Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 010 (A short digression: Jewish Christian hopes regarding the Coming of the Messiah)

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول يولس الى اهل افسس

الجزء ١ - صلوات الرَّسول في مستهل رسالته لأجل الكنائس في أفسس وما حولها (أفسس ١: ٣- ٢٣)٠

أ - صلوات الرَّسول في مستهل رسالته لأجل الكنائس في أفسس وما حولها (أفسس ١: ٣- ١٥)٠

استطرادٌ قصيرٌ: آمال اليهود المَسِيْحِيّين بخصوص مجيء المسيَّا


وصف بُوْلُس الرَّسُوْل اشتياق اليهود الدّهري لمجيء المسيا الموعود بإحدى سماتهم البارزة. علم اليهود المَسِيْحِيّون في أفسس بهذه الإعلانات واستطاعوا أن يتكلموا ويتحدثوا عنها في اجتماعاتهم المنزلية. وأسفرت الوعود الكثيرة مِن أسفار العهد القديم التسعة والثلاثين عن الكثير مِن الـتأكيد على آمالهم٠

وعود بخصوص ملكوت المسيا على أرضنا

تتضمن الإعلانات في العهد القديم بخصوص مجيء المسيا كملك وحاكم قبل كل شيءٍ وجهاً دنيوياً وروحياً. "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً, وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ, وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً, مُشِيراً, إِلَهاً قَدِيراً, أَباً أَبَدِيّاً, رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ, وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ, لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ, مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا" (إشعياء ٩: ٦- ٧؛ انظر أيضاً: ٢ صموئيل ٧: ١٢- ١٤؛ مزامير ٢: ٧- ٩؛ ٩٧: ١؛ إشعياء ١١: ١- ٥؛ ٣٣: ١٧؛ ٦٠: ١- ٣؛ إرميا ٣٣: ١٥- ١٧؛ دانيال ٧: ١٣- ١٤؛ ميخا ٥: ٢؛ زكريا ٢: ١١- ١٢؛ ٦: ١٢- ١٣؛ ١٤: ٩). بحسب هذه النبوات يمكن توقع أن يكون المسيا ملكاً سياسيّاً ودينياً عَلَى حَدٍّ سَوَاء سيُقيم مملكة داود على هذه الأرض٠

وبحسب هذه الوعود ستكون إحدى علامات المسيا البارزة هي الحقيقة أنَّه في المستقبل سيقود أبناء يعقوب المشتتين والمبعثرين والمبيعين في سوق النخاسة ويُعيدهم إلى وطنهم. ويعتقد اليهود الأرثوذكس اليوم أنَّ قسماً مِن يهود الشتات قد عادوا إلى أرض الميعاد تمهيداً لمجيء المسيا. إنَّ ربَّهم وملكهم سيقود بنفسه الباقين للعودة إلى الوطن. لكنَّ النبي إشعياء سمع كيف كلَّم الرَّب شخصياً المسيا: "قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (إشعياء ٤٩: ٦). هذه الآية غير رائجة بين بعض اليهود الأرثوذكس اليوم لأنَّها لا تحصر عمل خلاص المسيا بإسرائيل فقط، بل تقدِّمه إلى جميع الشُّعوب (إشعياء ١١: ١١- ١٦؛ ٣٥: ٨- ١٠؛ ٤٣: ٥- ٧؛ ٤٩: ٩- ١٢؛ ٦٠: ٣- ٩؛ إرميا ٣٠: ١٠، ١٦؛ ٣١: ٨- ١٤؛ حزقيال ٣٧: ٢١- ٢٧؛ زكريا ٨: ٧- ٨)٠

بحسب نبوات العهد القديم سيحكم المسيا في أورشليم ويجعل هذه المدينة مركز الأرض: "اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ, اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ, وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ... وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ, وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ, وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ" (زكريا ٩: ٩- ١٢، هنا الآية ٩- ١٠؛ انظر أيضاً ٤: ٢- ٦؛ ١١: ١- ٥، ٩؛ ٣٣: ٢٠- ٢٢؛ ٦٢: ٦- ٧؛ إرميا ٣: ١٦- ١٧؛ ٣١: ١- ٧، ٢٣؛ حزقيال ٤٠: ١- ٤٣؛ زكريا ١٢: ٨)٠

