Home -- Arabic -- Revelation -- 254 (The Last Offer of Salvation)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٧.٧ - عضمانة يَسُوْع المَسِيْح لتحقيق نبوءاته (رؤيا ٢٢: ٦- ٢١)٠
٢- عَرض الخلاص الأخير (رؤيا ٢٢: ١٠- ١٥)٠
أشجار الحياة: طُرد آدم وحوَّاء مرَّةً مِن جنَّة عدن حتَّى لا يمكنهم أن يأكلوا مِن شجرة الحياة (تكوين ٣: ٢٢- ٢٥)، ولكنَّنا نسمع الآن أنَّ كلَّ مَن تطهَّر مِن خطاياه ويؤمن بالتَّبرير بواسطة يَسُوْع الموهوب له سيهب له الرَّب قدوماً إلى خشب وورق وثمر شجرة الحياة. وكلُّ مَن يأكل منها يحيا إلى الأبد. تمثِّل صورة شجرة الحياة، الشَّبيهة بالمَثَل، نعمة الخلود التي سينالها المؤمنون المبرَّرون. فكلُّ مَن تطهَّر مِن جميع خطاياه بدم المَسِيْح سيحيى في الأبديَّة منذ حلول الرُّوْح القُدُس فيه أبداً. أمَّا روح الله فأبديٌّ٠
:يستعمل يُوْحَنَّا بعض العبارات مِن خطب يَسُوْع ومِن إعلانات الملائكة ليكشف لسامعيه سرَّ الرُّوْح القُدُس. كلَّما بدأ الرُّوْح القُدُس الحياة في إنسانٍ تبدأ الحياة الأبديَّة بالظُّهور والعمل فيه (يُوْحَنَّا ٦: ٦٣). فيُوْحَنَّا يتحدَّث إذاً عن
شجرة الحياة تكوين ٢: ٩؛ ٣: ٢٢، ٢٤ ; رؤيا ٢: ٧؛ ٢٢: ٢، ١٤
ماء الحياة يُوْحَنَّا ٤: ١٠؛ ٧: ٣٨- ٣٩ ; رؤيا ٧: ١٧؛ ٢١: ٦؛ ٢٢: ١
خبز الحياة يُوْحَنَّا ٦: ٣٥، ٤٨؛ ٥١
نور الحياة يُوْحَنَّا ٨: ١٢
كلمة الحياة يُوْحَنَّا ٦: ٦٣، ٦٨
سفر الحياة لوقا ١٠، رؤيا ٣: ٥؛ ١٧: ٨، ; ٢٠: ١٢، ١٥؛ ٢١: ٢٧
وينبغي أن توقظ هذه الصُّور(الرُّموز) الرَّغبة فينا كي نطلب إلى الآب هبة الحياة الأبديَّة وننالها شاكرين. كلّ عطشان وجائعٍ إلى الله وبرِّه سيُشبع ولن يفتقر بعد إلى المحبَّة واليقين (متَّى ٥: ٦؛ لوقا ١٨: ٩- ١٤؛ وآيات أخرى). إنَّه ينال بواسطة موت المَسِيْح على الصَّليب الحقَّ المضمون في أن يصبح شريكاً في حياة الله الأبديَّة٠
ينال كلُّ مَن يؤمن بالمصلوب المقام، إضافةً إلى ذلك، حقَّ دخول المدينة المقدَّسة والانضمام إلى جماعتها عبر أبواب أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة الاثني عشرة. ولن يوقفه الملائكة المراقبون والحرَّاس فهو قد تطهَّر مِن جميع خطاياه بواسطة دم المَسِيْح٠
خارج المدينة الكلاب: قد لا نفهم تلقائيّاً أن العبارة "الكلاب" تُستخدَم لوصف بعض النَّاس. يخاف النَّاس في الشَّرق الأوسط مِن الكلاب الشَّاردة، ويطردونها غالباً برميها بالحجارة، لأنَّهم يخشون أن تنشر داء الكلَب. فالكلب المصاب بالكلَب يعضُّ كلَّ مَن يُصادفه في طريقه فيُسبِّب بذلك موتاً أليماً جدّاً لضحاياه. إنَّ مَن يُضلِّل النَّاس ويُغرِّر بهم إلى الخطيَّة ويُعديهم بروحه الشِّرير يتساوى والكلب الكَلِب الذي لا يمكن التَّساهل معه، بل لا بدَّ مِن قتله للتَّو٠
