أنفسهم صالحين في السابق. وأرادوا تزيين ذواتهم بأعمال خاصّة كثوب زاه متلألئ. ولكن هذا الثوب، سرعان ما يتخّرق ويعتق. إذ كلّ امرئ خاطئ وممتلئ ذنوباً أمام ربّه. أمّا المسيح، فقد أتى إلينا ببِرّه الخاصّ. وطهّرنا بدمه، وزيننا بثمار روحه. فلإنعامه يلبس كلّ مسيحي ثوب العرس الأبيض الطاهر الأبدي. ومن المستحيل ان نخلط بين هذين الثوبين البشري والسماوي. فإمّا أنْ تُعدّ نفسك لعرس الله بثوبك العتيق الممزّق المصنوع مِن برّك الذاتي الخاطئ، أو تتقدّس بدم المسيح وحده تقديساً كاملاً٠
وشبّه المسيح روح عهده بالخمر الجديدة. الّتي لا تناسبها الزّقاق العتيقة المحبوكة بألوف الخيطان الشريعيّة. فمحبّة المسيح تمزق كلّ الأحكام البشريّة السطحيّة، وتحرّر الإنسان لخدمة الله والنّاس المحتاجين. فالحرّية المقدّسة لخدمة المحبّة هي التقوى الجديدة في عهد المسيح، حيث لا يكسرنا روح الربّ بممانعات ووصايا وأحكام، بل يشجّعنا إلى حياة جديدة، حيث تكون المحبّة تكميل الشريعة. إنّما التقليديون تعوّدوا أحكامهم القاسية وتوبتهم المكتئبة. ولا يريدون ان يتركوا هذا الجوّ، بل يمصّون شرائعهم كخمر معتّقة، وينعشون منها، فلا يعرفون قوّة محبّة الله، ولا الخمر الجديدة الداخلة إلى العالم في دم المسيح، الّذي يعمل في بطوننا وعقولنا طارداً كلّ الأقذار منا. وهكذا دعا المسيح تلاميذه إلى طرق جديدة في الحياة وإلى قوّة إلهيّة فريدة. وحرّرهم مِن الطقوس الجافة ومِن الأحكام الخياليّة. فهل استعدّيت للعرس من ابن الله، وترافقه في خدمته للمحتاجين والغوغاء؟ فادخل إلى فرح ربّك واطلب المساكين فتجد العريس الإلهي عندهم٠
الصّلاة: أيّها الربّ روحك القدّوس يحرّرنا مِن ذواتنا، ومِن مقاييس البشر. ودمك الثمين يلبسنا ببِرّك وطهارتك وجلالك. ساعدنا لنثبت في محبّتك وسلامك، لنصبح أعضاء أحياء في كنيستك عروسك. وزيّنا بكلّ الأعمال الصالحة، النابعة مِن نعمتك العظيمة٠
السؤال ٤٧: لماذا سمّى المسيح نفسه عريساً ورفض نظام الصوم مِن العهد القديم؟