إنَّ توقُّع حكم المسيا الملوكي سيكون على صلة وثيقة بالتجديد الروحي لشعب إسرائيل. ومع ذلك ستعيش "بقيَّة مقدَّسة" صغيرة فقط في ملكوت المسيا. يُقسِّي معظم الإسرائيليين قلوبهم مراراً وتكراراً ونتيجةً لذلك سيبيدون بأحكام دينونة الله، أمَّا الباقون فيتحقَّق فيهم ما يلي: "وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ, فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ, الَّذِي طَعَنُوهُ, وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ, وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ" (زكريا ١٢: ٩- ١٤؛ هنا الآية ١٠؛ انظر أيضاً إشعياء ٦: ٩- ١٣؛ ١٠: ٢٠- ٢١؛ ٤٤: ٣؛ إرميا ٣١: ٣١- ٣٤؛ ٣٣: ١٤- ١٧؛ حزقيال ٣٦: ٢٦- ٣٢؛ ٣٧: ١- ٢٨؛ ٣٩: ٢٩؛ يوئيل ٣: ١- ٥؛ عاموس ٩: ١١؛ زكريا ٤: ٦). إنَّ الحقيقة أنَّ "جميع الذين طعنوه" سينظرون إلى المسيا قد دوَّنها البطريرك يُوْحَنَّا وهي تُكسِب إعلان المسيح أهميةً خاصَّةً (رؤيا ١: ٧)٠

في ملكوت المسيا، ستكون للبقية المحفوظة وظيفة كهنوتية بين أمم الأرض: "فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً" (خروج ١٩: ٥- ٦؛ انظر أيضاً تثنية ٧: ٦؛ إشعياء ٤: ٣؛ ٦: ١- ١٣؛ ٦١: ٦- ٧؛ زكريا ٨: ١٣). نُدرك الإتمام الجزئي لهذا الوعد في رُسُل يسوع المسيح الذين كانوا ملوكاً وكهنةً بمعنى هذه الكلمات٠

بمجيء المسيا تبدأ حقبة جديدة للإرسالية العالمية: "وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتاً فِي رَأْسِ الْجِبَالِ, وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ, وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ. وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ, هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَإِلَى بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ, فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ. لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ" (ميخا ٤: ١- ٢؛ انظر أيضاً إشعياء ١١: ١٠؛ ٤٢: ٦- ٧؛ ٤٩: ٦، ٢٣؛ ٥٥: ٥؛ ٦٠: ٣؛ ٦٦: ١٩؛ إرميا ١٦: ١٩- ٢١؛ زكريا ٢: ١١؛ ٨: ٢٠- ٢٣؛ ١٤: ١٦- ١٩). لكنَّ بعض اليهود يفهمون عمل كلمة الله العالمي بأنَّه امتدادٌ لشريعة موسى بوصاياها ومحرّماتها الستمائة وثلاثة عشر٠

إنَّ حكم سلام المسيا سيُنهي الحروب السِّياسيَّة بين الأمم: "فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ, فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ" (إشعياء ٢: ٤؛ ٩: ٤- ٥؛ ١١: ١٣)٠

التطورات الكونيَّة والتَّغيرات المناخيَّة في الأرض المقدَّسة تساعد الأرض على أن تصير أكثر خصباً: "أَفْتَحُ عَلَى الْهِضَابِ أَنْهَاراً, وَفِي وَسَطِ الْبِقَاعِ يَنَابِيعَ. أَجْعَلُ الْقَفْرَ أَجَمَةَ مَاءٍ, وَالأَرْضَ الْيَابِسَةَ مَفَاجِرَ مِيَاهٍ. أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ الأَرْزَ وَالسَّنْطَ وَالآسَ وَشَجَرَةَ الزَّيْتِ. أَضَعُ فِي الْبَادِيَةِ السَّرْوَ وَالسِّنْدِيَانَ وَالشَّرْبِينَ مَعاً. لِيَنْظُرُوا وَيَعْرِفُوا وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَأَمَّلُوا مَعاً أَنَّ يَدَ الرَّبِّ فَعَلَتْ هَذَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ أَبْدَعَهُ" (إشعياء ٤١: ١٨- ٢٠؛ انظر أيضاً ٤: ٢، ٣٠: ٢٥؛ ٣٢: ١٥؛ ٣٥: ١- ٢، ٦- ٧؛ حزقيال ٤٧: ٧- ١٢؛ هوشع ٢: ٢٢- ٢٣؛ عاموس ٩: ١٣؛ زكريا ٨: ١٢). لكنَّ بعض القاطنين في المزارع الجماعيَّة اليهوديَّة (الكيبوتز) لا "يرون، أو يدركون، أو يلاحظون، أو يفهمون" يد الرَّب، بل يزعمون أنَّ الإتمام الجزئي لهذا الوعد هو نتيجة اجتهادهم وتقدمتهم لوقتهم وطاقتهم٠

في زمن المسيا سيكون سكان أرضه أصحَّاء ويتمتَّعون بعمرٍ مديد: "لاَ يَكُونُ بَعْدُ هُنَاكَ طِفْلُ أَيَّامٍ وَلاَ شَيْخٌ لَمْ يُكْمِلْ أَيَّامَهُ. لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ, وَالْخَاطِئَ يُلْعَنُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ" (إشعياء ٦٥: ٢٠؛ انظر أيضاً تكوين ١٥: ٥؛ إشعياء ٢٩: ١٨- ١٩؛ ٣٣: ٢٤؛ ٣٥: ٤- ٦؛ إرميا ٣٠: ١٧؛ ٣٣: ٦، ٢٢؛ زكريا ٨: ٤- ٦؛ ١٢: ٨)٠

