Home -- Arabic -- Revelation -- 201 (Statements About the Millennium in the Book of Revelation; First Resurrection of the Dead)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٣.٧ - ملكوت "الأَلْف السَّنَةِ" (رؤيا ٢٠: ١- ١٠)٠
٢- بيانات عن الأَلْف السَّنَةِ في سفر الرُّؤْيَا (رؤيا يوحنا اللاهوتي ٢٠: ١- ٤)٠
مَن هم نفوس المالكين؟: بعد ذلك رأى يُوْحَنَّا عدداً مِن العروش لم يجلس عليها أناسٌ فانون عاديُّون، ولا ملائكة سماويُّون، بل "نفوس" الذين قُتلوا شهداء بسبب أمانتهم لله ويَسُوْع. تعني العبارة "نفس" في الشَّرق الأوسط، فيما تتضمَّنه مِن معانٍ، ذات الإنسان وشخصيَّته. ولا يُفكِّر المرء في نفس الإنسان بمعناها الفلسفي اليوناني أوَّلاً الذي يُفترَض فصلها عن الجسد في أثناء الموت والعودة إلى عالم الأفكار. أمَّا النَّفس بحسب الفهم الشَّرقي فهي نقيض ذلك تنتظر، كذات الإنسان بعد الموت في عالم الأموات، قيامتها ودينونتها الأخيرة٠
كانت ليُوْحَنَّا رؤية روحيَّة للرَّاحلين. فسمع في رؤيا تفاصيل شتَّى عن المكان الذي تأتي نفوس الجالسين على العروش منه:
بعضٌ منهم قطعت رؤوسهم بفأسٍ وقُطعت أوصالهم في زمن الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة لأنَّهم شهدوا ليَسُوْع المسيَّا وملك الملوك٠
وآخرون يهود قُتلوا بفأسٍ بالطَّريقة نفسها بسبب أمانتهم للتَّوراة ولأنَّهم لم يسجدوا لآلهةٍ أُخرى غير يهوه، رافضين السُّجود لقيصر٠
في زمن ضدِّ المَسِيْح الأخير، الوحش في شكلٍ بشريٍّ، سيُهدَّد كثيرٌ مِن المَسِيْحيِّين واليهود بالقتل شهداء بسبب مطالبتهم بالسُّجود له ولصورته. ولكنَّهم قد وضعوا أنفسهم قبلاً تحت رحمة ربِّهم، ويُفضِّلون الموت على حمل سمة الوحش على جباههم وعلى أيديهم٠
٣- قيامة الأموات الأولى (رؤيا ٢٠: ٤- ٦)٠
رؤيا يوحنا اللاهوتي ٢٠: ٤- ٦ ٤ فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ المَسِيْح أَلْفَ سَنَةٍ. ٥ وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْف السَّنَةِ. هَذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى. ٦ مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هَؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلَّهِ وَالمَسِيْح وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ
إحياء نفوسٍ: رأى يُوْحَنَّا حادثةً يصعب تصوُّرها: رأى نفوساً عديدةً قد أُحييَت وأخذت جسداً روحيّاً شبيهاً بجسد يَسُوْع بعد قيامته الذي جعله قادراً على اختراق الجدران والصُّخور بصمتٍ. وهكذا شابه الشُّهداءُ صورة ربِّهم (رومية ٨: ٢٩؛ فيلبي ٣: ٢١؛ كولوسي ٣: ٤؛ ١ يُوْحَنَّا ٣: ٢ وغيرها)٠
مرَّةً تلو الأخرى تسعى سينما الخيال العلمي إلى تصوير تحوُّل النَّاس إلى مختلف حالات الوجود. وهذه مساعٍ باطلةٌ لتنوير حدس الإنسان لوجود النُّفوس والقيامة الوشيكة. إنَّ هذه المساعي هي في آخر الأمر أضغاث أحلامٍ أو مخاوف مكبوتةٌ. أمَّا يُوْحَنَّا فقد رأى حادثة القيامة الأولى الغامرة مقدَّماً٠
