Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 105 (The Mystery of God in the Old Covenant)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السما

:الجزء ٣.٤ - سرُّ الله في اكتماله وعلاقة ملكوت الله بكنيسة يَسُوْع المَسِيْح٠


الإعلان الذي يُنبئ بإتمام سرِّ الله
رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ٧

فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابِعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ٠

هل السِّر المباح لا يزال سرّاً؟ إنَّ مَن يقرأ الكتاب المقدَّس يجد مرَّةً تلو الأخرى إشاراتٍ إلى تعاطي الله الرَّحيم الذي يهدف إلى خلاص وتجديد خليقته السَّاقطة. ويليق بنا أن نتأمَّل إِعْلاَنَات الله هذه لأنبيائه، لأنَّنا بذلك لا نزيغ عن سرائِر الله، بل نُسهم من خلال الصَّلاة في إتمامها٠

١- إِعْلاَنَات سرِّ الله في العَهْد القَدِيْم


إِبْرَاهِيْم المختار: دعا الرَّحمنُ إِبْرَاهِيْم في أور على نهر الفرات. فأطاع إِبْرَاهِيْم هذا الوحي، ورحل عن عشيرته التي كانت توفِّر له الحماية، وأصبح بدويّاً رحَّالةً في الشَّرق الأوسط دون وطنٍ دائمٍ. أودع نفسه في يدي الذي دعاه. فطاعته الأمينة هي مفتاح تحقيق سرِّ الله. وصار وعد الرَّب لإِبْرَاهِيْم الذي أطاع في الإيمان أن يُبارك بواسطته جميع أمم الأَرْض (تكوين ١٢: ١- ٣). وبرهن إِبْرَاهِيْم ثقته غير المشروطة بالله عندما استعدَّ للتَّضحية بابنه حامل الوعد. وأقسم القدير بذاته أن يُكثر نسل هذا العجوز الخاضع له تكثيراً كالرَّمل الذي على شاطئ البحر وكنجوم السَّماء التي في المجرَّات المائتين المعروفة (تكوين ٢٢: ١١- ١٢؛ ١٥- ١٨)٠

زعم محمَّد أنَّ إِبْرَاهِيْم لم يكن يهوديّاً ولا نصرانيّاً، بل كان أكثر مِن ذلك حنيفاً وأوَّل مسلمٍ (سورة آل عمران ٣: ٦٧). وبالتَّالي فإنَّ تاريخ الإسلام لا يبدأ بمحمَّد بل بإِبْرَاهِيْم أبي جميع المؤمنين٠

نما إيمان إِبْرَاهِيْم، فأمكن سر الله أن يتحقَّق فيه، وروح العليِّ أن يغلب عقر زوجته (رومية ٤: ١٣- ٢٥)٠

إعلان سرِّ الله لموسى: دعا الرَّب موسى في البرِّية حين كان لا يزال لاجئاً ومضطرّاً إلى الهرب مِن مصر بسبب قتله مصريّاً. فأعلن الرَّب له شريعته لنسل إِبْرَاهِيْم وإسحق ويعقوب. لا يمكن أن تقوم أمَّةٌ بدون شريعةٍ. ويرى ابن ميمون أنَّ ثمَّة ٦١٣ وصيَّة للرَّب في التوراة يمكن تقسيمها إلى ٣٦٥ وصيَّة سلبيَّة (تتضمَّن ما حرَّمه الرَّب) و٢٤٨ وصيَّة إيجابيَّة ( تتضمَّن ما أوجبه الرَّب). "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ" (تثنية ٦: ٥: متَّى ٢٢: ٣٧)٠

تصوغ هذه الوصيَّة المتعدِّدة الطَّبقات غاية وهدف سر ِّ الله الذي يكشف نفسه للَّذي ينفتح للمحبَّة الإلهيَّة. لا ينبغي لأحدٍ أن يتفاخر متسرِّعاً بأنَّه يُحبُّ الله، بل عليه أنه يُفكِّر مليّاً فيما يعنيه عمليّاً أن يُحبَّ الله بكلِّ قوَّته، وبكلِّ وقته، وبكلِّ ماله، وبكلِّ أشواق قلبه، وأن يُحبَّ ويخدم مِن كلِّ قلبه، تماماً كما يُحبُّنا الله ويخدمنا (١ يوحنَّا ٤: ١٦). لقد صوَّر يَسُوْع لنا تحقيق هذه الوصيَّة في طريقة حياته (متَّى ٢٠: ٢٧- ٢٨؛ رؤيا ٢: ٤- ٥)٠

كما أعلن الرَّب لنا الاستجابة التي ينبغي أن تبرز مِن أهمِّ الوصايا جميعاً: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (لاويِّين ١٩: ١٨؛ متَّى ٢٢: ٣٩)٠

