Home -- Arabic -- Revelation -- 010 (The Letter of Jesus Christ to the Pastor in Ephesus)
Previous Lesson -- Next Lesson
رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً
الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠
الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠
١- رسالة يسوع المسيح إلى ملاك كنيسة أفسس (رؤيا يوحنا ٢: ١- ٧) ٠
رؤيا يوحنا ٢: ١- ٧
١ اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ, هَذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةَ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ, الْمَاشِي فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ, ٢ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ, وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ, وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً, فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. ٣ وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ, وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. ٤ لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. ٥ فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ, وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى, وَإِلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا, إِنْ لَمْ تَتُبْ. ٦ وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا, أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضاً. ٧ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللَّهِ٠
اكتب إلى ملاك كنيسة أفسس: كانت أفسس العاصمة البارزة في مقاطعة أسيا الرُّوْمَانية، و قد سمع أهلها الإنجيل منذ أكثر من ٣٠ سنة (من ٥٥ ب. م.). منع الروح بولس الرسول مرارا ًأثناء سفرته التبشيرية الثانية من دخول العاصمة (أعمال الرسل ١٦: ٦- ٨)٠
و لكنّه في سفرته التبشيرية الثالثة مكث ثلاث سنوات في مركز أسيا الصّغرى الثقافي والاقتصاديّ وبشّر هناك علانيةً (أعمال الرسل ١٩: ٨- ١٠؛ ٢٠: ٣١). بَيْدَ أَنَّ ثورة صاغة الفضّة سبّبت هيجاناً وسط أهل أفسس ضدّ الكنيسة المسيحيّة (أعمال الرسل ١٩: ٢٣- ٢٠: ١). تتميّز كلمة بولس الوداعيّة الموجّهة إلى أساقفة الكنائس في هذه العاصمة ومحيطها بأثرها الكبير في أعمال الرسل (أعمال الرسل ٢٠: ١٧- ٣٥). كتب بولس أثناء إقامته الجبريّة رسالته الأخيرة إلى أعضاء كنيسة أفسس (أفسس ٣: ١؛ ٤: ١) وسمّاهم "القدّيسين في المسيح" (أفسس ١: ١)٠
ربّما كان مساعده تيموثاوس هو المشرف على الكنائس في هذا المركز الإداري المتعدّد الثقافات بعد قطع رأس بولس سنة ٦٣ ب. م. في رومية وصلب بطرس سنة ٦٤ ب. م. أمّا يعقوب أخو يسوع فكان قد رجم بالحجارة سنة ٦٢ ب. م. في القدس. وأخيراً أسرع يوحنا الرسول المتبقي إلى أسيا الصغرى ليحمل أعباء هذا المركز الجديد لكل المسيحية، فكان له كشاهد عيان لحياة يسوع سلطان واحترام بين المؤمنين. ولكنّ الرب يسوع نقله كحجرة شطرنج من العاصمة أفسس إلى جزيرة بطمس النائية ليكتب من هناك رسائله المعزّية إلى كنائسه ويدوّن الرّؤى عن نهاية الزّمان لإنارة المسيحية في الأجيال كافّة٠
الرّب يمسك السّبعةَ الكواكب في يمينه وَيمشي في وسط السّبع المناير الذهبية سمع يوحنا أمر يسوع المسيح بكتابة رسالة رعوية إلى المسؤول عن كنيسة أفسس (المدعوّ هنا ملاكاً أو رسولا). لم يمدح الرسول الكنيسة أو ينتقدها من ذاته، بل دوّن ما أملاه يسوع المسيح حرفياً. كان الرب نفسه هو المتكلم المباشر مع المسؤول عن الكنيسة وأعضائها٠
تبدأ الرسائل السبع بطلب يسوع المسيح من يوحنا الكتابة إليهم. عرّف الرب نفسه في هذه الرسائل بألقاب وأسماء مختلفة أخذها من مقدمة هذا الكتاب ومن الرؤيا الأولى (رؤيا ٢: ١ و ٨ و ١٢ و ١٨؛ ٣: ١ و ٧ و ١٤)٠
يلي هذا التعريف عن المرسِل وصف الحالة الروحية لكل واحد من المسؤولين في الكنائس وحالة أعضائها. توجّه الرب، نتيجة لهذا التحليل، إلى خمس من هذه الكنائس بطلب فوريّ للتوبة وتغيير الذهن كيلا ينفذ تهديده لهم، أمّا الكنيستان الأخريان فكتب الرب إليهما، عوضاً عن طلب التوبة، تشجيعاً لهما على الثبات وسط المشقات.
