Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Revelation -- 008 (The Son of Man Presents Himself)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠

الجزء ٢.١ الرؤيا الاولى ونتائجها على الارض: ظهور ابن الانسان لتقديس كنائسه (الرؤيا ٩:١ – ٢٢:٣)٠

٣ - ابن الإنسان يتعمق في التعريف بنفسه (رؤيا يوحنا ١: ١٧- ١٨)٠


رؤيا يوحنا ١: ١٧- ١٨
١٧ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ, فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي, لاَ تَخَفْ, أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ, ١٨ وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ٠

فلمّا رأيته سقطتُ عند رجليه كميت: اخترق نور مجد يسوع يوحنا الشّيخ، فسقط أرضاً كميت. يسكن الله في نور ولا يقدر أحد أن يأتي إليه (١ تيموثاوس ٦: ١٦)، فظهوره يرعب، ونوره يخترق العيون ويكشف القلب، وعند ظهوره يتلاشى كلّ أمان دنيوي. لقد بهر مجد يسوع الرب يوحنا وغلبه. وحيثما يظهر مجد الرب للإنسان يحدث أمر شبيه بما اختبره يوحنا. لقد اختبر موسى وإِشَعْيَاء وحزقيال ودانيال ورعاة بيت لحم وبطرس وبولس كلهم إدانة أنفسهم وإماتة كبريائهم. لم تبقَ فضيلة من كرامتهم الذاتية. لم يلتقِ بعضُ (أنبياء) الأديان الأخرى الله القدوس شخصياً. ولهذا السبب بقوا في أنانيتهم غير المنكسرة. لم يعرفوا مجد الرب بالحقيقة ولا فسادهم الذاتي الذي لا أساس له. لم يقفوا قط في نور القدوس ودينونته. إنَّهم يتخيَّلون أنهم صالحون وقادرون على إنشاء بِرِّهِم الذاتي بأعمالهم الحسنة. يا لهم من مساكين! فهم لا يعرفون الحقيقة٠

وَضع يدَه اليمنى عليّ: انحنى يسوع الدّيان إلى رسوله الساقط على الأرض، ووضع يده اليمنى عليه. هكذا كان يسوع يتصرّف أثناء حياته على الأرض عندما كان يشفي المرضى ويقيم الموتى. وهكذا بارك تلاميذه قبيل صعوده إلى السماء. عندما يضع يسوع يده على إنسان يحدث شفاء وتقديس وإقامة من الموت في الذنوب وجريان قوة سماوية وتفويض بخدمة جديدة. عندما وضع يسوع يمناه على يوحنا تلقى الأخير قوّة إلهية مِن ملئه لخدمات جديدة رغم تجاوزه الثمانين من العمر (دانيال ١٠: ١٠؛ ٨: ١٨؛ متى ٧: ٧ وغيرها)٠

قال: "لا تخَفْ": عندما خاطب يسوع يوحنا شخصياً جعله شريكه المخاطب، ومنحه مهمة وإرشاداً وقيادة. لم تُمِتْ كلماتُ ابن الإنسان الرسولَ بل بالأحرى جهّزته ليعزّي الكنائس٠

صعق يوحنا عندما برق نور الرب وأدانه، فخاف خوفاً عظيماً. يكشف النور الإلهي كل إثم وكل فشل. تعني قدرته للخاطئ الإبادة وجهنم. أما ليوحنا فقد قدَّم صوت الله رحمة ومحبة ونجاة وإحياء وقوّة وحماية وحفظاً وهدىً في النور٠

منع المسيح يوحنا من الخوف. كان ينبغي ليوحنا أن يتذكّر الكلمات التي كتبها بيده: "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ" (١ يوحنا ٤: ١٨- ١٩). صار خوف يوحنا من الدَّيْنُوْنَة باطلاً وبلا معنى، لأنّ يسوع حمل خطيئته وخطايا العالم. أعلن يسوع أنَّ "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ, وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ", وقال أيضاً: "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ, وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ, بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" (يوحنا ٣: ١٧- ١٨؛ ٥: ٢٤).

أنا هو الأوّل و الآخر والحيّ: تعمّق يسوع في تعريفه السّابق بنفسه في ثلاثة من أسماء الله ال٣٤٧ المكتوبة في الكتاب المقدّس. وأكّد ابن الإنسان لنبيّه، باستخدامه صفات الله لنفسه، أنّه ليس إنساناً حقّاً فحسب، بل هو إلهٌ حقّ أيضاً. "لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ" (فِيْلِبِّيْ ٢: ٦) لأنَّه كان ويكون "إلهاً من إلهٍ، نوراً من نور، إلهاً حقّاً مِن إلهٍ حقّ" كما نعترف في قانون الإيمان النيقاوي. "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" (كولوسي ٢: ٩)٠

خلق الله العالم بواسطة كلمته، وفدى العالم بكلمته يسوع، وسيدين العالم بكلمته أيضاً. كان يسوع مع أبيه الأوّل في الوجود وسيكون آخر من يخضع له (١ كُورنْثوْس ١٥: ٢٦- ٢٨)٠

المسيح هو المنتصر. ما من حد يدخل ساحة التاريخ ويظفر من بعده. لقد غلب بتواضعه ووداعته وقداسته ومحبّته جميع القوى المعادية لله. أنكر ذاته كلياً، وهزم الموت بقيامته، وسيقضي عليه قضاءً مبرماً في النهاية٠

يحقّ للمسيح أن يستخدم أسماء الله الحسنى لأنه يحمل الحياة في ذاته (يوحنا ٥: ٢٥- ٢٩) كما أنّ الله هو الحياة في ذاته. يسوع هو الرّب الكائن الأبدي الذي لن يتغيّر. أقرّت الكنيسة هذا السّر منذ البداية: "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين ١٣: ٨). يسوع الحيّ هو القوّة الأصلية التي تستطيع أن تُبْطِلَ الموت٠

