Home -- Arabic -- Revelation -- 035 (Immediate Vicinity of the Almighty)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٢ - تتويج يسوع المسيح (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ٦: ١٧)٠
ماهي الاسباب التي جعلت الله يعطي القوة والسلطة لابنه يسوع المسيح المقام من الاموات
الجزء ١.٢ الله القدير في السّماء (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ١- ١١)٠
٢- محيط عرش القدير (رُؤْيَا يُوْحَنَّا ٤: ٤- ٨)٠
عاصفة البروق والرّعود والأصوات في عرش الله: بعد ما وصف لنا يوحنا المجتمعين "حول" العرش، انتقل بوصفه إلى العرش نفسه. والعرش كما ذكرنا ليس كرسياً أو مقعداً عريضاً، بل هو أشبه ببيت صغير أو عربة كبيرة ذات طوابق وغرف وقواعد لها وظائف مختلفة٠
٥ وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ٠
لم يؤخذ يوحنا بمنظر العرش ولا بهيئته الفنية ولا بمجده المتألق، بل دهش بالحريّ للتوتر في مركز قوى الكون الذي تفجر بالبروق والرعود. بروق باهرة أرعبته وأرعشته. كان أوَّل ما رأى التوتر العظيم تفجر التوتر في العرش. الله هو القوة الأولى التي خلقت كل شيء وتحافظ على كل شيء. رَأَى يُوْحَنَّا هذه القدرة الفائقة على طريقته الخاصة٠
آلم هدير الرعد أذنيه وهزَّه في أعماق نفسه. رأى قوَّة الله بعينيه وسمعها بأذنيه. لم يقل أجدادنا باطلاً: إنَّ الله عندما يغضب يهدر الرعد ويحرق البرق بيوتاً أو يقتل أناساً. لقد علمت عواصف البرق والرعد بعض المَسِيْحِيّين بالاسم أن يتوبوا ويصلوا. إنَّ من شأن العاصفة أن ترينا أننا لا شيء، مذنبون؛ وأن تحملنا على التفكير في أن قوى الطبيعة كلها خاضعة له٠
إلى جانب هذا التفجر كانت الدهشة من الأصوات التي سمعها النبي. هل سمع تسبيحات إسرائيل التي جلس القدوس على العرش بينها بحسب المزمور ٢٢: ٣؟ أو سمع شيئاً من شهادات الشهداء في وسط تجاربهم وخوفهم؟ أو كانت هذه صرخات اليائسين الذين يتألمون من الظلم في العالم؟ أو الأنين الصامت لملايين النساء اللواتي ينكل بهن؟ أو تأوه الجياع ؟ أو بكاء اللاجئين؟ أو تلعثم اليتامى؟ أو الأدعية والصلوات على حائط المبكى؟ أو تنهد المهتدين إلى الإيمان الذين يعذبون؟ يسمع الله كل كلمة توجه إليه. ولا يمكن استقصاء غضبه على الظلم المتزايد للضعفاء، وشفقته على الذين بدون مساعدة، وصمته عند سماع التجديف. يخبرنا المزمور الثانِي أن الله يضحك عند تآمر الناس عليه وعلى مَسِيْحه، وجواباً منه لأسئلة الناس وخطاياهم وصلواتهم، أرسل إليهم ابنه الوديع (مزمور٢: ٧؛ متى ٣: ١٧)٠
ربما تضمنت الأصوات في عرش الله التي يخبر بها يوحنا أوامر أو نداءات أو تعليمات؛ ولكن يوحنا لا يقول كلمة واحدة عن فحواها أو هدفها أو غايتها. وهو لا يتطرّق إلى احتمال اللغات أو الألسنة العديدة٠
بِمَ ينطق صوتك أمام عرش الله؟ ما هي الأقوال التي سمعها الرب ودوَّنها؟ ماذا سيعيد منها على مسامعك يوماً ما؟ سوف نعطي حسابا عن كل كلمة خرجت من أفواهنا٠
الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ القدّوس، علمنا أن نصلّي، وأن نبتهل في انسجام مع مقاصدك، ليس فقط لأقربائنا، بل لأجل المؤمنين في الضيقات والتجارب والقتل. إملأ قلوبنا بروح الصلاة، لكي لا نصلي نحن فحسب بل يقودنا روحك الحنون لنصلي مع ما يُرضي مشيئتك الأبويّة٠
السؤال ٦: ماذا تعني الأصوات المسموعة بين البروق والرعود في عرش الله؟