Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
١- الموعظة على الجبل عن دستور ملكوت السماوات٠
(المجموعة الأولى لكلمات يسوع)٠
٤. خلاصة دستور ملكوت السموات (٧:٧ –٢٧)٠
أ) صلاة الإيمان بالله الآب (٧: ٧-١١)٠
متى ٧: ٧-١١
٧
اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. (٨) لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. (٩) أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً، يُعْطِيهِ حَجَراً؟ (١٠) وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ (١١) فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.
(إرميا٢٩: ١٣-١٤، مر١١: ٢٤، يو١٤: ١٣، يع١: ١٧)٠
هل تعاني من مشكلة أو ضيقة، ولا تجد لنفسك خلاصاً ولا فكاكاً منها؟ تعال إلى ربك وحدثه عنها، فهو الوحيد الذي يستطيع حل مشاكل نفسك وجسدك وروحك. لقد أرسل مسيحه إلى العالم بسلطان فائق، ليمحو خطاياك، ويسكب من روح محبته فيك، كي يرشدك إلى القناعة والحكمة والصدق. صل أكثر مما تتكلم، ولا تشغل بالك ليلاً نهاراً في همومك، بل اصغ إلى كلمة الله، وآمن بوعوده الأمينة، فلا تضطرب، ولا تخف. تعال إلى أبيك السماوي وثق به فاتحاً لديه ضميرك لأن كثيراً ما أصبحت الخطايا سبباً لعدم استجابة صلاتك، فالتمس منه العفو والغفران. إنه ينتظر قدومك إليه. فمتى تأتي؟ إن أباك السماوي يساعدك في مشاكلك الخاصة. وأكثر من ذلك، فهو يجيبك بفرح إذا صليت أيضاً لأجل الآخرين بدافع روحه، لأن الله في ذاته محبة، ويعزم أن يملأ قلبك بحنانه. كم صلاة تصلّيها لأجل نفسك، وكم واحدة ترفعها سائلاً الله لأجل الآخرين؟ فبالجواب على هذا السؤال يظهر لك السبب لعدم استجابة صلواتك بسرعة٠
أما الروح القدس فيرشدك إلى مشيئة الله وإلى الباب المؤدي إلى قلبه الأبوي. هو لا يساعدك بسطحية، ليس بالمال والنجاح أولا، بل يثبتك في ابنه المخلص الفريد. لا يمنحك اليقين بخلاص نفسك فحسب إنما المخلص بنفسه يحبك٠
هل ادركت السر في مدرسة الصلاة للروح القدس، كل انسان في طبيعته شرير وفاسد،لأن المسيح سمانا في لطفه "أشراراً". لكن الله يحبنا كأب حنون ونحن الضالون، ويشاء أن يغيرنا بروحه لنعيش معه إلى الأبد. كيف نأتي إليه طالبين متاع الحياة الدنيا فقط؟ لهذا يدعوك المسيح أن تتعمق في إنجيله لتطلب أولا ملكوت الله وبره وتسعى لنشره باذلاً جهدك لإنشائه في محيطك، بعدئذ يزيدك أبوك السماوي كل ما تحتاج إليه٠
كثيراً ما يتباطأ الله بالاستجابة للذين يدعونه، وذلك ليمتحن قلوبهم إذا كانوا يحبونه شخصياً، أو يحبون هباته فقط. فالله يريد ثقتك التامة لكي تواظب على صلواتك وتستمر في ابتهالاتك، فيفتح نوافذ سماواته ويمطر ببركاته عليك وعلى أصدقائك نعمة فوق نعمة. واظب على الصلاة وآمن بحضور الله بجانبك لأنه مستعد أن يكون معك ويطيل حياتك. فهل تستقبله وتشكره وتعتبره محور حياتك؟ ٠