يؤكِّد الرَّائي أنَّ الشُّهداء المقامين لا يعيشون أو يعملون أو يملكون على نحوٍ منفصلٍ، بل فقط بأوثق صلةٍ بالمَسِيْح وفيه. هو الكرمة وهم أغصانه. وهو يعمل ويصنع ثماراً كثيرةً بواسطتهم. وهم بدونه لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً (يُوْحَنَّا ١٥: ٥). يُشير ج. أ. بنغل إلى أنَّ المَسِيْح لا يملك معهم، بل هم يملكون معه. وهذا بالنِّسبة إليه تلميحٌ بأنَّ يَسُوْع جالسٌ فوق ذلك على عرش أبيه فِيْ السَّمَاءِ (رؤيا ٣: ٢١؛ ونظير ذلك في متَّى ١٩: ٢٨) وهو يملك على العالم معه. أمَّا النُّفوس التي تُحيا فهي مفوَّضةٌ مِن قبله أن تشارك في جلاله وسلطانه وتألُّقه٠
وهكذا سيملك أكثر المؤمنين أمانةً مع المَسِيْح ألف سنةٍ على سكَّان الأرض المتروكين بعد أحكام دينونة جامات الغضب. سيُعلمُّون النَّاس المؤتمنين عليهم وصايا موسى وشريعة المَسِيْح الجَدِيْدة، ويضعون بركة عقوبات ربِّهم عليهم. وبما أنَّه لا يمكن في أثناء هذه المدَّة الطَّويلة مِن النِّعمة أن تنشأ أيُّ مقاومةٍ شيطانيَّةٍ، يُمكن توقُّع بركاتٍ تامَّةٍ في جميع مجالات الحياة٠
ويرى بعض المفسِّرين أنَّ حركة تبشيرٍ قويَّة ستنطلق خلال الأَلْف السَّنَةِ بين الأمم عَلَى الأَرْضِ. في الصِّين والهند والدُّول الإسلاميَّة ٣- ٤ بالمائة فقط مِن السُّكان مَسِيْحيُّون. ثلثا البشر لا يعرفون بعد يَسُوْع وخلاصه. لذلك سيبقى إظهار الإنجيل، خلال الأَلْف السَّنَةِ، مهمَّةً رئيسيَّةً لجميع المولودين ثانيةً بالرُّوْح القُدُس. سيُصلُّون بدون توقُّفٍ ويؤمنون بما صلَّوا لأجله "ليأتِ ملكوتك" (متَّى ٦: ١٠)٠
كما أنَّ يُوْحَنَّا لا يذكر أنَّ الأموات، عند ظهور المَسِيْح ليُهلك ضدَّ المَسِيْح، سيقومون. كما أنَّه لا يؤكِّد أنَّ الرَّاقدين في المَسِيْح مع المؤمنين الأحياء الباقين سيُنقلون جميعاً معاً نحو مخلِّصهم (١ تَسَالُوْنِيْكِي ٤: ١٥- ١٧)؛ بل يشهد فقط أنَّ الشُّهداء وجميع الذين قد تألَّموا لأجل يَسُوْع سيقومون أوَّلاً. بهذه الشَّهادة يُمكن الرَّب المُقَامَ أن يُشجِّع كنائسه في آسيا الصُّغرى على ألاَّ يخشوا الاستشهاد٠
فمجيء المَسِيْح الثَّاني ليُهلك ضدَّ المَسِيْح ليس مجيئه الأخير، بل هو إعدادٌ له. إمَّا أن يظهر مجيئه بحسب روايات سفر الرُّؤْيَا على مراحل، أو أن يتضمَّن مظاهر شتَّى ينبغي تأمُّلها على نحوٍ منفصل٠
يُشير يُوْحَنَّا إلى إحياء نفوس هؤلاء الشُّهداء باعتباره القيامة الأولى التي تمثِّل بداية الأَلْف السَّنَةِ. وتحدث القيامة الثَّانية للأموات بعد فترة حكم المَسِيْح عَلَى الأَرْضِ مع ممثِّليه المفوَّضين٠
مَن هو مبارَكٌ ومَن هو مقدَّسٌ؟: قيل للشَّيخ الجليل في بَطْمُس إنَّ مَن لهم نصيبٌ في القيامة الأولى هم جميعاً "مباركون ومقدَّسون"٠