كلُّ شخصٍ هو أنانيٌّ بطبيعته، وكلُّ شيءٍ يدور باستمرارٍ حول نفسه. وتهدف هذه الوصيَّة إلى تحطيم هذا الدَّوران حول الذات، ليصبح الرَّب هو مركز الحياة، فنتعلم أن نحبَّ أصدقاءنا وأعداءنا على حدٍّ سواء كما يحبُّهم الرَّب نفسه (متَّى ٥: ٤٣- ٤٨)٠

ينكسر كلُّ شخصٍ مخلصٍ في ضوء هاتين الوصيَّتَين. لقد أعطيت شريعة الرَّب لنا لهذه الغاية عينها. وغايتها هي أن تقودنا إلى التَّوبة. ووصاياه تكسر كبرياءنا بإعلانها لنا أنَّنا خطاةٌ مساكين ناقصون (رومية ٣: ٩- ٢٤). ومِن أهداف الشَّرِيْعَة جذب مختاري الله مِن هلاك عقدة الأنا إلى محبَّة الله. فقد خُلقنا في البدء لنكون صوراً تعكس صورة الله (تكوين ١: ٢٧). لذلك لا يجوز لأحدٍ أن يبغض الآخَر أو يحتقره، بل يجب على كلِّ واحدٍ منَّا أن يُسامح الآخر ويحتمله كما يُحبُّنا الله ويُسامحنا (متَّى ٦: ١٢، ١٤- ١٥)٠

لقد كانت شريعة موسى ولا تزال المعلم الصَّارم لشعب الله، فهي تُعدُّ الطَّريق لإظهار سرِّه. ومَن يُدرك شرائع الله ويحاول أن يحفظها يصبح صغيراً وحكيماً. فالشَّرِيْعَة هي بمثابة ساحقٍ لعجرفتنا. وبواسطة شريعة الرَّب يأتي إدراك الخطيئة والدَّيْنُوْنَة٠

للشَّريعة غايةٌ أخرى في بعض الأديان، فهي تدرِّب على التَّعامل على نحوٍ تجاريٍّ مع الله (سورة فاطر ٣٥: ٢٩- ٣٠؛ سورة التَّوبة ٩: ١١١؛ إلخ)، وتخلق فيه التَّفكير بالأجر والمكافأة وليس بالقلب المتواضع الخدوم. نقرأ: "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" (سورة هود ١١: ١١٤). فلا ندرك ذلك الإله البعيد الكبير إلى حدٍّ يفوق الإدراك. فهذا الإله البعيد الغائب عنَّا إذاً ليس مَثَلنا الأعلى؛ وبالتالي لا يمكننا أن ندرك نقائصنا. فالشَّرِيْعَة في هذه الحالة تجعل الإنسان متكبِّراً وتزيده تعجرفاً كالله نفسه (سورة الحشر ٥٩: ٢٣)، وهي على نقيض شريعة موسى تُجيز الانتقام، أو في حالة القتل المطالبة بالدِّيَّة. فلا يستطيع الإنسان أن يُسامح أخاه الإنسان، لأنَّه لاَ بُدَّ مِن التَّكفير عن كلِّ ظُلمٍ. إنَّ هذه الشريعة تُحدث كثيراً مِن الخوف وقليلاً مِن المحبَّة. بَيْدَ أَنَّنا نتعلم مِن إِبْرَاهِيْم إطاعة الإيمان، ومِن موسى محبَّة الله وأخينا الإنْسَان٠

سرُّ الله لداود: لا تقدر شريعة موسى أن تُخلِّص أحداً، ولا يمكنها أن تُحسِّن أيَّ أُمَّةٍ. ولكنَّها تُهشِّم أوهام غرورنا بأنفسنا فِيْ سَبِيْلِ تكييفنا لأجل الخلاص (ميخا ٦: ٨؛ إِشَعْيَاء ٦: ٥). كان على داود أيضاً كنبيٍّ وملكٍ، وزانٍ وقاتلٍ، أن ينكسر ويتعلم أن يتوب (مزامير ٦؛ ٣٢؛ ٥١ و١٠٣). وتساعدنا مزاميره على إدراك فسادنا والاعتراف بذنبنا للدَّيان القدُّوس. علم داود الملايين مِن الخطاة التَّائبين وكان نموذجاً لهم في كيفيَّة إلقاء خطاياهم كلياً وإلى الأبد في يدَي الرَّحمن (مزامير ٥١: ١- ١٩؛ ١ يوحنَّا ١: ٨- ١٠)٠

