Home -- Arabic -- Luke - 010 (Mary's Visit to Elizabeth))
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
أوّلاً: الحوادث التاريخية حول ولادة المسيح (لوقا ١: ٥ إلى ٢: ٥٢)٠
٣. زيارة مريم لأليصابات (١:٣٩- ٤٥)٠
لوقا ٥١:١- ٥٢
٥١ صَنَعَ قوّة بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. ٥٢ أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. ٥٣ أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. ٥٤ عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً, ٥٥ كَمَا كلّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ. ٥٦ فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ, ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا٠
إنّ الله ليس روحاً جبّاراً بعيداً غير مفهوم، بل إنّه يتدخل في تاريخ العالم. وليست صفاته تصوّراً منطقياً، بل هي ظاهرة عمليّاً في حياة البشر. فالله لا ينام، بل يعمل. ومنذ سقوط النّاس في الخطيئة لا يرتاح القدّوس، بل يخلّص ويطلب، ويعمل لخلاص العالم٠
أدرس حكم الله للعالم، على لسان مريم. وتعمّق في قدرة عمله حسب الأفعال التسعة، المذكورة في الجزء الثاني مِن تسبيح العذراء. فتدرك أكثر ممّا لو حصلت على شهادة مِن الجامعة، في درس الاجتماع أو العلوم٠
إنّ الله هو القوّة، كما شهد المسيح بجوهر أبيه أثناء المحاكمة الأخيرة أمام اليهود (متّى ٢٦: ٦٤) فلا توجد في العالم قوّة بناءة إيجابية، إلاّ هو. فبقدرته أوجد الكون. فمِن الحكمة سجودك للخالق ان تعمّقت في أسرار خلقه أثناء الدروس الفيزيائية والكيميائية وعلم الأحياء، لأنّ كلّ العلوم هي إعلان عن قدرة قوّة الله، الجليلة العظمى٠
ولكنّ الإنسان استكبر في تجارب الشيطان، فطرده الله مِن قربه. لأنّ كلّ إنسان يستقلّ عن مصدره، يصبح عدواً للخالق في ذهنه. طوبى لك إنْ أدركت أنّ كلّ النّاس عُصاة، لأنّ روح الشيطان، يعمل فيهم ( أفسس ٢: ١- ٥). ولهذا أصبحنا أبناء الغضب، مسلَّمين إلى شهوات قلوبنا. فتاريخ البشر، هو إعلان عن موجات غضب الله علينا (رومية ١: ١٨؛ رؤيا ٦: ١٩)٠
ودينونة الله على كلّ استكبار وشهوات، هي أكثر فعالية ممّا تعرف. فلقد أعطى القدّوس للانسان فرصة، ليحيا في خوف الله حسب خطّة خلاصه. ولكن مَن يستكبر ولا يضع مواهبه ونقوده وقدرته تحت تصرّف الله، يسقط مِن كرسيه الموهوم إلى العار والبغضة والإبادة. هل تُدرك كيف أنّ العذراء البسيطة بين البشر، أدانت الملوك والزّعماء والكبار والمتخيلين بواسطة كلماتها الموحى بها مِن الرّوح القدس؟
وقد اعترفت في بصيرتها، كيف أنّ المتواضع يشترك بتدبير ملك الله معه، والوديع يمتلك الأرض. فالله يرحمك إن ثبتَّ صبوراً لطيفاً، معتبراً أعداءك أفضل منك. فطريق المسيح هو التواضع. لهذا رفعه الله جداً (فيلبي ٢: ٥- ١١) وإن رفعك الله، وأعطاك نعمة ومواهب ونجاحاً، فهل تثبت متصاغراً بسيطاً كطفل الربّ؟ أو ترتفع كسائر المخلوقات، ظانّاً أنّك شيء؟ أن الرّوح القدس يعلّمك مُت لنفسك وعش لله وحده٠
وتذكرون جيّداً، كيف الله يباركك ويمنحك أنت العاصي خبزاً وفيراً. إنّه أبونا وعائلنا، ولا يهلكنا بسرعة، رغم أنّنا نستحقّ غضبه. فليت النّاس يرجعون إلى خالقهم، فيروا بركاته ويضعفوها. ويا للأسف المرير! فإنّ الدول تصنع مِن هذه البركات أسلحة باهظة التكاليف، علماً يقيناً أنّ ثمن طائرة حربية واحدة تكفي لإشباع ملايين الجنس البشري. وهكذا فإنّ البشر، يتلفون مواهب الوهّاب، الّذي يغنينا بغناه. ولكنّ الأنانية تجعل الأغنياء فقراء، لأنّهم يهلكون أنفسهم، مستسلمين إلى شهواتهم حسب غضب الله٠
وقد علم شعب البريّة كيف أنّ الله أشبعه بعنايته، وأنزل عليه المنّ والسلوى. ولكنّهم تذمروا ضدّ المنعم عليهم، ولم يفهموا اجتذاب روحه، ليصبحوا شعباً مقدّساً. فسقطوا في غضبه. ولكنّ الربّ لم يهلك العند نهائيّاً رغم عقوباته المستمرّة عبر القرون الطويلة، علامة لنا أنّه لا يفكّ ولا يلغي نعمته معنا. لأنّه يبقى رحيماً، وسط عدله وقداسته وغضبه٠
إنّ الله أمين لمواعيده، الّتي أعطاها لإبراهيم وآباء الإيمان وأتباعهم. فما كان استحقاق هؤلاء الآباء؟ أنّه بإيمانهم! سمعوا كلمة الله، وتمسّكوا بوعده مؤمنين واثقين. فحَسب هذا الإيمان برّاً لهم، ولأجل هذا الإيمان تعامل الله معهم. وهو لا يغيّر كلماته أبداً وذلك لأنّه أمين٠
هل أدركت عمق الأسرار الّتي بلورها الرّوح القدس في مريم؟ افتح نفسك لصوت الله، بلا بغضة أو استكبار. فتتعقّل وتَر الله، يعمل وسط فوضى عالمنا السحيق٠
وإذ جاء الوقت لتلد أليصابات النبيّة ابنها، عادت مريم واثقة بالله أنّه يحميها ويرشدها ويهتم بها اهتماماً كبيراً. وقد اختبرت عنايته الفائقة الإدراك، ولكن رغم ذلك بقي طريق مريم طريق الكفاح وصبر الإيمان لتكمل قوّة الله في ضعفنا٠
الصّلاة: أيّها الربّ العلي، إنّي غبي ولا أدرك طرق حكمك للعالم كما تراها أنت. اغفر لي الحكمة الناقصة، وأنرنِي بروحك القدّوس للتواضع. لكي أسلك حسب محبّتك وحقّك، وأتجنّب غضبك ثابتاً في إرشاداتك ومطيعاً لكلّمتك يومياً٠
السؤال ١٨ : ماذا يعمل الله في تدبيره العالم؟ (١: ٥١-٥٦)٠