Home -- Arabic -- Colossians -- 014 (The prayer of thanksgiving)
Previous Lesson -- Next Lesson
كولوسي – المسيح الذي فيك، هو رجاء المجد
دراسات في رسالة بولس الى اهل كولوسي
الجزء الأول أركان الإيمان المسيحي (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١- ٢٩)٠
٢- صلاة الشكر مِن بولس لأجل الكنيسة في كُوْلُوْسِّيْ (كُوْلُوْسِّيْ ١: ٣- ٨)٠
الرجاء الحيّ
كان رجاء أهل كُوْلُوْسِّيْ الذي طبع حياتهم وأفكارهم أحد أسباب المحبَّة العاملة والإيمان الثابت فيهم. شكر بولس الله أبا ربّنا يسوع المسيح لأجل الرجاء الفريد في الكنائس الذي كان دافعاً لها في حياتها الرّوحية كمحرّك مستتر. ينمو اليأس في عالمنا مع انتشار الأمراض الخبيثة وتكاثر النسل والتَّلوُّث البيئي والأسلحة النوّوية والحروب الفتّاكة. أمَّا الموت كخطّ الله في الكون فأمرٌ منسيٌّ٠
ولكنَّ المسيح قد قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وهو حيّ لم يتفتت في القبر كباقي مؤسسي الأديان الأخرى. فقيامته تبرهن قداسته، وتوضح انتصاره على الموت والشيطان، وتؤكّد لنا أنّ الله قد قَبِلَ كفّارته عن جميع الخطاة. فالمسيح هو الرجاء الوحيد لعالمنا. وتشرق قوَّة حياته في المجد كما رآها بولس في طريقه إلى دمشق٠
كتابة بولس إلى أهل رومية
"إِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً, وَرَثَةُ اللَّهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا... بل نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللَّهَ, الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ, لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" (رومية ٨: ١٧ و١٨ و٢٨و٢٩)٠
شهد بولس الرسول أنّ جسد المسيح بعد قيامته مِن الأموات كان واضحاً وملموساً. وأكّد لنا أنّ هذا الجسد هو مثالٌ ورمزٌ لقيامتنا أيضاً، لأنّ الرَّبّ وعدنا أن نصير شبيهين بابنه ونعكس صورة مجده. وسيحلّ في أتباعه تواضعه وقداسته وقوّته ومجده ليتمّ القول بالآية:" أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا, وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا" (يوحنا ١١: ٢٥- ٢٦). وكتب الرسول بولس إلى أهل الكنيسة في كُوْرِنْثُوْس:" هَكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ, يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ" (كُوْرِنْثُوْس الأولى ١٥: ٤٢- ٤٤) هذه الأسرار هي:
محفوظة في السماوات
ونقرأ في الرِّسَالَة إلى رومية خلاصة خطَّة الله للخلاص." إنّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ, وَأَمَّا هِبَةُ اللَّهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رومية ٦: ٢٣)٠
تعلّمنا هذه الآية أنّ الحياة الأبدية لا تأتينا إلاَّ مِن المسيح، وهو يبقى فينا إن نحن ثبتنا فيه. هو بنفسه الحياة الأبدية كما أن أباه هو مصدر الحياة. (يوحنا ٥: ٢٦) وشهد يسوع مراراً " أَنَا هُوَ الْحَيَاةُ " (يوحنا ١١: ٢٥؛ ١٤: ٦). ولذلك كتب بولس إلى أهل فيلبي: المسيح هو حياتي (فيلبي ١: ٢١)٠
كلّ مَن يؤمن بالمسيح ينال لأجل إيمانه به الحياة الأبدية في هذه الدنيا. وهذه الحياة المستترة هي قوَّة حياة الله تحلّ وتعمل في أتباع يسوع. وسمّى بولس هبة الله هذه عربوناً لميراثنا في المستقبل لإكمال فدائنا. عندما اشترك المسيحيون في الحياة الإلهية بواسطة إيمانهم بفاديهم الحيّ، لم تحلّ فيهم حياة الله الكاملة إنَّما العربون حلّ فيهم. أمَّا غنى مجده فيتحقّق فينا عند المجيء الثاني للمسيح. مِن هبته لا يزال محفوظاً لنا في السماء. إنَّما قد حصلنا على العربون منها٠
الرجاء الذي سمعتم به
سمعت الكنيسة في كُوْلُوْسِّيْ مِن الشيخ أبفراس، ومِن شهود المسيح الآخرين مراراً، كيف وهب يسوع المسيح حياته الأبدية للعالم. وربّما سمعوا الإنجيل الأصغر: "هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ, لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا ٣: ١٦). تؤكِّد لنا هذه العبارة الأساسيَّة في العهد الجديد أنَّنا لا ننال الحياة الأبدية بعد الموت فقط، بل بالعكس ننال هذا الامتياز اليوم بواسطة ارتباطنا الإيماني بالمسيح يسوع٠
وأكّد الرَّبّ لتلاميذه، أنّ أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة. (لوقا ١٠: ٢٠؛ فيلبي ٤: ٣). ودعا يسوع نفسه بالرَّاعي الصالح وأتباعه بخرافه التي يعرفها ويمنحها الحياة الأبدية حتى لا تهلك. (يوحنا ١٠: ٢٨)٠
لقد وهب لهم كلمات الحياة المحيية الممتلئة بالقوى السماوية (يوحنا ٦: ٦٣ و٦٨؛ فيلبي ٢: ١٦) وكلَّم يسوع في صلاته الشفاعية أباه قائلاً: "هَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ, أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يوحنا ١٧: ٣). فكلّ مَن يعرف أنّ الإله الفريد العظيم هو أبونا المحبّ القدّوس، وكلّ مَن يفهم الإنسان يسوع، ويشكره لأجل كفّارته التي تبرّرنا إلى الأبد، ينال مِن الآب وحَمَل اللهِ هبة الرّوح القدس الَّذي قال بولس عنه:" وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ" (رومية ٨: ١٠) فلأن المسيح مات لأجلنا ننال الحياة الأبدية مجاناً بنعمته. وينبغي ألاَّ ننسى أنّ حياة المسيح سرمدية، ولا يستطيع إبليس والموت أن يهلكها. فمَن يشكر يسوع فعلاً لحياته الأبدية التي وهبها لنا؟
الصَّلاة: أيُّها الآب السماوي، نسجد لك لأنّك منحتَنا الحياة الأبدية بواسطة يسوع المسيح ابنك. فمَن نحن حتَّى أدخلتنا نحن الأموات في حياتك الأزلية ومنحتَنا مجدك كعربون الرُّوح القدس. ساعدنا على أن نحبّك كما تحبّنا أنت. آمين٠
السؤال ١٤- ما هو الرجاء اليقين في المسيحية؟