لا تستطيع أيُّ تقوى دنيويَّة أو حكمة إنسانيَّة في ذاتها أن تفسِّر سرَّ الله. ,لكنَّ الإله الكلِّي الحكمة أعلن خطَّته على مراحل لخدَّامه المنكسرين؛ فكلَّف النَّبي ناثان أن يُعلن لداود موضوع سرِّه: "وَالرَّبُّ يُخْبِرُكَ أَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لَكَ بَيْتاً. مَتَى كَمَلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً" (٢ صموئيل ٧: ١١- ١٤)٠

:أوضح الرَّب لنبيِّه الملك، في هذا الوعد الكريستولوجي المبكر، أربعة مبادئ لسرِّه

أنَّ داود لم يكن مستحقّاً ولا قادراً أن يبني لله بيتاً لسكناه٠

أنَّ الرَّب نفسه عزم على أن يبني لداود "بيتاً" (هيكلاً أو مملكةً)٠

لم يكن على داود أن يُنفِّذ هذه الخطَّة بنفسه. ولكنَّ القدير وعده أن يختار واحداً مِن ذرية داود بحسب الجسد، فيثبت الله له الملَكية. وهذا الابن وحده يكون مستحقّاً وقادراً أن يبني هيكلاً للرَّب٠

ويُدعى "ابن داود" الموعود أيضاً "ابن الله" لأنَّ الله يكون أباه. وفي "ابن داود" يُصبح الله والإنْسَان واحداً. ومنذ ذلك الوقت ولقب "ابن داود" هو صياغة بعبارةٍ مختلفةٍ ومضمونٍ واحدٍ للقب يَسُوْع المَسِيْح "ابن الله"٠

وسيبقى ملكوت هذا الملك الإله إلى الأبد، كما أنَّ الأزليَّ هو نفسه باقٍ إلى الأبد٠

إنَّ هذا الوعد المثير هو كلمة الكتاب المقدَّس الأولى التي تُعلن صحَّة الحقيقة أنَّ المَسِيْح هو ابن الله وإنسانٌ حقٌّ في الوقت نفسه. جاء هذا الإعلان قبل ١٠٠٠ سنة مِن ولادة يَسُوْع المَسِيْح، وهو يُظهِر أنَّ محاولات محمَّد تصوير يَسُوْع بأنَّه ثمرة علاقة جسديَّة بين الله ومريم لا أساس لها مِن الصِّحة٠

يمكن اختصار سياق نبوءة ناثان لداود في اسم "يَسُوْع" الذي معناه: "يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (متَّى ١: ٢١). لن تختار الأمَّة ملكها وتتوِّجه، بل إنَّ "ابن داود" يُطهِّر ويخلق ويُقدِّس شعباً لأبيه ويبني هيكلاً مقدَّساً يسكن فيه الآب والابن إلى الأبد. إنَّ هذه الآية (٢ صموئيل ٧: ١٣- ١٤) هي الفكرة الأساسيَّة التي تكشف سرَّ الله والمتضمِّنة الخطَّة الاستراتيجيَّة لبناء ملكوته٠

نما داود نفسه في معرفة ملكوت الله الموعود، وفي النَّتائج المترتِّبة عنه بالنِّسبة إلى جميع النَّاس. وهو في ترانيمه عن الملكوت يعترف بعظائم إلهه الملك ويُطبِّق مطالب سيادته ربّاً على جميع الأحياء. وكلّ مَن يصلِّي هذه المزامير على ملكوت ابن داود يقترب أكثر مِن سرِّ الله: ١ أخبار ٢٩: ١١؛ مزامير ٢٢: ٢٨- ٢٩ (مزمور آلام يَسُوْع)؛ ٤٥: ٧- ٨ (نشيد المسح للمسيَّا)؛ ١٠٣: ١- ٢٢ ( تسبيح لله على غفرانه)؛ ١١٨: ١٤- ١٧ (مزمور انتصار المَسِيْح الذي صلاَّه على العشاء الأخير)؛ ١٤٥: ١٠- ١٣ (الله هو الملك في ملكوته)٠

الصَّلاة: نعظّمك أيُّها القدّوس، لأنّ عندك خطّة الخلاص، وتخطيطك للعالم. وأعلنت لإباء الإيمان في العهد القديم الدلائل على السرّ المستتر العظيم، لكي لا يكتفوا بنجاحهم في الدنيا، بل ينتظرون تحقيق وعودك اليقينية. وسّع بصيرتنا، لكي لا نتفرّس على أحوالنا الحاليّة، بل نتوقّع اختراق الحقيقة الإلهيّة في وجودنا٠

السؤال : ١٠٥ ماذا أعلن الله لآباء الإيمان عن سرّه المختوم؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 10, 2012, at 10:20 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)