Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 110 (The Mystery of God in the Words of Jesus)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٤ - ليأتي ملكونك (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ١٠: ١- ١١: ٢)٠- - الشاهدان الذين سيحضرون في الايام الاخيرة وطرد ابليس من السماء

:الجزء ٣.٤ - سرُّ الله في اكتماله وعلاقة ملكوت الله بكنيسة يَسُوْع المَسِيْح٠

٢- كشف سرِّ الله في كلام يَسُوْع بخصوص ملكوت أبيه


قبول الملكوت المملوء بالنِّعمة: على مَن يرغب في فهم أسرار ملكوت الله أن يصغي ويسمع كيف يُنادي يَسُوْع الإنْسَانيَّة كلَّها التي تنوء تحت عبء خطيَّتها وتشرُّدها قائلاً: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متَّى ١١: ٢٨)٠

يدعو ملك السَّماء والأَرْض الجميعَ إلى حضور عرس ابنه الوحيد. وسيُجهِّز لجميع الضُّيوف ثياب العرس (متَّى ٢٢: ١١). ولكنَّ معظم المدعوِّين لا يُريدون الحضور، فهم مشغولون بصفقاتهم الماليَّة، وعلاقاتهم الجنسيَّة، وكبريائهم وشواغلهم الأخرى. لا وقت لديهم لله. البائسون والمحتقَرون والمعوقون والمتسوِّلون والأجانب والذين ينتمون إلى أدنى طبقات المجتمع هم وحدهم الذين يسمحون لأنفسهم أن يقتنعوا بالمشاركة في وليمة العرس (متَّى ٢٢: ١- ١٤؛ لوقا ١٤: ١٦- ٢٤؛ يعقوب ٢: ٥). وفي هذا السِّياق نطق يَسُوْع بالعبارة التَّالية: "لأَِنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (متَّى ٢٢: ١٤)٠

لقد أُعِدَّ الخلاص للجميع (لوقا ١٤: ١٧)، ولكنَّ قليلين مِن المدعوِّين يقبلونه بإيمانٍ شاكرين. الباب المؤدِّي إلى بيت الآب مفتوحٌ على مصراعيه للجميع، ولكن قلَّما يحني شخصٌ هامته ليدخل مِن الباب الضَّيق ( متَّى ٧: ١٣- ١٤)٠

ماذا يعوق النَّاس مِن دخول ملكوت الله؟ لماذا لا يأتون راكضين زَرافاتٍ ووحداناً؟ لقد وضع يَسُوْع إصبعه على جرحٍ مفتوحٍ في حياتنا حين قال: "إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ...إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ" (متَّى ١٩: ٢٣- ٢٦؛ مرقس ١٠: ٢٠- ٢٧؛ لوقا ١٨: ٢٤- ٢٥). لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ (متَّى ٦: ٢٤)٠

إنَّ مَن يتَّكل على ماله وصحَّته وعمله وعلاقاته ومدَّخَراته يعبد (مِن حيث لا يدري) الأصنام (خروج ٢٠: ٣)٠

عائقٌ آخر يحول دون رجوع المواطنين الشُّرفاء إلى ربِّهم وإلى ملكوته وهو رياؤهم الدِّيني، إذ يعتبر كثيرون أنفسهم جديرين بالاحترام والقبول، ولكنَّ يَسُوْع يمزِّق القناع عن وجوهنا ويقول مباشرةً: "لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" (لوقا ١٨: ١٩)٠

يقول بولس: أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. لاَ تَضِلُّوا. لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ (١ كُورنْثوْس ٦: ٩- ١٠؛ أَفَسُس ٥: ٥ إلخ)٠

وإضافةً إلى ذلك، يقول يَسُوْع: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً (بدون سببٍ) يَكُونُ مُسْتَوْجِبُ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَِخِيهِ رَقَا (فارغ الرَّأس) يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ (متَّى ٥: ٢٢).وإِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ (متَّى ٥: ٢٨- ٢٩). خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمِ النَّارِ" (مرقس ٩: ٤٧)٠

وقال يَسُوْع أكثر مِن ذلك "إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متَّى ٢٠: ٥)٠

كما ضغط الملك الإله على المسؤولين روحيّاً: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَِنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متَّى ٢٣: ١٣). "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ، بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متَّى ٧: ٢١)٠

على يَسُوْع أن يكسر غطرسة اكتفائنا الذاتي فيُطهِّرنا ويصوغنا مِن جديدٍ، وإلاَّ بقينا غير مستحقِّين دخول ملكوت الله؛ ولذلك قال: " طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ (فقراء النُّفوس الذين نفوسهم غير متعلِّقة بخيرات الأَرْض، بل فقيرة إلى الله) لأَِنَّ لَهُمْ ملكوت السَّماوات (متَّى ٥: ٣) لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَِدْعُوَ أَبْرَارًا (متخَيَّلِين) بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (لوقا ٥: ٣١؛ متَّى ٩: ١٢؛ مرقس ٢: ١٧)٠

يُوجِّهنا يَسُوْع إلى وعيٍ ذاتيٍّ روحيٍّ حتّى يمكننا أن نقول ونُرنِّم مع الدَّكتور مارتن لوثر قائلين: "لم يكن ثمَّة شيءٌ صالحٌ في حياتي هذه فأنا مستحقٌّ جهنَّم"٠

وبهذا المعنى يكتب بولس: يفتقر النَّاس جميعاً إلى "مجد" الله: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" (رومية ٣: ٢٣)٠