كنتُ ميتاً: أعلن يسوع ذاته، ليس بأسماء الرّب الحسنى وحدها، بل قدّم نفسه أيضاً بخصائصه الذاتية التي لا تخصّ الله ولا الرُّوْح القدُس. فيسوع مات! هذه العبارة غير معقولة. فكيف يموت الحيّ الأبديّ؟ لا يمكن ولا يجوز لينبوع الحياة أن يموت٠

شهد يسوع، بهذه العبارة، بحقيقة تجسّده وبالغاية من ناسوته. ولد ليموت! لبس جسداً طبيعياً زمنياً لكي يقدّم نفسه ذبيحة كفارية لأجل الجميع. إنّ موته هو أرحم حدث في تاريخ العالم. لأجل محبته لأعدائه، احتمل الحيّ الأبديّ آلام الموت، وشرب كأس غضب الله حتى الثمالة. مَن يدرك قليلا من هذه المحبة يسجد لحَمَل اللهِ شكوراً٠

مات يسوع حقاً، ولم يُشبَّه كخيال مصلوب ميت. فَصَلبهُ حقيقة تاريخيّة لا تُنْكَر. كان يوحنا واقفاً بنفسه عند الصَّلِيْب، ورأى بأمّ عينه كيف مات المتوَّج بإكليل الشّوك، وسمع نداءه الأخير: "قد أكمِل" (يوحنا ١٩: ٣٠) وسجّله٠

ما الذي أكمِل؟ حمل يسوع آلام القصاص نيابةً عنا، ومات لأجل ذنوبنا ذبيحة إثم مَرْضيّة أمام الله، وأطفأ بموته النيابي غضب الله نهائياً، وصالح العالم الفاسد بالقدّوس، وأتمّ انتصاره على تجارب الشيطان. وبالإيمان تنبأ يسوع بانتصاره على الموت وبقيامته قبل الحدث بوضوح (متى ١٦: ٢١؛ ١٧: ٢٣؛ ٢٠: ٢٩؛ ٢٧؛ ٣٦)٠

وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين: طلب يسوع من يوحنا أن يمعن النظر به واعياً، كي يدرك أنه هو المصلوب حيٌّ. كان حريّاً به أن يتيقّن في بداية الاضطهادات أنّ يسوع قد أبطل بموته سلطة الموت، وأظهر الحياة الأبدية والخلود (٢ تيموثاوس ١: ١٠). كان يسوع الإنسان الأول الذي قام بقوّته الذاتية منتصراً من القبر، فأباد بذلك أيضاً ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس (عبرانيين ٢: ١٤)٠

منذ ذلك الحين بدأت تتكاثر حياة يسوع المسيح و تثمر في أتباعه المصالَحين دون انقطاع. يسوع حيّ عند الله كشخص مستقلّ ممتلئ شفاعة ورحمة. و هو في الوقت نفسه حاضر في كنيسته. هو رأسها وهي جسده (رومية ١٢: ٥؛ ١ كُورنْثوْس ١٢: ٢٧؛ أفسس ٤: ٢٥). ليست حياته خاضعة للزمان والمكان في ما بعد. هو حيّ وموجود إلى كلّ الدّهور. من يتبعه يحيا فيه إلى الأبد. كان على يوحنا أن يدرك: "أنّ ربّ المجد الذي وضع يده عليّ هو ابن الإنسان نفسه الذي سمح لي في السابق أن أرتاح على صدره". إنما هو حيّ. نخطئ كثيراً لجهة عدم إيمان إذا سمحنا للتشاؤم والخوف والهمّ أن تتغلغل في صدورنا. وبما أنّ يسوع حيّ تستحق المسيحية أن تكون متفائلة وفعّالة ومطمئنّة. فحياته قوّتنا ورجاؤنا٠

لي مفاتيح الهاوية والموت: سلم يسوعُ بطرسَ و بقيّةَ الرّسل مفاتيحَ ملكوت السماوات (متى ١٦: ١٩؛ ١٨: ١٨؛ يوحنا ٢٠: ٢٢- ٢٣). من يؤمن بواسطة شهادتهم أنّ يسوع ابن الله يحيا إلى الأبد. لكنَّ يسوع لم يقدر أن يسلمهم مفاتيح الموت والهاوية، لأنّ هذا يخصّ منطقة نفوذه. أراد الشّيطان أن يربط المذنبين به، وتمنّى أن يكون رجوعهم إليه. ولكنّ يسوع فتح سجن الموت، وحرّر المؤمنين به. حياته تحيي الأموات في الخطايا. سلطة مفاتيحه رمز لسلطانه غير المحدود. لقد تبيّن أمام حياته المتغلّبة على الموت أنّ القياصرة والرؤساء والطغاة كلّهم فاشلون، وأنّ وقتهم ليس بطويل. وأنّ كلّ فلسفة أو حزب أو مذهب لا يعطي جواباً مقنعاً عن الموت هو باطل٠

الصَّلاة: أيُّها الرَّبّ يسوع، الديّان الأزلي، نحمدك لأنّك أقمت يوحنَّا الرسول مِن الفزع وشبه موته، بعدما رآك في سلطان مجدك. ومنعته مطلقاً مِن الخوف، لأنّك أنت الأوّل والآخر. كنت ميّتاً وأنت حيّ، وتحيينا إلى حياتك الأبدية. نعظّمك ونتهلل بمحبّتك السرمدية٠

السؤال : ٨. ما هو السرّ المدهش في حياة المسيح؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on September 05, 2012, at 12:07 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)