Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الخامِس - المَسِيْح يُعلن لتلاميذه موتَه وحياتَه (مرقس ٨: ۲٧ - ۱۰: ٤٥)٠
١٣. الإعلان الثَّالث عن موت المَسِيْح وقيامته (مرقس ۱۰: ۳۲-۳٤)٠
مرقس مرقس ۱۰: ۳۲-۳٤
٣٢ وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُوْرُشَلِيْم وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوْع، وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ. فَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ أَيْضًا وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ، ٣٣ هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُوْرُشَلِيْم وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ ٣٤ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ
عرف يَسُوْع هدفه الّذي لأجله جاء إلى العالم، وهو الموت النِّيابيّ عن تلاميذه، وعن البشر جميعاً. ورأى أنَّ وصاياه ووعوده لم تُغيِّرهم، بل بقوا مستكبرين، قاسين، وبدون رحمة؛ ولذلك شاء أن يصالحهم مع الله، بواسطة موته كحَمَل الله المذبوح، لكي يحلَّ روح الرَّب في أجساد المتبرِّرين، ويُجدِّدهم، ويُغيِّرهم، ويُقدِّسهم إلى التَّمام٠
ولهذه الغاية عزم يَسُوْع على الذّهاب إلى أُوْرُشَلِيْم، مكان موته. فلم يهرب، ولم يَدخل الخوف قلبه. أمَّا أتباعه فخافوا خوفاً عظيماً، لعلمهم مسبَقاً أنَّ مجمع اليهود، وفقهاء التوراة، كانوا يتجسَّسون على يَسُوْع، ويراقبونه باستمرار، ليلفِّقوا تهمةً ضدَّه، حتّى إنّهم حرموا كلّ مَن يساعد تلاميذه حقوق الأمَّة وامتيازاتها٠
لكنَّ يَسُوْع تقدَّم طوعاً إلى وكر الذِّئاب المفترسة، عالماً أنَّ ما مِن طريقٍ لفداء العالم إلاَّ بالصَّلِيْب؛ فهيّأ تلاميذه الاثني عشر بدقَّةٍ للحوادث الوشيكة، لأنَّ له بصيرةً نبويَّةً، ومعرفةً بدقائق الأمور الّتي ستحصل مِن الحكم عليه، وتعذيبه، وموته، إلى قيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات٠
فهل أدركتَ عظمة يَسُوْع في نبوَّته عن حياته وموته؟ لقد أبصر بوضوح أيَّ نهايةٍ كانت تنتظره، ومع ذلك تقدَّم بثبات نحو أعدائه، وأعلم تلاميذه بالحوادث المُقبلة ليُقرِّروا مصيرهم. كان مُطيعاً حتَّى الموت. وُلِدَ ليموت لأجلنا. ومَحَبَّة الله تظهر بكلّ كمالها وسط اكتمال عصيان البشر على الرَّبّ. لقد حمل نجاساتهم وأمراضهم، ولكنّهم ضربوه وبصقوا في وجه محبَّته، وجلدوا جسده الرقيق، وعلَّقوه على صليب العار، ليذيقوه عذاب الموت البطيء بتحميله ثقل جسده وهو الّذي حمل أثقال خطاياهم النجسة، واستهزأوا به آملين أن يكفر بالله ويعصيه. أمَّا هو فحمل ضيقاتنا وآلامنا بصبر فائق، وصلَّى لأجلنا على الصَّلِيْب، وغفر ذنوب الّذين سمَّروه على الخَشَبَة، ولم ييأس مِن ابتعاد الله عنه، فشرب كأس الغضب حتَّى الثّمالة، واستودع روحه بين يدَي أبيه، رغم أنَّ الله حجب وجهه عنه. فآمَن يَسُوْع، وسطَ لهيب غضب الله، بأبديَّته وقيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، منتصراً في النِّهاية انتصاراً عظيماً٠
لقد آمن يَسُوْع برؤيا أظهرها له أبوه بالرُّوْح القُدُس، وتقدَّم مباشرةً إلى أُوْرُشَلِيْم. فهل أنت متَّكلٌ على كلمة الله، وتسلك حسب إرشادها؟ قد تكون حياتك مليئةً بالضِّيقات، والتَّجارب، والظّلمات، وحتَّى المخاوف. لكنْ اعلم أنَّ المَسِيْح احتمل البُعْدَ عن الله، عوضاً عنَّا, لكي نختبر نحن البعيدين عن الله قرب الأزليّ على الدَّوام. ثِقْ بأبيك السَّمَاوِيّ، فتغلب ضيقاتك بالإِيْمَان، وتتقدَّم نحو مشاكلك مطمئنّاً، وتحبّ أعداءك، وتُبارك خصومك. لا تَخْشَ الانكسار أمام الرَّبّ، فالعليم القدير معك٠
الصَّلاَة: نسجد لك أيُّها الرَّب يَسُوْع لأنَّك لم تهرب مِن آلامك ومَوتك المعروف لديك مسبقاً. لقد تقدَّمت إلى صليبك لأجلنا، واحتملتَ الآلام والضَّرب والبصق والجَلد لأجل تبريرنا. نشكرك لأجل محبَّتك، ونُكرِّس حياتنا لك. اقبَلْنا نحن غير المستحقِّين، وطهِّرنا، واملأنا بروحك القُدُّوس لكي لا نعيش بعد لأنفسنا، بل لك وحدك، فتعمل قوَّتك في ضعفنا. وساعد المربوطين في خطاياهم كي يتركوا اسْتِكْبَارهم نهائيّاً، ويلبسوا محبَّتك القويمة. آمين٠
السُّؤَال ٦۲: لماذا تقدَّم يَسُوْع تلاميذه مباشرةً إلى أُوْرُشَلِيْم؟