Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الخامِس - المَسِيْح يُعلن لتلاميذه موتَه وحياتَه (مرقس ٨: ۲٧ - ۱۰: ٤٥)٠
١٢. مكافأة أتباع يَسُوْع (مرقس ۱۰: ۲٨-۳۱)٠
مرقس ۱۰: ۲٨-۳۱
٢٨ وَابْتَدَأَ بُطْرُس يَقُولُ لَهُ هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. ٢٩ فَأَجَابَ يَسُوْع وَقَالَ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً لأَِجْلِي وَلأَِجْلِ الإِنْجِيْل ٣٠ إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَات وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اَضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الحَيَاة الأَبَدِيَّة. ٣١ وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ
يطمح كثيرٌ مِن الناس للشرف والسلطة والأملاك، ظانِّين أنَّ ثروات دنيانا تعطيهم جزاء اجتهادهم. فيا له مِن مسكين ذلك الّذي يسلِّم نفسه لغرور الغنى، لأنَّ المرض المزمن، والدَّيْنُونَة الأخيرة ستعلِّمانه أنَّ الدنيا تزول، وأنَّ الباقي هو الله مع الّذين يمتلئون مِن روحه، ويثبتون في محبَّته٠
علَّم المَسِيْح المثقَلين بالهموم، واللاَّهثين خلف المال وجمع الثروة، القاعدة السَّمَاوِيّة: "اطلبوا أوَّلاً مَلَكُوْت الله وبِرَّه، وهذه كلُّها تُزاد لكم". احفظ هذا الشعار الحكيم، واعمل به، فتتحوَّل مِن الأنانية إلى الإِيْمَان، وتدخل رحاب الله، وتتعاون وعائلته الروحيّة الّتي نسميها مَلَكُوْته، أو جسد المَسِيْح الرُّوحي٠
هل تعلم أنّه لا يبقى في الدُّنيا والآخرة سوى الله الثَّالُوْث الأَقْدَس وأولاده المولودين بالرُّوح، وأنَّ كلّ ما عداهم يزول؟ لا يبقى رباط الدم، ولا عهد الزَّوَاج، بل ينتهيان في الحَيَاة الأَبَدِيَّة. فعائلة الله أهمّ مِن كلّ صلة قرابة أو صداقة. قد يبغضك أبوك وأمك لأجل إِيْمَانك بالفادي يَسُوْع، وقد يضطهدك إخوتك، ويلعنك حتّى أولادك. إنَّ هذا مؤلمٌ جدّاً. ولكنَّك قد ربحتَ الله. فمَن هو الأهمّ: الفاني، أم الأبديّ؟ هل تحبّ الرّبّ أكثر من عائلتك؟
قد يحرمك أبوك الإرث، وقد يسعى إخوتك لقتلك. لكن اطمئن! فالمَسِيْح هو الحيّ المُحيي، وقد اختبر هو بنفسه قسوة الأهل وأفراد العائلة الّذين سمّوه هاذياً، وحاولوا إجباره بالقوَّة على ترك خدمة التَّبْشِيْر، فتركهم هو وسمَّى كلّ الّذين يعملون مشيئة الله: أمَّه وإخوته٠
بَيْدَ أنًَّ المؤمن بالمَسِيْح يجد لنفسه إخوةً وأخواتٍ جدداً، وزوجةً مؤمنة، في إرشاد الرّوح، ومِلْكاً جَدِيْداً بواسطة اجتهاده في مهنة كريمة. لكنَّ الأهمَّ مِن ذلك كلِّه هو أنّه قد ربح الله، وأصبح القُدُّوس أباه. فالإِيْمَان بالمَسِيْح يُعادِل بل ويفوق خسائر هذا العالم أضعافاً مضاعفةً، لأنَّ الربح الروحي أعظم بكثير مِن الخسارة المادِّيَّة٠
لكنْ.. لِيَنْظُرْ كلُّ مَن يُسْرِع إلى المَسِيْح متحمِّساً، ويؤمن به سطحيّاً، ألاَّ يرتدَّ بالسُّرعة نفسها. فالمَسِيْح لا يوظِّفُنا لقاء راتب، أو مرتبة، أو مِلك، بل يغفر لنا ذنوبنا، ويُشركنا في خلاصه، وينصرنا على التَّجارب الخبيثة. فلا ييأس أو يتذمَّر مَن يُؤْمن طمعاً بربح مادّي، أو مساعدة مِن الآخرين، لأنَّ الحياة مع أولاد الله تعني تضحية، وخدمة، وعطاء، وليس أخذاً، وأُبَّهةً، وسلطةً، وخيلاء. فاحذر، وامتحن نفسك، مُدركاً سبب اتِّباعك للمَسِيْح. هل تقصد الربح المادي؟ أم أنَّ حياتك أصبحت ذبيحة حيَّة لمَحَبَّة الله؟
الصَّلاَة: أيُّها الرَّبّ يَسُوْع، قد تركتَ أباك لتربحنا نحن الخطاة. فنشكرك للطف محبَّتك، لأنَّك بذلتَ نفسك لتخلِّصنا، ومُتَّ لأجلنا نحن الحقراء لنكون أولاداً لله، ونخدمه في قوَّة محبَّتك. أعطنا الصَّبر لنحتمل بعضنا بعضاً ونعيش معاً في روحك القُدُّوس، فلا ننظر إلى الوراء، بل نمتد نحوك أنت الآتي. آمين٠
السُّؤَال ٦١: ما هو ربح المؤمنين بالحقيقة؟