Home -- Arabic -- Revelation -- 168 (Advance Proclamation of the Victory of God's Lamb)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠
٤- الانتصار المُعْلَن مُقَدَّماً لِحَمَل اللهِ على ضدِّ المسيح (رؤيا ١٧: ٩- ١٤)٠
غَلَبَة الحَمَل المكشوفة (رؤيا ١٧: ١٤): إنَّ غلبة الحَمَل هي غَلَبَةٌ روحيَّةٌ تُحقَّق بدون استخدام دبَّابات وصواريخ وقنابل وخداع. كان النَّبي زكريَّا قد شهد للمبدأ الأساسي لغلبة الله بقوله: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ (زكريَّا ٤: ٦)٠
ليست غلبة الحَمَل مِن قبيل الصُّدفة ولا هي قرار ابن الله الخاص. كان على الحيَّة أن تسمع في الجنَّة أنَّ واحداً مِن نسل حوَّاء سيسحق رأسها، بينما هي لا تسحق سوى عَقِب سليل المرأة (تكوين ٣: ١٥). تنبّأ العهد القديم مراراً بغلبة المسيح لأنَّها معيَّنةٌ مسبقاً في خطَّة الله منذ الأزل (تكوين ٤٩: ١٠؛ عدد ٢٤: ١٧؛ مزامير ٢: ١- ١٢؛ إِشَعْيَاء ٩: ٥- ٦؛ دانيال ٢: ٣١- ٤٤؛ لوقا ٢: ١٠- ١١؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٢: ١٤؛ رؤيا ٥: ٥)٠
كانت غلبة المسيح الفريدة مبنيَّةً على موته الكفَّاري إِنَّ اللَّهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ (٢ كُوْرِنْثُوْس ٥: ١٩- ٢١).لم يستطع الشَّيطان بكلِّ مكره وقوَّته أن يعيق ذبيحة كفارة المسيح (إِشَعْيَاء ٥٣: ٤- ١٢؛ متَّى ٤: ١- ١١؛ ١٦: ٢٣؛ ٢٧: ٣٩- ٤٤؛ ٤٦؛ لوقا ٢٢: ٤٢- ٤٤؛ يوحنَّا ١٩: ٣٠؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٢: ١٤). لم يعرف يسوع خطيَّةً، وهو فوق ذلك حمل خطيَّة العالم (يوحنَّا ١: ٢٩). وتلك كانت هزيمة إبليس. إنَّ غلبة الخروف مبنيَّةٌ على الحقِّ (متَّى ١٢: ٢٠). ومنذ اعتلاء يسوع العرش في السَّماء والشَّيطان مطروحٌ نهائيّاً خارج السَّماء بعدما برَّر يسوع أتباعه وقدَّسهم بواسطة دمه المسفوك٠
تجلَّت النتيجة المباشرة والمنظورة لموت المسيح الكفاري في إظهار غلبته على صليب الجلجثة وقيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ (متَّى ٢٨: ٥- ٦؛ ١ كُوْرِنْثُوْس ١٥: ٣- ٨؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ٢: ١٤؛ رؤيا ١: ١٧- ١٨). لقد غلب المسيحُ الشَّيطانَ وأزال قوَّة الموت (٢ تيموثاوس ١: ١٠). حياته أبديَّةٌ، وهو نفسه الحياة (يوحنَّا ٥: ٢٦؛ ١١: ٢٥)٠
لقد أدَّى صعود المسيح إلى جلوس حَمَل اللهِ الانتصاري على العرش (رؤيا ٥: ٥- ١٥). ودُفع إليه كلُّ سلطانٍ في السَّماء وعلى الأرض (متَّى ٢٨: ١٨). الحَمَل هو الذي يُعيِّن مجرى الدَّينونة. وهو يُرغم ابن الهلاك على الظُّهور وفي النِّهاية يُبيده بنفخة فمه (٢ تسالونيكي ٢: ٣- ٤، ٨؛ رؤيا ٦: ١- ٢). صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ. يَمِينُ الرَّبِّ صَانِعَةٌ بِبَأْسٍ. ١٦ يَمِينُ الرَّبِّ مُرْتَفِعَةٌ. يَمِينُ الرَّبِّ صَانِعَةٌ بِبَأْسٍ (مزامير ١١٨: ١٥- ١٦)٠
كانت ثمرة ذبيحة المسيح الكفارية انسكاب الرُّوْح القُدُس. لولا صليب المسيح لما كان ثمَّة قبولٌ للرُّوح. فمنذ ذلك الحين ينال أتباع الحَمَل حياةً أبديَّةً فيهم. وحياته المملوءة محبَّةً وتواضعاً تتحقَّق فيهم في ولادتهم الثَّانية (عزرا ٣٦: ٢٥- ٢٧؛ متَّى ٣: ١١؛ يوحنَّا ٣: ٥- ٧؛ رومية ٨: ٥- ٩؛ تيطس ٣: ٥؛ ١ بطرس ١: ٣، ٢٣). وثمرة روحه تنمو فيهم مِن النِّعمة (غلاطية ٥: ٢٢- ٢٣). وهو يُعطيهم الرَّجاء اليقين للحياة الأبديَّة (رومية ٨: ١٦؛ ١ بطرس ١: ٣). تتحقَّق غلبة المسيح وسط مملكة سلطان الشَّيطان. إنَّه يستولي على أسراه فيُطلق سراحهم ويُفعمهم حياةً وفرحاً٠