عرض يسوع في نهاية كل رسالة وعوداً بهيّة، شريطة أن يتغلب رعاة الكنائس على تجاربهم بقوّة الرُّوْح القدُس. وهذه الوعود الاثنا عشر هي إشارات إلى إتمام الخلاص الآتي كما هو مكتوب بالتّفصيل في الأصحاحات ١٩ إلى ٢٢ من كتاب الرؤيا هذا. تبدو رسائل الرب، بهذه المبادئ، منسجمة مع الكتاب كله في تطوّر نهاية الزمن الآتي٠
الملاحظة الاولى: ان عارضة الوعود الموجهة الى كل كنيسة من الكنائس: توصلت الكنائس الاولى والثانية وعد واحد في (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢: ٧ ، ٢: ١١ )، اما الكنائس الثانية والثالثة فقد توصلوا بوعدين رؤيا يوحنا (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢: ١٧ ، ٢: ٢٦ - ٢٨ )، والكنيسة الخامسة توصلت بثلاثة وعود (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٣: ٥ )، والكنيسة السادسة توصلت بوعدين (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٣: ١٢ )، اما الكنيسة السابعة فقد توصلت بوعد واحد (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٣: ٢١ )٠
الملاحظة الثانية: (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٣: ٧ ) لها علاقة متواصلة مع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢٢: ٢ ، ٢: ١١ )، ومع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ١٠: ٦ ، ٢: ١٧ )، ومع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ١٩: ١٢ ، ٢: ٢٧ )، ومع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ١٩: ١٥ )، و(رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ١٩: ١٢ ، ٢: ٢٧ )، مع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢٢: ١٦ ، ٣: ٥ )، و(رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢٠: ١٢ )، مع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٢١: ٢٧ ، ٣: ١٢ )، ومع (رُؤْيا يوحنا اللاهوتي ٧: ١٥ )٠
عندما عرّف يسوع بنفسه في رسالته إلى راعي الكنيسة في أفسس سمّى نفسه: "هذا يقوله الممسك الكواكب السّبعة في يمينه"، فأرشد يوحنا إلى أوّل مشهد لمحه في رؤيا ابن الإنسان المجيد وديّان العالم، وأكّد لراعي الكنيسة في أفسس أنه الرب الذي لم يترك الكنيسة ولم ينسَها بالرغم من نفي يوحنا، وأنه يحفظه مع الرعاة الآخرين بيده اليمنى المباركة٠
بالإضافة إلى ذلك، يمشي الرب الحي في وسط المناير السبع الذهبية. فحضور يسوع المسيح الفعّال لا يختبره المشرفون على الكنائس وحدهم بل أعضاؤها أيضاً. وهو بصفته رئيس الكهنة يملأ المناير الذهبية بزيت الرُّوْح القدُس كي يظلوا مضيئين، وينظف فتائل ذكرهم ليصبحوا شعلة واضحة. ويهتم الرب بعدم انقطاع طاقة إضاءتهم. لا حاجة لاتكالهم على أنفسهم لأنهم ليسوا متروكين. فالرب يهتمّ بكل واحد من خدامه وأعضاء كنائسه٠
أنا عارفٌ أعمالَك وَتعبك يوضح تشخيص الرّب أنه يعرف بالضبط الأعمال الناقصة والكاملة عند راعي الكنيسة في أفسس. فيسوع هو العليم الحكيم. لا يتدخّل بجفاء عندما لا يعجبه أمرٌ ما، بل ينتظر وينظر في العمق الباطني لكل واحد. يذكر أعماله الهامة وحتى البسيطة، ويشهد بأنّ العمل في الكنيسة وبخاصة في خدمة التبشير، عند غير المسيحيين، عملٌ شاقّ. لا يدوم العمل عند البعض ثمان ساعات يومياً فحسب، بل تتطلب خدمة الممرضة أو القابلة استعداداً في كل حين. نقرأ في العهد الجديد أكثر من عشرين مرّة كلمة "عمل" عوضاً عن "خدمة