يرى بعض الشَّارحين أنَّ نقطة المقارنة بين الكلاب والنَّاس قد تكون في جِماع الكلاب الوقح علناً. نرى في أيَّامنا هذه مزيداً مِن الإباحيَّة التي فقدت كلَّ إحساسٍ بالعيب، والتي تُعرَض طقوسها العربيدة، مِن غير تحرُّجٍ، في دور السِّينما والمجلاَّت والتلفزيون، فتُسمِّم خيال المشاهدين. لقد عدنا ثانيةً إلى سدوم وعمورة، وينبغي ألاَّ نُفاجأ إذا نزلت نارٌ وكبريتٌ مِن السَّماء لوضع حدٍّ لهذه الحماقة (رومية ١: ١٨- ٣٢)٠
حدَّد الملاك الآن بأكثر تدقيقٍ مَن هم الأدنياء إلى مستوى الحيوانات. وكان قد شهد قبلاً في (٢١: ٨، ٢٧) أنَّ السَّحَرة والعرَّافين واللُّوطيين والسِّحاقيات والمتعرِّضين للأولاد بالسُّوء والمبغضين والإرهابيِّين والمجهضين وعبدة المال والذين أعمتهم حساباتهم المصرفيَّة وتأميناتهم، وخصوصاً جميع الكذَبَة يُمهِّدون الطَّريق لأبي الكذب لدخول مجتمعنا. ويلٌ للَّذين يُعلنون أنَّ يَسُوْع هو مجرَّد إنسانٍ أو نبيٍّ، كما يفعل المسلمون واليهود غالباً. إنَّ كلَّ مَن يؤمن بمثل هذه الإعلانات ويشهد لها هو أعمى روحيّاً وميتٌ في الخطايا ولا يعرف الرُّوْح القُدُس، لأن لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ يَسُوْع رَبٌّ إِلاَّ بِالرُّوْح القُدُس (١ كُوْرِِنْثُوْس ١٢: ٣)٠
وأعلم الملاك يُوْحَنَّا، إضافةً إلى ذلك، أنَّ الذين يستمرُّون في الخطيئة لن ينتموا إلى عالم الله الجَدِيْد ولن يُسمح لهم بدخول أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة، بل يجب أن يبقوا خارجاً. يُعرِّف الأصحاح ٢١: ٨ بقاء هذه المجموعة مِن النَّاس خارجاً بالنَّفي إلى بحيرة النَّار، الموت الثَّاني الذي هو موتٌ بلا نهايةٍ. وكما أنَّ حياة المَسِيْح أبديَّةٌ هكذا الدَّيْنُوْنَة بدون المَسِيْح أبديَّةٌ أيضاً (متَّى ٢٥: ٤١؛ وآيات أخرى). أمَّا إلهنا فيُريدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (١ تيموثاوس ٢: ٤)؛ ولذلك حاول يَسُوْع مع إعلانات مجيئه مرَّةَ أخرى أن يوقظ اللامبالين والنَّائمين كيلا يسقطوا في الدَّيْنُوْنَة الأبديَّة (أفسس ٥: ١٤)٠
صلاة: أيها الآب السماوي، نسجد لك، لأنّك تمنح للخطاة المطهرين بدم إبنك الرحيم الإمتياز أن يحيوا إلى الأبد. و يشاء روحك القدوس أن يسكن في أتباع المسيح، ويثبت فيهم. ساعدنا أن نعترف أمامك جميع ذنوبنا وآثامنا، ونندم عليها ونتركها، ليحررنا بسوع من سلطة الخطيئة. ونلتمس منك أن تخلص جمبع زملائنا وأصدقائنا، و حتى الذين لا يحبوننا. آمين٠
من يبقى خارج هبة الحياة الأبدية، وسيتألم من الموت الثاني المستمرّ؟