Home -- Arabic -- Revelation -- 050 (Preparations for the Enthronement)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠
ماهي الاسباب التي جعلت الله يعطي القوة والسلطة لابنه يسوع المسيح المقام من الاموات
الجزء ٢.٢ تربّع يَسُوْع المَسِيْح على العرش بمنحه السّفر المختوم (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٥: ١- ١٤)٠
٣ - عبادة الحمل من الخليقة كلها (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٥: ٨- ١٤)٠
٨ وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً أَمَامَ الحمل وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قَيَاثِيْر وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ لْقِدِّيسِينَ. ٩ وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ لأَِنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ
تعظيم الحَمل مِن حراس العرش والشيوخ: لحظة استلام الحمل السفر المختوم بسبعة أختام، حدثت رجّة في السّماء. ارتفعت موجة من الفرح والهتاف وامتدّت. انفجر التوتر فتحول إلى عبادة فورية للحمل. رَأَى يُوْحَنَّا وسمع وهو حابس أنفاسه أولا مبايعة حراس العرش، وترنيم حمد الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً، ثم هتاف جمهور الملائكة، وأخيرا صرخة فرح الخليقة كلها. خرَّ نواب الخليقة والدواب والطيور والناس أمام الحمل، وسجدوا للمنتصر على الجلجثة. تعجّبوا من مشيئة الآب الحكيم الذي أوكل ابنه، وعرفوا أنَّ عصراً جديداً قد بدأ٠
أمَّا الأَرْبَعَةُ وَالعِشْرُونَ شَيْخاً، الحلقة الثانِية مِن العابدين، فخرّوا أمام الحمل شاهدين بذلك بألوهيته وحقه في قبول العبادة (لوقا ١٧: ١٥- ١٩)٠
كان لكل واحد من الشيوخ قيثارة وكان متمرناً على العزف عليها. كان هؤلاء الشيوخ هم الجوقة المختارة مِن العابدين. كان نبوخذ نصّر عند تدشين الصّنم الذهبي البالغ علوّه ٢٠ متراً قد أمر حاملي القياثير بالعزف كما أمر كل واحد عند سماعه العزف أن يعبد الصّنم (دانيال٥:٣). كذلك عند مبايعة القياصرة الرُّوْمَان وجلوسهم على العرش كانت القَيَاثِيْر تعزف. وسيسعى عازفو الآلات الوتريّة، في بابل نهاية الزّمن، إلى خلق جوّ مفرح. أما رنين أوتار القَيَاثِيْر اللطيفة، عند عزف الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً عليها، فقد كان يزيّن عبادة الحمل الذي ذبِح ثم عاد وعاش. لقد حمدوه وأحبّوه ويريدون أن يخدموه٠
حملوا في أيديهم جامات ذهبيّة كما كان مفروضاً لخدمة الكهنة عند مائدة خبز الوجوه في خيمة الاجتماع (الخروج ٣٧: ١٦). لم يشاءوا أن يمجّدوا الحمَل بموسيقى سماويّة فقط، بل أن يكرموه أيضا ويفرحوه بأطيب الروائح الزكية٠
يفسّر يوحنا رائحة البخور المتصاعدة بأنها صلوات القديسين من جميع العصور. ليس المقصود بالقدّيسين الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً فقط بل جميع الذين تقدسوا بدم الحمل. أكمل الحمَل بذبيحته الفريدة المقدّسين إلى الأبد (عِبْرَانِيِّيْنَ ١٠: ١٤). إنَّ كل من حلّ فيه الرُّوْح القدُس على أساس موت ابن الله الكفاريّ هو قدّيس طُهّر مرّتين: بواسطة دم يَسُوْع المَسِيْح الذي يبرّر إلى التمام، وبواسطة قوّة الرُّوْح القدُس الذي يُحيي لحياة في التقديس٠
ترمز صلوات القديسين أيضاً إلى صلوات الأحياء الذين نقلوا إلى الأبديّة من أتباع المَسِيْح. بذلك كانت الكنيسة الأرضيّة في أسيا الصغرى، التي تألمت تحت ضغط متزايد واضطهاد، مشتركة أيضا، بالرغم من غيابها الجسدي، في مبايعة الحمل٠
تتحول صلوات القديسين، التي تظهر ضعيفة، إلى سلطان كامل في أيدي الشيوخ ممزوجة بحمد ونصر. تساعد صلوات عابدي المَسِيْح، في بؤس وجودهم، على تحقيق سلطة الحمل. تعني الصَّلاة المتواضعة المؤمنة أن يحكم مع الحمل على نوعيته٠
رنَّم الشّيوخ ترنيمة جديدة. يمكننا أن نقرأ في سفر الرُّؤْيَا ثلاث مرّات عن الترنيمة الجَدِيْدة (٥: ٩؛ ١٤: ٣؛ ١٥: ٣، ٤). تهدف هذه الترانيم دَائِماً إلى تمجيد انتصارات الله وحمله. ألف موسى ترنيمة جديدة بعد اجتيازه وشعبه البحر الأحمر (الخروج ١٥: ١- ١٩). ومجد الرُّوْح القدُس في يوم الخمسين عظائم الله (أَعْمَال الرُّسُلِ ٢: ١١)٠
لا تشهد هذه الترانيم التي نظمت بالرّوح بشعور العابدين الشخصي فحسب، بل تظهِر أيضا انتصارات الله الموضوعيّة عند تجدّد خليقته السّاقطة. يصنع إلهنا عجائب، وأكبر العجائب انتصار الحمل على الصَّلِيْب الذي برهن عليه بقيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. بهذا تمّ الخلاص وتصالح العالم مع الله. بدأت قوّة الله بولادة المؤمنين الثانِية. بدأ عصر جديد، فتدفقت الأبديّة إلى عصرنا بحراً من النعمة٠
دعونا نُعلن معاً انتصار الحمَل في العالم أجمع. نريد أن ننادي باسمه في أسيا الوسطى والهند، في الصين وإندونيسيا، في إيران والبلدان العربية ، في الأراضي المقدسة وفي شرق أفريقيا وغربها، وفي وطننا الأم. يَسُوْع حيّ. هو المنتصر. مَن ذا الذي يريد أن يفكر في كروبه بحزن وتشاؤم؟ لنكن ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يَسُوْع المَسِيْح، فيتقدّس اسم الآب والابن والرُّوْح القدُس فينا وبواسطتنا بقوّة الرُّوْح القدُس، ويأتي ملكوته وتكون مشيئته٠
الصَّلاة: احفظ ترنيمة المرنّم الأخرس المتكلّم بشهادته حتَّى اليوم٠
السؤال : ٥٠. كيف عبد الشيوخ في السَّماء حَمَل اللهِ؟