Home -- Arabic -- Colossians -- 001 (Introduction)
كولوسي – المسيح الذي فيك، هو رجاء المجد
دراسات في رسالة بولس الى اهل كولوسي
التمهيد
تتضمّن رسالة بولس الرسول إِلَى الكَنِيْسَةِ في مدينة كُوْلُوْسِّيْ الواقعة على نهر ليكوس الخصائص التَّالية التي تُبرِز قيمة هذه الرِّسَالَة الفريدة٠
لم يؤسس بولس هذه الكنيسة الصغيرة في الأناضول بنفسه ولم يزرها قَطّ، وما استطاع أن يزورها أثناء نقله مِن سجنه الاستجوابي في قيصرية إلى السجن الاستجوابي في روما. إنَّما سمع عن حالة المسيحيين في هذه المدينة على لسان أحد شيوخها واسمه أبفراس (كُوْلُوْسِّيْ ١: ٧ و٨؛ ٤: ١٢، فيلمون ٢٣) الذي زار بولس في روما وشاركه بمشاكل الكنيسة، وصلَّى معه لأجل إصلاحها وتثبيتها في المسيح. لذلك تتضمّن هذه الرِّسَالَة عظة بولس إلى أهل كنيسة غريبة وغير معروفة لديه في وسط حضارة تعدّد الأديان والمذاهب مع تجاربها٠
وتتضمَّن رسالة بولس هذه أيضاً عظة خاصّة لأهل الكنائس في عصرنا، لأنّ رسول الأمم يخطط لهم مبادئ إيمانهم وطُرق سلوكهم وسط التجارب والاضطهاد مِن أديان وأحزاب أخرى٠
وهذه الرِّسالة هي في الوقت نفسه شهادة بولس في شيخوخته، لأنه مرّ في حياته بلقاءات كثيرة وهجمات متعدّدة وآلام أليمة، فاختبر في سكون سجون استجوابه عظمة المسيح الفائقة، الذي ظهر له في طريقه إلى دمشق في بهائه المشرق٠
لذلك تتضمّن هذه الرِّسَالَة اختبارات الرسول من إعلانات الرَّبّ له خلال ثلاثين عاماً مِن خدمته له، وتُقدِّم لنا خلاصة معرفته وتعاليمه. لقد عرف مِن خلال هذه الاختبارات ما يحتاجه المبتدئون في الإيمان في كُوْلُوْسِّيْ كي ينموا في إيمانهم، ويتقووا في محبتهم، وينالوا القوَّة في حياتهم الجديدة حتَّى ينضجوا ويأتوا بثمر كثير٠
كانت مشكلة أهل كنيسة كُوْلُوْسِّيْ أنّهم عاشوا في محيط مبني على أفكار الفلاسفة وتصوّراتهم. وقد زارهم مسيحيون مِن أصل يهودي اعتبروا عبادة الملائكة أمراً مهمّاً للحصول على الخلاص، واقترحوا الامتناع عن بعض الأطعمة. وفوق ذلك أكَّد أهل البدع على المؤمنين ضرورة الاختتان وحفظ أعياد يهودية مع حفظ يوم السبت٠
بَيْدَ أَنَّ هذه المطالب أفسدت تبرير الخاطئ بواسطة النعمة وحدها، وقلَّلَت مِن مجد أُلوهيَّة المسيح المخلّص الوحيد، ممَّا سبَّب عاصفة في قلب الرسول المسجون٠
كُتبت رسالة بولس هذه بمشاركة تيموثاوس وبواسطة تيخكس معينه وأخيه في المسيح الذي مِن مدينة أَفَسُس، وهو الَّذي قدم على بولس وهو في السِّجن في روما سنة ٥٦إلى ٦٢ فأملى بولس وتيموثاوس عليه هذه الرِّسَالَة وكلَّفاه وأنسيمس العبد الفار أن يسلّماها إلى أهل الكنيسة في كُوْلُوْسِّيْ.(أَعْمَال الرُّسُلِ ٢٠: ٤؛ أَفَسُس ٦: ٢١؛ كُوْلُوْسِّيْ ٤: ٧؛ تيموثاوس ٤: ١٢؛ تيطس ٣: ١٢)٠
السؤال ١: ما هي مزايا رسالة بولس الرسول إلى أهل كُوْلُوْسِّيْ؟