روحية". لا يأتي شيءٌ من لا شيء. فينبغي لرعاة الكنائس أن يركضوا ويتكلّموا ويخدموا ويصلّوا. تدفعنا محبّة يسوع المسيح وتحثّنا على الذهاب إلى جيراننا وإلى أعضاء كنائسنا لنقدّم لهم نعم يسوع من ملئه. لم يأمرنا يسوع المسيح بالبقاء جالسين في صالات الكنيسة، بل أمَرَنا بالنّهوض والإسراع والركض والعمل وتلمذة الشعوب. يريد يسوع أن يكسر دوراننا حول أنفسنا لنتقدم إلى الذين هم خارج الكنيسة. ولقد أسّس يسوع في أفسس بالفعل حركة روحية وعمل باجتهاد٠
أنا عارفٌ صبرك و أنّك لا تقدر أن تحتمل الأشرار اختبر المؤمنون ورعاتهم في أفسس أثناء تضحيتهم كصانعي سلام مقاومة عنيفة من خدّام الأصنام ومن اليهود الذين تمسّكوا ببرّهم الذاتي بحفظ الشّريعة، فرفضوا نعمة المسيح٠
سمّى بعض أبناء يعقوب أنفسهم مسيحيّين، ولكنّهم كانوا يهوداً أكثر منهم مسيحيّين. تكلّموا بمصطلحات مسيحيّة، ولكنّهم قصدوا في النهاية برّاً من أعمال خاصّة. ظهروا بثوب نقي وكانت لهم معرفة جيّدة بالتوراة والأنبياء. كانوا في الواقع منافقين خطرين، سمّاهم يسوع "أشراراً". لا تعني التقوى دائماً الإيمان الصحيح بيسوع أو أتّباعه بأمانة. فقد تكلم الشيطان مع حواء ومع يسوع، واستخدم كلمات الكتاب المقدّس لكي يجرّبهما. أراد أن يضلّ حواء من خلال مساواتها بالله في معرفة الشر فوق الخير المعروف لديها، فكذب عليها علانية. جرّب يسوع أيضاً ليعمل الخير والعجائب بدون الصَّلِيْب، وادّعى مضللاً أنّ كل غنى وسلطان هذه الأرض هما له٠
قد جرّبت القائلين إنَّهُم رسل وليسوا رسلاً فوجدتهم كاذبين يظلّ من واجب راعي الكنيسة أن يفحص جميع المتكلّمين والضّيوف والمبشّرين بالإنجيل والأنبياء والذين يريدون أن يخدموا في كنيسته. علمنا يوحنا في رسائله أسلوباً معيّناً لمعرفة مَن هو الرّوح ضدّ المسيح: فكلّ من ينكر أنّ يسوع هو ابن الله لا يعرف الآب أيضاً (١ يوحنا ٢: ٢٣- ٢٥؛ ٤: ١- ٥). وكان يسوع قد أوضح في السابق: "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (متى ٧: ١٥- ٢٣)٠
من يأتي بدين محترم منكراً الآب و الابن والرُّوْح القدُس الإله الواحد فهو لا يعرف الله بجوهره، بل يضلّ أتباعه ويربطهم بعيداً عن محبّة الله وخلاصه. فلا يحلّ الرُّوْح القدُس في قلبه بالرغم من تقواه الظاهرة، بل يظهر في حياته الرياء والتعصب، لأنه يؤمن بتقواه المبنيّة على أعماله الخاصّة، فلا يعرف أنه خاطئ هالك، ولا يعترف بخطاياه، بل يرفض صليب المسيح؛ فلا غفران عنده، ولا راحة للنفس، ولا يقين في الحياة الأبدية، بالرغم من كلّ تقواه و تديّنه المخلص٠
يأتينا المذهب الإنساني Humanism بلطف وحنان ليعلمنا أنّ الإنسان صالح ولا يحتاج إلى التوبة والمغفرة والولادة الثانية. وقد انبثق الكثير من النظريات العلميّة الملحدة من هذا التضليل المغري، كالزواج من شركاء من الجنس الواحد (المثلية الجنسية)، وهو ما يعتبر غالباً عند أتباع هذا المذهب "أمراً طبيعياً" بالرّغم من كونه انحرافاً جنسياً وأخلاقيّاً شائناً٠
يجب على رعاة الكنائس المنتعشة أن يميطوا اللثام عن هذه النظريات العالمية وأن يسمّوا هذه الأكاذيب بمسمّياتها. فلا يجوز لنا أن نتساهل مع هذه المبادئ المتعدّدة الثقافات ولا أن نغوص في مستنقع الحضارة المتعدّدة الأطراف٠