طوبى للذين، بحسب هذا النَّص (رؤيا ٢٠: ٦)، ليس للموت الثَّاني أيُّ حقٍّ وسلطانٍ عليهم، فلا يهلكون بعد. إنَّهم آمنون في المَسِيْح وفي نعمته. فيهم تنمو ثمار الرُّوْح القُدُس: المحبَّة والفرح والسَّلام وطول الأناة واللُّطف والصَّلاح والوداعة والتَّعفُّف (غَلاَطِيَّة ٥: ٢٢- ٢٣). وفيهم تتحقَّق جميع تطويبات يَسُوْع المَسِيْح (متَّى ٥: ٣- ١٢؛ ١٣: ١٦؛ ٢٤: ٤٦؛ لوقا ١١: ٢٨؛ يُوْحَنَّا ١٣: ١٧؛ ٢٠: ٢٩ وغيرها). وفيما يخصُّ الأَلْف السَّنَةِ، قد بارك يَسُوْع بخاصَّةٍ الودعاء ووعدهم أن يرثوا الأرض ويحكموا (متَّى ٥: ٥). إنَّ الرَّب يَسُوْع نفسه هو النّموذج الأصليُّ للوداعة (متَّى ١١: ٢٩). ووفقاً لهذا سيُعطى الكرة الأرضيَّة كإرثٍ له وملك٠
إنَّ المباركين الذين لا سلطان للموت الثَّاني عليهم هم بحسب هذا النَّص مقدَّسون أيضاً. لقد نذر القدِّيسون أنفسهم لله وحَمَله ليكونوا خاصَّته وكرَّسوا أنفسهم لهم كلِّياً ليخدموه. وهم يُدعون "كهنة القدير الملوكيِّين" ويمكنهم أن يدخلوا، في أيِّ وقتٍ كان، غرفة عرش الكلي الرَّحمة. وسوف يتوسَّطون بموجب هذا السُّلطان الموهوب لهم عند القدُّوس المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ لأجل الشُّعوب المؤتمنين عليهم، ويُصلُّون لأجلهم دون انقطاعٍ، ويضعون البركة النَّاتجة عن موت يَسُوْع الكَفَّارِيّ على الأمم النَّجسة. وفي أثناء أنشطتهم الكهنوتيَّة كلِّها سيستر دم حَمَل الفصح القدِّيسين ويحميهم (اللاَوِيِّيْنَ ٩: ٦- ٩؛ ١٦: ٦، ١١، ١٥؛ رومية ٣: ٢١؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٧: ٢٦- ٢٨). وفي الأبديَّة يعيشون على بركة ذبيحة المَسِيْح الكَفَّارِيّة وهم مقدَّسون فيه فقط (عِبْرَانِيِّيْنَ ١٠: ١٤). الحَمَل وحده مُسْتَحِقٌّ أَنْ يَأْخُذَ الكَرَامَةَ (رؤيا ٥: ٩- ١٢)٠
وهؤلاء الكهنة الملوكيُّون لا يُباركون الأمم المؤتمنين عليها فقط، بل يملكون عليها أيضاً ويدينونها. ولكنَّهم يملكون سلطانه فقط في المَسِيْح ومعه (يُوْحَنَّا ١٥: ٥، ١٦). والسَّنوات الألف مِن خدماتهم الكهنوتيَّة والتنفيذية في ثيوقراطيَّة يَسُوْع تهيئ الخلق الجَدِيْد للسَّماء والأرض٠
:يُعلِّق الملاك المُعْلِن والرَّسُوْل يُوْحَنَّا في هذه الفقرة أهمِّيةً كبرى على تعبيرات محدَّدة تظهر مرَّاتٍ عديدة
إنَّ كلَّ مَن يفكِّر في الوعود التي تشير إلى الأَلْف السَّنَةِ بناءً على هذه العبارات الأربع ويقصر نفسه عليها سيعلم النِّقاط البؤريَّة الرُّوْحية في هذا المقطع مِن سفر الرُّؤْيَا٠
صلاة: أيها الربّ يسوع المسيح، أنت ملك الملوك، وستحكم الشعوب مع قديسيك في سلام الروح القدس. إنّ المقطعين ومحروقين سيقفون معك كاملين ممثلين سلطة قدرتك وكفارة دمك الزاكي. أثبتنا في نعمتك، لأننا بدونك نحن عدم. آمين٠
٢٤١. من هم المطوبين والقديسين وماذا سيفعلون بعد القيامة الأولى؟