لا يستطيع طريقٌ أن يتجاهل تحطُّم شرفنا "المفتَرَض" إذا شئنا دخول ملكوت يَسُوْع المَسِيْح. لاَ بُدَّ للإنسان مِن أن يُدرك فساده العميق ويعترف به قبل أن يختبر تطهيره: "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" ( ١ يوحنَّا ١: ٩)٠

لقد تمَّ غفران خطايا جميع الخطاة على الصَّلِيْب، وكلُّ مَن يقبل "النَّائب" عنه في الدَّيْنُوْنَة ويتَّكل عليه يتبرَّر (رومية ٣: ٢٣- ٢٨). يُحبُّ الله القلب المنكسر والمنسحق (مزامير ٥١: ١٧) ففيه يتحقَّق التَّبرير بالإيمان. وَدَمُ يَسُوْع الْمَسِيْح ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيْئَةٍ (١ يوحنَّا ١: ٧)٠

إنَّ كلَّ مَن يؤمن بالملك الإله المصلوب ويشكره لأجل موته الكفَّاري نيابةً عنَّا يختبر ما كتبه يوحنَّا: وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه (يوحنَّا ١: ١٢)٠

أكَّد يَسُوْع للمستشار البارز نيقوديموس: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يوحنَّا ٣: ٣- ٥). لفت يَسُوْع بقوله هذا نظر نيقوديموس إلى معموديَّة يوحنَّا للتَّوبة بالماء، وكذلك إلى عطيَّة الرُّوْح القدُس (يوحنَّا ١: ٣٣). إنَّ التَّبرير الذي تمَّ بواسطة موت المَسِيْح إلى جانب إيماننا يُحْدِثان خليقةً جديدةً فينا، ولادة جديدة بواسطة حلول الرُّوْح القدُس. لأَِنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاة الأَبَدِيَّة (يوحنَّا ٣: ١٦)٠

المعرفة وحدها لا تكفي، فلاَ بُدَّ مِن تجديد القلب عاجلاً أو آجلاً بواسطة قوَّة المَسِيْح وذبيحته. إنَّ لنا الامتياز أن نطلب عطيَّة الرُّوْح القدُس لأنَّ ملكنا نال هذا الحقَّ لنا على الصَّلِيْب (لوقا ١١: ٩- ١٣)٠

ويحتاج الحدث الحيوي للولادة الجَدِيْدة إلى إيمان الأطفال والامتنان القلبي لعمل الفداء التَّام. أعلن يَسُوْع قائلاً: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متَّى ١٨: ٣). "مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ" (مرقس ١٠: ١٥)٠

ومِن جهةٍ أُخرى، الذي يُحبُّ يَسُوْع ويثق به يثق بوعد مخلصه أيضاً: "ثِقْ يَا بُنَيَّ (ثِقِي يا ابْنَتِي) مَغْفُورَةٌ لَك خَطَايَاك" (متَّى ٩: ٢)٠

بواسطة الإيمان بكلمة يَسُوْع الفادية يبدأ السَّلام مع الله الآب، فيدخل مَن يثق به ملكوت محبَّته٠

ولِمَن يطرح المزيد مِن الأسئلة عن حقائق زمان ومكان ملكوت يَسُوْع المَسِيْح يقول الرَّب: "لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ. وَلاَ يَقُولُونَ هُوَذَا هَهُنَا أَوْ هُوَذَا هُنَاكَ لأَِنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لوقا ١٧: ٢٠- ٢١). "إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ" (متَّى ١٢: ٢٨؛ لوقا ١١: ٢٠)٠

حيثما وجد يَسُوْع المَسِيْح ابتدأ ملكوت السَّماوات على الأَرْض. وحيثما يُنْفِذ روحه الصَّالح في قلوب المؤمنين بواسطة الإيمان يوجد الملكوت حقيقةً. إن بقينا غير مؤمنين فهو "بجانبنا". وعندما نفتح قلوبنا لنعمته وقوَّته فهو "فينا" (يوحنَّا ١٤: ٢٣, ٢٦- ٢٧)٠

وهكذا شهد بولس أيضاً قائلاً: "الَّذِي أَنْقَذَناَ مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" (كولوسي ١: ١٣)، ويُتابع قائلاً: "وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ" (٢ تيموثاوس ٤: ١٨)٠

يتحقَّق ملكوت الله اليوم في كلِّ قارَّةٍ بواسطة الإيمان بعمل فداء يَسُوْع المَسِيْح التَّام٠

لا يعترف أتباع بعض الدِّيانات بأيِّ "نائبٍ" في الدَّيْنُوْنَة، ولا يعرفون شيئاً عن حلول الرُّوْح القدُس في قلوبهم؛ وهم لذلك لا يختبرون أيَّ ملكوتٍ لله، بل يختبرون ويُعانون بدلاً منه مكر الشَّيطان والكثير مِن العنف في "ملكوتٍ" سياسيٍّ٠

الصَّلاة: أيُّها الملك الأزلي، نعبدك بالحمد والشكر، لأنّك أسّست ملكوتك على كفارتك، في دمك المسفوك، وفي قوة روحك. ولا يستطيع أحد أن يدخل مملكتك، إذا لم يندم ويعترف بخطاياه، ويستلم غفرانك، و يَحلّ فيه روح محبّتك. لا ترفضنا مِن رحابك، وامنح لأقربائنا التوبة الحقة، والرجوع إليك مع الإيمان العميق بك٠

السؤال : ١١٠. مَن لا يقدر أن يدخل ملكوت الله؟ وكيف ندخله نحن فعلاً؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on October 31, 2012, at 01:04 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)