قال بولس إنّ ضلالات قويّة سوف تدخل الكنائس؛ وينتظر المسيحيون بالاسم غير التائبين تطوّرات مثيرة خلابة وأفكاراً جذابة تحجب عنهم استياء الصَّلِيْب. ليست عبادة الشيطان المكشوفة هي وحدها التي تبعد الإنسان عن الله وتضلله، بل كل فكر غير مرتكز على الصَّلِيْب، كعبادة مريم العذراء Mariolatry أو السّجود لها في بعض الكنائس، ومناصرة السّامية Philosemitismus , والمساواة بين الجنسين Feminismus ، وقوانين الإجهاض، والحساسية الوطنيّة الزائدة. تشبه هذه الحركات كلّها ألف صنّارة يحاول الشّرير بواسطتها أن يجذب إليه المؤمنين الضعفاء أو غير المؤمنين. مَن لا يثبت "في المسيح" وحده ويصلّي قائلاً:
فلينظر كيف يمكنه أن يتهرّب من سلطة الشّرير. إبليس أقدم منّا, وهو يعرف نقاط ضعفنا تماماً. ليس يسوع منقذ الخطاة الهالكين البعيدين فحسب بل هو أيضا مخلص المؤمنين الثابتين من حيل الشرير وسلطته٠
قال يسوع إنَّه الصّراط المستقيم والشّريعة الواقفة وينبوع الحياة الأبدية. "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا ١٤: ٦). من لا يقبل شهادة يسوع عن نفسه ينفصل عن ابن الله المصلوب وخلاصه التام لكل إنسان. لا تكفي الكلمات الرنانة. إنّ الإيمان بوحدة الثالُوْث الأقدس هو حياتنا وحفظنا. وما أصوات مذاهب التلفيق إلاّ إغراء شيطانيّ سرعان ما ينقلب إلى تعصّب أعمى واضطهاد على الذين لا يفكّرون تفكيرهم نفسه. فيجب على رعاة الكنائس أن يظلوا صاحين روحياً وأن يطلبوا بتواضع موهبة تمييز الأرواح٠
ربّما كانت للمضللين في أفسس مواهب روحية خاصّة يبرزونها ويدّعون بمعجزاتهم المؤثرة أنهم رسل المسيح الرسميون، ولكن لم يكن أحدهم شاهد عيان لسيرة المخلص الحنون وموته. لم يكن المصلوب المقام من الأموات مركز تعاليمهم. فانفصلوا بذلك عن ينبوع الرُّوْح القدُس، لأنه لا روح بدون ذبيحة الكفارة على الصَّلِيْب التي هي نبع البركة الإلهية٠
قد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمي ولم تكلّ: إنّ الشّهادة بمثل هذه الكلمات نادرة سواء في الحياة الدّنيا أو في الكنيسة. لم يهرب راعي الكنيسة في الشّدائد، بل برهن على ثباته وصموده واحتماله المشقّات والاتهامات والمعاداة ومحاولة الانشقاق بصبر مثالي. جاهد جهاد الإيمان الحسن واجتاز مراحل النضج وطهر بواسطة الآلام (رومية ١٥: ٤). لم يكتفِ بالإيمان بالله عامّة، بل دافع عن اسم يسوع علانية. وجّه الكنيسة بأحاديث فرديّة، وفي اجتماعات البيوت، وفي الوعظ الرّسمي عن الآب والابن والرُّوْح القدُس، ومارس الصّلاة. لم يكلّ بالّرغم من النّكسات ومن المرائين الذين لا يحبّون النّصح، بل طارد الأرواح المظلمة الآتية في لباس عصري، لأنها فارغة من مضمون الإنجيل ومن القوّة الرّوحية٠
أرشد الراعي كنيسته بحكمة للاشتراك في الخدمات العملية، وشجّعها مراراً على أعمال المحبة في سبيل يسوع المسيح. وهكذا أصبحت الكنيسة الرئيسية في أسيا الصغرى مزدهرة وصارت قدوة حسنة لكثيرين. ولعلّ بعض شيوخ الكنيسة لم يجدوا الوقت الكافي للصّلاة والتأمّل بسبب عملهم المرهق ونشاطاتهم المتراكمة، فبذلوا ما في وسعهم للخدمة، ولكنهم لم يرفّهوا أنفسهم في حضرة يسوع فظلوا مشغولين فوق طاقتهم٠
الصَّلاة: نشكرك أيُّها الرّاعي الصالح، لأنّ الرّاعي في كنيسة أفسس، والرّعاة في الكنائس الأخرى خدموك باستمرار، وتعبوا بصبر، وميّزوا الأرواح النّجسة في البدع الداخلة في كنائسهم. هيّأ الرّعاة والأساقفة، وأعضاء الكنائس ليخدموك أيضاً باستمرار. واقلع عنا الكسل والبخل، لتظهر محبّتك فينا جلياً٠
السؤال : ١٠. ما هي الامتيازات في راعي الكنيسة في أفسس؟