Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 009 (Mary's Visit to Elizabeth)

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

أوّلاً: الحوادث التاريخية حول ولادة المسيح (لوقا ١: ٥ إلى ٢: ٥٢)٠

٣- زيارة مريم لأليصابات ( ٣٩:١- ٥٠)٠


لوقا ٤٦:١- ٥٠
٤٦ فَقَالَتْ مَرْيَمُ, تُعَظِّمُ نَفْسِي الربّ, ٤٧ وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مخلّصي, ٤٨ لأنّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي, ٤٩ لأنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ, وَاسْمُهُ قدّوس, ٥٠ وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ٠

إنّ تسبيحات مريم، هي تاج مزامير العهد القديم، وبداية مجيدة لكلّ ابتهاجات العهد الجديد. فالرّوح القدس، قد تكلّم بواسطة مريم، وأعلن في كلمات العذراء البسيطة أسرار حكم الله. إنّ ماضي البشر قد تجمّع في هذه الكلمات. ومستقبلنا يتّضح بواسطة كلمات الرّوح القدس. وكنيسة الله، تنسجم في كلّ مكان في نشيد مريم بالشكر. لأنّ هدف كلّ رؤيا، هو تمجيد الله القدّوس وتحقيق الخلاص مِن قلب مستقيم٠

وإنّنا لواجدون أنّ كلمات مريم في العهد الجديد الّتي وصلتنا كانت قليلة (لوقا ١ : ٣٤ و٣٨ ؛٢ :٤٨ ، ويوحنّا ٢: ٣ و٥). فلهذا يستحقّ قولها هذا كلّ انتباهنا، ونجد فيه عبارات معروفة مِن التوراة والمزامير، الأمر الّذي يدلّنا على أنّ العذراء تعمّقت كثيراً في كلمة ربّها، وحفظت آياته وعاشتها. فالرّوح القدس أوجد الكنوز المستترة فيها، لتسبيح عظيم لله٠

أتسمع صوت الرّوح القدس؟ فهو يعظّم الله ويعلن أنّ الإنسان صغير. ففرح معرفة محبّة الله كبير، حتّى أنّه يلقي الإنسان المؤمن إلى الغبار شاكراً مؤنّباً، لأنّ سلام الله يشمله. فلا تتحرّك النفس باستكبار بل تعظّم الربّ. وهكذا يفرح الرّوح، لأنّ مسرّة الله معلنة له، ولا حزن يثقله. هل تفرح في ذهنك، أو انت حزين؟ إنّ الحزين يهتم بنفسه، أمّا الفرحان فيعيش لله، ويتحرّر مِن أنانيته، لأنّ الله محبّة ومَن يثبت في المحبّة يثبت في الله والله فيه٠

أيّها الأخ، تعالَ إلى ربّك، فيملأك بروحه فلا يوجد الرّوح القدس في إنسان مِن طبيعته. وقد اعترفت مريم جهاراً، بأنّ الله مخلّصها مِن ضيقات كونها. فليست مريم مخلّصة الأنام، بل الله هو خلّص أم يسوع. والرّوح القدس لا يكذب. وكلّ الّذين يكبّرون أنفسهم وانفس الآخرين أغبياء، لأنّ المنير السماوي يرينا في إنسانيتنا الفساد، ويجذبنا بنفس الوقت إلى العلاء إلى محبّة الله المخلّصة٠

فلسنا مستحقّين أن نُدعى عبيد الله لأنّنا خُطاة. ولكنّ الرّوح القدس، يؤكّد لنا أنّ الربّ قبلنا، وغلب الخطيئة الموروثة فينا بالنّعمة. فكلّ منعم عليه ينحني إلى الغبار، ويسجد لمخلّصه، ويقبّل رجليه. ويضع نفسه تحت تصرّفه، لخدمة أزليّة. فهل أنت سيّد وربّ مستقلّ في حياتك، أو عبد متواضع لربّك؟ تواضع كمريم الّتي سمّت نفسها أَمَة الربّ. إنَّ الرّوح القدس، يشاء كسر كبريائك وتحرير نفسك مِن التشامخ٠

وكلّ مَن يرفع نفسه يتّضع ومَن يضع نفسه يرتفع. وقد اختبرت مريم هذا المبدأ لروح الله، لأنّها بعدما اعترفت باحتياجها إلى خلاص الله، معترفة بصفتها كأَمة للربّ، رفعها الله لتزداد سعادة فوق سعادة، ونعمة فوق نعمة٠

أمّا طريقها في هذه الحياة الدنيا، فكان مفعماً بالمرارة والاحتقار والاتّهام. لأنّ خطيبها ووالديها لم يعرفوا شيئاً مِن حبلها بالرّوح القدس. ولكنّ الله بالذات برّرها وأرشدها (متّى ١: ١٨). وابنها وُلد في اسطبل كريه، بينما شقّت الملائكة السماء بعاصفة تسابيحها. وسجد المجوس أمام المولود في المذود، الّذي هرب بعد قليل مع أبويه إلى مصر لاجئاً. ووقفت مريم تحت صليب ابنها متألّمة، ولكنّها رأت أيضاً المقام مِن بين الأموات منتصراً مالكاً الأكوان. وبقيت بين التلاميذ المنتظرين موعد الآب، وامتلأت معهم بروح الله القدّوس في عيد العنصرة، وثبتت في المسيح إلى الأبد، لأنّ كلّ مَن آمن به، ولو مات فسيحيا. وكلّ مَن كان حيّاً وآمن به، فلن يموت إلى الأبد. فنطوّب مريم مع كلّ المتجددين في المسيح، لأنّهم يعيشون أولاداً لله في سعادة سرمدية بلا انقضاء٠

فيا أيّها الأخ، أتستطيع أنّ تلفظ كلمات مريم بالإيمان؟ تجاسر وانطق بالإيمان كلمات الرّوح القدس: القدير صنع بي عظائم واسمه قدّوس ورحمته إلى جيل الأجيال للّذين يتّقونه٠

لم تدرس مريم دروساً لاهوتيّة، ولكنّ الرّوح القدس أعلن لها جوهر الله كقدّوس رحيم، على أساس اختباراتها الخاصّة. ليت كلّ الشعوب تقبل إعلان الرّوح القدس هذا مِن فم العذراء. فإلهنا نار آكلّة تحرق كلّ الذنوب والبشر غير التائبين. ولكنّ لبّ قداسته هو محبّة وليس إلاّ محبّة. فمَن يهتدِ ويستلم لروح الله قابلاً المسيح مخلّصاً، ينجذبْ إلى قداسة محبّة الله لأنّ ولادة المسيح ليس لها هدف آخر إلاّ أن تعمل منك قدّيساً ممتلئاً بمحبّة الله (رومية ٥:٥ وأفسس ١: ٤)٠

الصّلاة: أيّها الآب القدّوس، نحمدك ونسجد لك ونحبّك ونعظّمك لأجل عظائمك العديدة. ولأنّك خلّصتنا في ابنك يسوع المسيح، ولم ترفضنا لأجل عيوبنا. بل قدّستنا، وملأتنا بمحبّتك. احفظنا في تواضع المسيح، لكيلا نسقط مِن النّعمة الفائقة كلّ العقول٠

السؤال ١٦: بماذا تعرف تواضع مريم؟ (١: ٤٦-٥٠)٠
السؤال ١٧: أي أسماء وصفات الله أبرزت العذراء في نشيدها؟ (١: ٤٦-٥٠)٠

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:06 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)