Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 091 ( Parables About the Love of God Which Seeks our Sinners )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠

٢١. أمثلة عن محبّة الله الطالبة الخطاة (۱٥: ۱ – ۳۲ ) ٠


لوقا ۱٥: ۱ - ۱۰
١ وَكَان جَمِيعُ اٰلْعَشَّارِينَ وَاٰلْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. ٢ فَتَذَمَّرَ اٰلْفَرِّيسِيُّونَ وَاٰلْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هٰذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ». ٣ فَكَلَّمَهُمْ بِهٰذَا اٰلْمَثَلِ: ٤ «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ اٰلتِّسْعَةَ وَاٰلتِّسْعِينَ فِي اٰلْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ اٰلضَّالِّ حتّى يَجِدَهُ؟ ٥ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً، ٦ وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو اٰلأَصْدِقَاءَ وَاٰلْجِيرَان قَائِلاً لَهُمُ: اٰفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي اٰلضَّالَّ. ٧ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هٰكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي اٰلسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ». ٨ «أَوْ أَيَّةُ اٰمْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَماً وَاحِداً، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجاً وَتَكْنِسُ اٰلْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاٰجْتِهَادٍ حتّى تَجِدَهُ؟ ٩ وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو اٰلصَّدِيقَاتِ وَاٰلْجَارَاتِ قَائِلَةً: اٰفْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ اٰلدِّرْهَمَ اٰلَّذِي أَضَعْتُهُ. ١٠ هٰكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اٰللّٰهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ٠

يبحث الله عن الإنسان. لماذا؟ لأنّه يحبّه. فهل الإنسان صالح وجميل وثمين حتّى يكون لله نفع بطلبه؟ لا شيء البتّة، وبالعكس فإنّ كلّ إنْسان ضالّ ثائر فاسد غير طالب الله وفارّ منه. أفلا يكون إذاً ضرورياً لقداسة الله أنْ يقاصص الخاطئ ويبيده؟ بلى، ولكنّ الله محبّة، ويحاول بصبر عظيم أنْ يخلّص الضّالين. إنّه لا يبيدنا حالاً ولا يرفضنا نهائيّاً، بل يدعونا ويطلبنا، ويعمل لأجلنا، ويتعب ليجد كلّ ضالّ٠

ولم يفهم أتقياء العهد القديم هذا المبدأ العميق في محبّة الله، وافتكروا بعكس ذلك، أنّ الواجب على الإنسان، أنْ يطلب هو الله ليرضيه. وهكذا تعمّقوا بالشريعة، وحفظوا تقاليدهم بعنف، وتقسّوا في قلوبهم تجاه الخطاة المرتكبين ورفضوا الغوغاء، فعموا عن محبّة الله، ولم يدركوا، أنّ القدّوس هو الأب المحبّ، الّذي يشتاق إلى أبنائه الضّالين، ويعمل كلّ شيء لرجوعهم، ويجتهد لخلاصهم ما دام الوقت٠

لهذا ترك يسوع السماء لا لطلب الصالحين والأتقياء، بل ليبحث عن الأشرار ويرجعهم. فحركة محبّة الله هذه يفسّرها المسيح بأمثاله التالية:٠

كان لراعٍ مئة خروف وكلّها مطيعة وصالحة ومستقيمة وتبعته بثغائها الوديع. ولكن لما عدّها مساء ذات يوم، وجد أنّ أحدها مفقود. وعرف رأساً مَن هو الناقص، لأنّ الراعي الصالح يعرف كلّ خروف باسمه. «العنيد» هرب مرّة أخرى ظانّاً أنّ سيده لا يقوده إلى المراعي الخضراء ومياه الراحة، فأراد أنْ يفتش عن أسرار الحياة تلقائياً، ويتمتّع بعيداً عن أعين الرقباء. وفي عدم خبرته تاه في البريّة، وسقط مِن علوّ إلى الهوّة. ولولا وجود شجيرات مِن العلّيق لوقع فوق الصخور وقضي عليه. ولكنّه تعلّق بأغصان العلّيق فوق الهوّة الفاغرة لابتلاعه، وسمع عواء الذئاب وأبناء آوى. وشعر خائفاً بالخطر، لأنّه بعيد عن تلك الرعيّة المتضامنة. ولكنّه لم يقدر أنْ يرجع الآن، لأنّه صار أسير العلّيقة المؤلمة. وخيّم الليل على اليائس. فصرخ منذعراً في الفضاء، فلم يرجع له غير الصدى٠