جاء يسوع ليؤسِّس ملكوت أبيه الذي هو ملكوته هو (متَّى ١٦: ٢٨). هو الملك الإله الحق المملوء برّاً ومحبَّةً (متَّى ١٩: ٢٨). وملكوته ينمو مِن ذاته مثلما تأتي حبَّة القمح بحبَّاتٍ جديدةٍ كثيرةٍ مِن القمح في ساقها (يوحنَّا ١٢: ٢٤). ملكوت الحَمَل مملكةٌ روحيَّةٌ ليست مِن هذا العالم (يوحنَّا ١٨: ٣٦- ٣٧). شهد يسوع قائلاً: إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ, فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ (متَّى ١٢: ٢٨؛ لوقا ١١: ٢٠؛ ١ يوحنَّا ٣: ٨)٠
كيف تتحقَّق غلبة المسيح في حياتنا؟ إنَّ روح الحَمَل يُثمر إيماناً ومحبَّةً ورجاءً لتحقيق غلبته وتمجيدها. لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللَّهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ, إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ, إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللَّهِ (١ يوحنَّا ٥: ٤- ٥). أعلن يسوع بنفسه غلبته قبل صلبه ووعدنا قائلا ً: فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ, وَلَكِنْ ثِقُوا, أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ (يوحنَّا ١٦: ٣٣)٠
ولكن لماذا يظل ملكوت المسيح خفيّاً بالنِّسبة إلى كثير مِن النَّاس؟ إنَّ كلَّ مَن كان هدفه هو أن يُصبح ثريّاً أو مشهوراً أو متمتِّعاً بثناء النَّاس يُقصي نفسه أكثر فأكثر عن المسيح. أمَّا الفقراء أو الصِّغار أو البكم أو الذين لا يتمتَّعون بثناء النَّاس فيهرعون يوميّاً إلى مخلِّصهم ويطلبون عونه (١ كُوْرِنْثُوْس ١: ١٨- ٢٩؛ متَّى ١١: ٢٥- ٢٩؛ يوحنَّا ٣: ٣؛ ١٥: ١٩؛ ١٧: ١٤- ١٥). قال يسوع: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي, فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا, وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا (متَّى ١٦: ٢٤- ٢٥؛ رؤيا ١٢: ١١). قال المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لبولس: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي, لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ (٢ كُوْرِنْثُوْس ١٢: ٩)، ففهم بولس الدَّرس واعترف حالاً قائلاً: لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِيْنَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ (١ كُوْرِنْثُوْس ١٢: ١٠). وكتب إلى المؤمنين في روما: وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً (رومية ١٦: ٢٠). وبعد سنواتٍ قليلةٍ مِن كتابة بولس هذه الكلمات قُطع رأسه في روما. تلك كانت شهادته المُطْلَقَة لغلبة المسيح في حياته٠
إنَّ انتصار المسيح على ضد المسيح هو أحد الأحداث الحاسمة في مسيرة حَمَل اللهِ الظَّافرة. وتتضمَّن هذه الغلبة الكنيسة على الأرض وفي السَّماء. لقد شهد صوتٌ عظيمٌ للقديسين في السَّماء: وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ, وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ (رؤيا ١٢: ١١). أمَّا القوَّة الدَّافعة وراء تحقيق خطَّة الخلاص الإلهيَّة فهي صلاة يسوع كرئيس الكهنة لأجل كنيسته الميتَّمة والمتألِّمة والمُعَدَّة للمعركة (يوحنَّا ١٧: ٦- ٢٦)٠
الصلاة: أيها الآب الحنون، نسجد لك، ونحب حملك القدوس لأن إنتصاره الشامل ظهر درجة بعد درجة. لقد إنتصرالمصلوب على الشيطان الشرير وعلى الموت المرير ومحى خطيئة العالم، وحررنا من غضبك العادل، مانحا لنا روح الحياة الأبدية. ساعدنا حتى نشترك في إنتصار حملك الوديع بإيماننا به طيلة حياتنا. آمين٠
ألسؤال: ٢٠١. أي درجة من درجات إنتصار حمل ألله أدركت وإختبرت حسب الكتاب المقدس؟