Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء السَّادس - دُخول يَسُوْع إلى أُوْرُشَلِيْم وأَعْمَالُه الأخيرة (مرقس ۱۰: ٤٦ - ۱۲: ٤٤)٠
٢. دخول يَسُوْع إلى أُوْرُشَلِيْم (مرقس ۱۱: ۱-۱۰)٠
مرقس ۱۱: ۱-۱۰
١ وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُوْرُشَلِيْم إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ ٢ وَقَالَ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ، فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. ٣ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا فَقُولاَ الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ، فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا. ٤ فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ. ٥ فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ مَاذَا تَفْعَلاَنِ تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ. ٦ فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوْع، فَتَرَكُوهُمَا. ٧ فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلى يَسُوْع وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. ٨ وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. ٩ وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ أُوصَنَّا، مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ، ١٠ مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَة أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ، أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي
أدرك بَارْتِيْمَاوُس، بعد أن فتح المَسِيْح عينيه، معنى دخول المَسِيْح إلى أُوْرُشَلِيْم، لأنَّه اعترف رغم الجواسيس مِن رؤساء اليهود، أنَّ يَسُوْع النَّاصِرِيّ هو ابن داود، المَسِيْح الموعود، الملك الحَقّ٠
ويا للعجب! لم يرفض يَسُوْع هذا القلب، بل شفى الشَّاهد بسلطانه، برهاناً على أنَّه المَسِيْح المُنتظَر. وهكذا حرَّك أمواج الرَّجَاء في قلوب التَّلاَمِيْذ والشَّعب. فأراد الجميع أن يشتركوا في انتصار الله، فتسلَّقوا مع يَسُوْع الجبال الصَّحراوية الحارَّة، إلى قمَّة سلسلة الجبال، حيث أُوْرُشَلِيْم كتاج فوقها٠
وقبل أن يعبر يَسُوْع آخر طرف لجبل الزَّيتون، أتمَّ نبوَّة زكريَّا، ليوضح أنَّه لم يأتِ ملكاً متبختراً على فرسٍ، ولا متهادياً على جملٍ، أومحاطاً بجيوشٍ جرَّارة، وطائراتٍ نفّاثة، ودبَّاباتٍ هدَّارة ليقتحم العاصمة ويدخلها دخول الفاتحين؛ بل دخل أُوْرُشَلِيْم على حمار استعاره مِن أحد أصدقائه، لأنَّ مَلِك المُلُوْك ورَبّ الأَرْبَاب، في تواضعه، كان فقيراً محتاجاً.لم يكن ابن الله يملك حماراً، حتّى ولا سرجاً. لذلك استعمل ملابس أتباعه الّذين وضعوها على الحمار ليجلس عليها. وهكذا دخل المَسِيْح المُنتظَر بكلّ تواضعه ووداعته إلى مدينة السَّلام. ولم يمنعه الجنود الرُّومان من عبور الطريق، لأنَّ موكبه المُتَوَاضِع لم يشكِّل خطراً على السّلطة، لا سيَّما وأنَّ أفراد الموكب كانوا يتلون الصَّلَوَات بصوت مرتفع ممجِّدين الله، كما كانت العادة في الأعياد الكبيرة٠
ردَّد أتباعُه الدُّعاءَ المخصَّص لاستقبال رئيس الكهنة عند دخوله الهَيْكَل لمصالحة الشعب مع الله. أمَّا الجَمَاهِيْر فكانت تردِّدُ الهتاف المُخصَّص للملك عند تتويجه. ووسط هذا الجوِّ العابق بالهتافات والاحتفاء والتّكريم دخل مَلِك المُلُوْك ورئيس الكهنة الحقيقي العاصمة أُوْرُشَلِيْم٠
إنّ المَسِيْح هو رئيس الكهنة الصحيح الّذي صالحنا مع الله نهائيّاً، وهو مَلِك المُلُوْك الّذي يُقيم اليوم مَمْلَكَة سلامه في قلوبنا. فهل أعددت طريق الرَّب ليدخل إلى قلبك، وبيتك، وقريتك، ومدينتك؟ إنَّه لَسِرٌّ عظيمٌ أنَّ الملك الإلهي يَسُوْع، في كلّ مكان يُقبل فيه، يستهلّ مَلَكُوْت سلامه الأبدي، المعلَن سابقاً بالرُّوْح القُدُس للملك والنَّبِيّ داود٠
هل فرحت فرحاً عظيماً لمجيء المَسِيْح الوديع كملك وكحَمَل الله في آنٍ واحد؟ وهل اختبرتَ حضور مَلَكُوْت الله في قلوب أتباع مَلِك المُلُوْك الفقير وسط عالمنا الشِّرِّيْر؟ وكيف تُعِدُّ طريقه عمليّاً في مُحِيْطك؟
الصَّلاَة: أيُّها الرّبّ يَسُوْع، أنت ابن داود، الملك الإلهي. ليس فيك غشٌّ أو علَّةٌ. أنت المَحَبَّة المتجسِّدة؛ وفيك نجد القَدَاسَة، والعدالة، واللُّطف، والصَّبر، والنِّعمة. اقبلنا في رعويَّة مملكتك، وطهِّرْنا لنكون أهلاً لاتِّباعك، وافتح أعين أذهاننا لنراك دائماً محور الكون، رغم تواضعك، وأيقظ الملايين ليستقبلوك بهتاف وزغاريد، ويعملوا بفرح حسب دستور محبَّتك. آمين٠
السُّؤَال ٦٦: لماذا لم يمنع الجنود الرُّومان يَسُوْع مِن دخول أُوْرُشَلِيْم؟