علَّمنا المسيح أن نتدرج في صلواتنا، ونلحّ أكثر فأكثر في طلباتنا فردياً وجماعات. فتعالوا واجتمعوا للصلاة المشتركة، ليبارككم أبوكم السماوي بملئه. إنه يترقب الأدعية من أبنائه، فاسألوه أولاً بعزم ومحبة عن أفضل حل لمشاكلكم، واطلبوا قوة الله لخلاص الكثيرين، واقرعوا بابه بإلحاح من خلال صلواتكم، ملتمسين منه الغفران والتجديد للجائعين إلى البر في محيطكم. لأنه بدون محبة للضالين تكون صلاتك بلا قوة٠
ما أجمل الصورة التي قدمها المسيح عن الآب الدنيوي. يمنح لأولاده عوناً ورزقاً حسناً رغم إهمالهم وأنانيتهم في طفولتهم، ولا يهلكهم في غضبه إذا أخطأوا، بل يشبعهم لأنه يحبهم. هكذا يمنحك الله كل عطايا صالحة، ولا يهلكك لأنه هو أبونا ويبذل جهده لتربية أولاده وغذائهم ولباسهم الجسدي. يهتم بالجسد والنفس والروح ليصل أبناؤه إلى الكمال الروحي٠
آمن بعناية أبيك السماوي وجودته المتدفقة عليك وعلى كنيستك. لا تكل في صلاتك بل آمن بما تتكلم به في دعائك باسم المسيح، فتختبر عجائبه بحلول قوى كثيرة وحكمة إلهية لتبشير الضالين٠
إن الوعد اعطي مطابقاً كل المطابقة للوصية. سوف يلتقي الله بأولئك الذين يتقدمون إليه. اسألوا تعطوا، لم يقل "يعار لكم" أو "يباع لكم" بل "تعطوا". هل هنالك أسخى من العطية؟ مهما صليتم من أجل أي أمر، مهما سألتم فإنه لا بد أن "يعطى لكم" حسب الوعد إذا كان الله يرى أنه مناسب لكم. وأي شيء تطلبون أكثر من هذا؟ كل ما عليكم هو أن تطلبوا لكي تمتلكوا، وإن كنتم "لستم تمتلكون فلأنكم لا تطلبون" أو "لأنكم تطلبون بدون إخلاص" وما لا يستحق الطلب لا يستحق الإمتلاك، وبالتالي لا يوازي فتيلا٠
المفروض هنا أن الإبن يسأل خبزاً وهذا ضروري وسمكة وهذا صحي، أما إن طلب بإلحاح حجراً أو حية، إن طلب فاكهة غير ناضجة ليأكل أو سكيناً حادة ليلعب بها فإن الآب بحكمته لن يستجيب لطلبه مهما كان محباً شفوقاً. طالما نحن طلبنا من الله ما يضرنا، ولعلمه بهذا فإنه لا يعطينا. إن المنع بالمحبة أفضل من المنح بالغضب. ولو اننا قد أعطينا كل ما طلبنا لهلكنا منذ أزمنة طويلة٠
المفروض هنا أن الإبن يسأل خبزاً وهذا ضروري وسمكة وهذا صحي، أما إن طلب بإلحاح حجراً أو حية، إن طلب فاكهة غير ناضجة ليأكل أو سكيناً حادة ليلعب بها فإن الآب بحكمته لن يستجيب لطلبه مهما كان محباً شفوقاً. طالما نحن طلبنا من الله ما يضرنا، ولعلمه بهذا فإنه لا يعطينا. إن المنع بالمحبة أفضل من المنح بالغضب. ولو اننا قد أعطينا كل ما طلبنا لهلكنا منذ أزمنة طويلة٠
الصلاة: أيها الآب الحنون، نتهلل لأنك لا تهمل همومنا الصغيرة أو الكبيرة، بل تستجيب لنا في كل حين. اغفر لأنانية صلواتنا واملأنا بروحك القدوس لكي نحبك ونبتهل إليك بمواظبة لأجل خلاص الكثيرين، ولا نتركك قبل أن تباركهم. علمنا أن نسألك ونطلب منك ونقرع بإلحاح باب السماء حتى ترسل عونك لتمجيد إسمك القدوس٠
السؤال ٧٨ : لماذا يطلب منَّا يسوع الصلاة المُلحّة بمواظبة؟٠