Home -- Arabic -- Revelation -- 189 (Preparations for the Marriage of the Lamb)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ٢.٦ - التَّهليل العظيم في السَّماء (رؤيا ١٩: ١- ١٠)٠
٣- الاستعداد لعرس الحمل (الخروف) (رؤيا ١٩: ٧- ١٠)٠
اسجد لله (رؤيا ١٩: ١٠): تأثَّر الشَّيْخ الجَلِيْل العجوز جدّاً بظهور الملاك البهي وبما سمعه حتَّى إنَّه خرَّ أمام رجليه ليسجد له (رؤيا ١٩: ١٠). كان يوحنَّا في الرُّوح ولم يكن متمالكاً أو ضابطاً نفسه٠
أمَّا الملاك فأثبت سلطانه وإرساله بمنعه يوحنَّا فوراً مِن السُّجود له. لا يُقرُّ الكِتَاب المُقَدَّس أيَّ عبادة للملائكة. باح رسول يسوع بسرِّه واعترف قائلاً: أنا عبدٌ لربي وخادمه مثلك ومثل جميع إخوتك وأخواتك المولودين ثانيةً في الرُّوْح القُدُس. إنَّك تميِّز المولودين مِن الرُّوح بالحقيقة أنَّهم جميعاً يحملون شهادة المسيح في قلوبهم. إنَّ روح الابن يتكلَّم فيهم قائلاً: يَا أَبَا الآبُ. ويَشْهَدُ روحُ الله لروحهم أنَّهُم أَوْلاَدُ اللَّهِ (رومية ٨: ١٥- ١٦؛ أفسس ١: ١٣- ٢٠)٠
المسيحيون هم عبيد المسيح المُقادون بالرُّوح. لقد نالوا البصيرة والفهم الروحيين في حقيقة الله وحالة الضلال التام لجميع الناس. وبما أنَّهم يعرفون الله يحملون المعيار الصحيح للحياة والموت فيهم (متَّى ٥: ٤٨). طمأن يسوع تلاميذه قائلاً: وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ, رُوحُ الْحَقِّ, فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ, لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ, بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ, وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي, لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ (يوحنَّا ١٦: ١٣- ١٥). إنَّ كلَّ مَن يدع كلمات يسوع النّبوية هذه تعمل في قلبه سيكون سعيداً وواثقاً بالحقيقة أنَّ روح الآب والابن يُكلِّم المسيحيين المولودين مِن الرُّوح مرشداً إياهم إلى تمجيد الحَمَل. ينال المسيحيون، بقراءتهم الإنجيل، الوحي والقيادة الروحية. وهم قادرون على تكريم الآب الذي في السَّماء وابنه المحبوب بالمحبة والقول والفعل والصَّبر في قوَّة الرُّوْح القُدُس (متَّى ١٦: ١٧؛ يوحنَّا ١٦: ١٣؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ١٦: ٦- ١٠؛ رومية ٨: ١، ٩، ١٤، ٢٦- ٢٧)٠
دعا ملاك الرَّب يوحنَّا بوضوحٍ إلى السُّجود لله (رؤيا ١٩: ١٠). كرِّس نفسك له وحده. وفي وسط كل ابتهاج الروح الذي يقودك، أدرك برزانةٍ أنَّه لا يجوز لك أن تسمح لنفسك أن تذهلها وتلهيها الملائكة المجيدة. في حَمَل اللهِ وحده تُدرك محبَّة الآب لجميع البشر (يوحنَّا ٣: ١٦). هل تتركك ذبيحته الذَّاتية بارداً؟ هل تعوَّدت بقراءتك الإنجيل محبَّة الله العظيمة التي يتعذَّر فهمها، أم إنَّك مدلَّلٌ؟ اسْجُدْ لِلَّهِ٠
الشَّيطان أيضاً، ذات مرَّةٍ تلقَّى هذا الأمر مِن يسوع (متَّى ٤: ١٠- ١١). ولكنَّ هذا الأمر بدلاً مِن جعله يسجد لله وابنه، جعله يهرب. في السُّجود لله ليس ثمَّة مكانٌ لقوى أخرى بجانبه٠
ينبغي أن يقودنا رؤيا ١٩: ١- ١٠ وأجواق هللويا العظيمة في السَّماء معاً إلى السُّجود لله وحَمَله. إنَّ بابل الزَّانية التي رفضت السُّجود لله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ، وحاربته بدلاً مِن ذلك، قد أُهلكت. أمَّا عروس الحَمَل وضيوف العرس جميعاً فسيكونون، في الشَّركة مع الآب والابن والرُّوْح القُدُس، مبارَكين وقدِّيسين٠
صلاة: أبانا الذي في السماوات، نشكرك من صميم قٌلوبنا ونسجد لك لأجل محبتك العظيمة لنا، وكلمتك القوية، وإبنك الحبيب، وروحك المحيي. قد أخترتنا في المسيح لنكون أولادا لك بالحق والروح. وخلصنا يسوع بنعمتك، لنصبح حمدا لرحمتك. إمنح التوبة والخلاص لأقربائنا وأصدقائنا، لكيلا يهلكوا، بل يشتركوا في جوقات التسبيح متهللين معنا. آمين
٢٢٩. لماذا لا يجوز أن نسجد للملائك أو أرواح غريبة إلا بالرب الإله؟