وبعد مدّة أصاخ السمع، لأنّ صوتاً ناعماً حنوناً بدا مِن بعيد يناديه، ففهم رأساً ما هذا الصوت المنادي، أنّه صوت الراعي الصالح، الّذي نادى باسم الضّال، فأجابه الخروف المرتبط بالشوك بكلّ قواه: النجدة النجدة، أنا هنا الضالّ اليائس الشرّير، خلّصني اغفر لي عنادي. فهبط الراعي الصالح في هوّة المخاطرة، وتعب وجذب الخروف الضالّ إليه، والعرق نازل مِن جبينه، ولباسه ممزق بالشوك، ودمه نازف مِن الجراح. وأخيراً رفع الخروف المرضوض على كتفيه وعاد به إلى الحظيرة، لاهثاً متعباً مِن جرّاء مشقة عملية الإنقاذ وبعد الطريق. وإنّما فرح رغم التعب، لأنّه وجد الضالّ العنيد، وخلّص الشرّير النادم٠

أيّها الأخ، هكذا يطلبك يسوع، أنت الهارب في عنادك مِن الله، والمتعلّق في شوك الخطيئة متدلّياً فوق هوّة الهلاك. والذئاب تعوي حواليك في الليل الدامس. فهل تسمع صوت الرّاعي الصالح، وهل تصرخ إليه يا ربّ نجّني؟ ارفع قلبك إلى مخلّصك، لأنّ عونه قريب. لقد سفك دمه ليفديك، ولا يخجل أنّ يبذل جهده ليخلّصك. سلّم حياتك ليده، فيرفعك، ويحملك على كتفيه وسط ليل عالمنا المظلم، ويرجعك إلى رعيّته. أمحظوظ أنت في المسيح أو ضالّ في العالم؟ اعلم أنّ الله والسماء والمسيح والرّوح القدس والكنيسة على الأرض وكلّ الملائكة يفرحون ويتهللون لأجل رجوعك. ولكن إنْ بقيت عنيداً بعيداً عن ربّك فسيحزنون حزناً كبيراً٠

وفي المثل الثاني يرينا يسوع قيمة الإنسان الضال بواسطة جهد المرأة، الّتي قلبت كلّ بيتها لتجد قطعة النقد المفقودة. فكنّست تحت كلّ الخزائن، ونفضت كلّ الأبسطة، وفتّشت في الجيوب والزوايا، وبحثت طوال النهار حتّى وجدت القرش الّذي فقدته. فتأكّد أيّها الأخ، أنّ الله يبحث عنك حتّى ولو لم تطلبه. والمسيح هو رمز محبّة الله، الّذي أتى ليطلبك، ويخلّصك أنت الضال. فادرك دافع عمل الله. ليست أعمالك الصالحة ولا صلواتك الرنّانة ولا مقاصدك المتبهورة تنشئ خلاصك، بل مسرّة الله وحده. هي سبب خلاصك. فلا يوفّر الأزلي على نفسه تعباً وجهداً ليجعلك، أنت الزمني الفاني، أبديّاً مثله. فما أنت بطالب ربّك؟ ولكنّه هو باحث عنك. وحيثما إنسجمت إرادتك مع مشيئة الله وكانت صلاة قلبك صدى لدعوته، فيعمّ الفرح في السماوات وعلى الأرض. وهذه الغبطة أعظم مِن كلّ الفرح المعروف بين البشر. ادخل إلى مسرّة ربّك، الّذي يريد أنْ يكمل فرحه فينا٠

الصّلاة: أيّها الربّ الصالح، لست مستحقّاً أنْ تبحث عني. ولكنّ محبّتك أعظم مِن خطاياي، وصبرك أقوى مِن عنادي. اغفر لي ثورة أفكاري وارجعني إلى رعيّتك، واطلب كلّ أصدقائي وزملائي، وأنشئ خلاصهم سريعاً، لكي يدخلوا معنا إلى فرحك. نعظّم محبّتك العظيمة، لأنّ عونك قريب٠

السؤال ١٠٠: ما هو سرّ الخلاص؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:25 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)