Home -- Arabic -- Revelation -- 162 (The Angel of Judgment Testifies to the End of the Antichrist)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٦ - بابل الزَّانية وعبادة الله نهاية المُضِلِّة العظيمة والاستعداد لعرس الحَمَل (رؤيا ١٧: ١- ١٩: ١٠)٠
الجزء ١.٦ - دينونة الله لبابل الزَّانية (رؤيا ١٧: ١- ١٨: ٢٤)٠
٣- ملاك الدَّينونة يشهد لنهاية ضد المسيح (رؤيا ١٧: ٧- ٩)٠
تجربة البشر الشَّيطانية قبل الانفصال العالمي (٨): وصف ملاك الدَّينونة ليوحنَّا الانفصال العظيم الذي سيحدث قبل الدَّينونة الأخيرة بكلماتٍ قليلةٍ: سَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ (رؤيا ١٧: ٨). وهكذا تبدأ تجربة البشر الشَّيطانية التي حذَّر بولس منها في تسالونيكي: الأَثِيْمُ مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ بِكُلِّ قُوَّةٍ, وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ, وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ فِي الْهَالِكِينَ (٢ تسالونيكي ٢: ٩- ١٠). ولذلك اهتمَّ الرَّسول أن يطبع في أذهان أهل كنائسه: لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا, لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً, وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ, ابْنُ الْهَلاَكِ (٢ تسالونيكي ٢: ٣)٠
حذَّر يسوع أيضاً رسله بوضوحٍ قائلاً: لأَنَّهُ يَكُونُ حِيْنَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ (دانيال ١٢: ١) وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ... لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ, حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً (متَّى ٢٤: ٢١- ٢٢، ٢٤؛ رؤيا ١٣: ١٣- ١٧)٠
ينبغي ألاَّ نقرأ هذه النُّبوءات بسرعة أو أن نقبلها بخفَّةٍ أو بسطحيَّةٍ؛ بل علينا أن نُصلِّي بضميرٍ حيٍّ قائلين: أبانا الذي في السَّماوات... لا تُدخلنا في تجربة، بل نجِّنا مِن الشِّرير (متَّى ٦: ١٣)٠
ينبغي أن يأتي الوحش ليُجرِّب الجميع، ليرى هل هم يحبُّون يسوع فوق كلِّ شيءٍ آخَر، وهل يثقون به كلِّياً، وهل هم مستعدُّون لبذل حياتهم الأرضيَّة لأجل ربِّهم الأزلي (يوحنَّا ٢١: ١٥- ١٩)٠
ستكون عجائب آخِر الزَّمَانِ الشَّيطانية مثيرةً، وسيعتادها النَّاس بسرعةٍ ويُسلِّمون بصِحَّتهِا. مَن كان يفتكر منذ مئة عام أنَّ النَّاس سيُحلِّقون على ارتفاع ١٢٠٠٠ متر مِن قارَّةٍ إلى أخرى وهم آكلون شاربون، بل ونائمون؟ مَن كان يظن أنَّ بدون إدخال مني الكبش تستطيع النَّعجة وحدها أن تلد نعجةً أخرى بواسطة الاستنساخ؟ مَن كان يحلم أن يمشي الإنسان اليوم على القمر، فالقاً الذَّرات على الأرض، أو فارزاً الجينات الطَّبيعية لنقلها وزرعها؟ مَن كان يظنُّ أنَّ مِن الممكن أن يعدم الإنسان سنويّاً ملايين الأجنَّة أو يجهضها في عمليَّات قتل جماعي، فنصبح أمَّة قَتَلةٍ بالجملة؟ لقد حوَّل الهاتف والتليفاكس والتلفزيون والإنترنت أرضنا إلى قريةٍ عالميَّةٍ فاسقةٍ منكمشة بعضها على بعض تحمل جماهيرها خوفاً باطنيّاً مِن أنَّ أحداً ما يتعمَّد نشر بكتيريا الجمرة الخبيثة. تتوالى هذه العجائب الإيجابيَّة والسَّلبية تباعاً وسريعاً واحدةً تلو الأخرى. ولكن كيف سيستجيب البشر لمكايد ضد المسيح الشَّيطانية ونبيِّه الكذاب المُقبِل؟ إنَّ لدينا جميعاً بطبيعتنا، بالرَّغم مِن التَّشكك المتزايد، توقاً شديداً إلى المعجزات، وإلى الإيمان بالعلم. وقليلون هم الذي يدركون أنَّ محبَّة الله وحدها التي فينا وحولنا هي القادرة على جلب السَّلام والهناء. لا تدخل الحياة الأبديَّة فينا إلاَّ بواسطة مَن صُلب وقام. فموته الكفاري عن جميع الخطاة هو وحده الباب الضَّيق والمفتوح إلى الله (باب إيل) وإلى روحه وإلى ملكوته. بدون صليب المسيح يغرق العالم في اليأس، فتأسره التَّجارب الشَّيطانية، ويُدان تحت غضب الله٠
الصلاة: نسجد لك أيها الآب السماوي، لأنك سمحت أن تأتي التجربة للإرتداد العظيم، ليظهر من قد سلم نفسه كاملا وحقا لحمل ألله، ومن يتأرجح بين المسيح والدجال. أثبتنا في مخلصنا يسوع، لكي لا يجد العدو الشرير سلطة وحق فينا و في أحبائنا. آمين٠
١٩٣. كيف سينجح إبليس بتجربته في الجماهير؟