الحيوانات أيضاً ستضطرم بروح سلام المسيا، وبدون نزاعٍ تعيش بسلام جنباً إلى جنبٍ: "فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ, وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ, وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعاً, وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعاً, وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْناً. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ, وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوانِ" (إشعياء ١١: ٦- ٨؛ ٦٥: ٢٥)٠

وعودٌ تتضمَّن شخص المسيَّا

كانت الوعود المتضمِّنة العودة الوشيكة للمسيَّا معروفةً في الكنيسة الأولى بأورشليم. هناك باع أعضاء الكنيسة حقولهم وأغراضهم ليعيشوا في "شيوعية مَسِيْحِيّة" مِن المحبة المتبادلة والحمد والشكر لينتظروا وصول ربهم ومخلصهم الوشيك. لكنَّ وعود العهد القديم هي التي سرَّعت وصانت رجاءهم في أثناء انتظار عودة المسيَّا الموعود٠

كان القدير قد قال لإبراهيم: "وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ" وأوضح بُوْلُس الرَّسُوْل فيما بعد أنَّ "نسل إبراهيم" هو شخصٌ واحدٌ: يسوع المسيح (تكوين ٢٢: ١٨؛ غلاطية ٣: ١٦)٠

شهد يعقوب في مباركة ابنيه أنَّه لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا... حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تكوين ٤٩: ١٠؛ إشعياء ٢: ٣؛ يُوْحَنَّا ٤: ٢٢- ٢٦ و٣٩- ٤٢)٠

أعطى موسى شعبه ضمانةَ: "يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ" (تثنية ١٨: ١٥؛ ١٨؛ إرميا ٢٣: ٥؛ يُوْحَنَّا ١: ٢١، ٤٥؛ ٦: ١٤؛ ٧: ٤٠؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ٣: ٢٢؛ ٧: ٣٧). (يزعم المسلمون أنَّ المقصود بهذه الآية هو محمَّد). شهد بلعام عرَّاف الوثنيين قائلاً: "يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ... وَيَتَسَلَّطُ الَّذِي مِنْ يَعْقُوبَ..." (عدد ٢٤: ١٧- ١٩)٠

نال الملك داود مِن ربِّه الوعد المُعزِّي: "مَتَى كَمَلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. ١٤ أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً" (٢ صموئيل ٧: ١٢- ١٤؛ مزامير ٢: ٧؛ ٨٩: ٢٧؛ لوقا ١: ٣٢؛ عبرانيين ١: ٥)٠

في المزمور ٢ يُكلِّم الرَّب شخصيّاً المسيَّا الموعود قبل ألف سنةٍ مِن تجسُّده في بيت لحم قائلاً له: "أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ" (مزامير ٢: ٧- ٩؛ دانيال ٧: ١٣- ١٤؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ١٣: ٣٣؛ رؤيا ٢: ٢٧؛ ١٢: ٥؛ ١٩: ١٥). منذ زمن هذه النبوات والمسيا يُدعى ابن داود الذي سيجيء كملك وكاهن شخصاً واحداً بذاته. وهو يتوقَّع أن يجيء، في الفكر اليهودي وحتَّى يومنا هذا، كحاكم منتصرٍ لا يُقهَر (مزامير ٨٩: ٢٧- ٣٠؛ إشعياء ٩: ٥- ٦؛ انظرأيضاً ٧: ١٤؛ ١١: ١- ٥)٠

بعدئذٍ وعلى أثر إخضاع أكثريَّة الأمَّة اليهوديَّة لسبي بابل أصبحت وعود الله بخصوص المحرِّر والمخلِّص والفادي والمنتصر الآتي موحَّدةً. فلم يقتصر الامتداد الكلي للفداء بَعْدُ على إسرائيل، بل بات يشمل الآن جميع الشًُّعوب (إشعياء ٤٢: ١- ٧؛ ٤٩: ٥- ٦ بين غيرها). وباتت نيابة خادم الله وتمثيله في دينونة القدير، في الألم وفي القصاص عَلَى حَدٍّ سَوَاء، تُدرَكان بشكل فريدٍ بوصفهما القصد الأسمى لمجيئه، واعتُبرا افتراضاً مسبقاً لا لبس فيه لمجيئه الثاني (إشعياء ٥٣: ١- ١٢)٠

أدرك إشعياء أنَّ الآتي لم يكن سوى الرب نفسه. فأعلن كيف ينبغي للعالم أن يستعدَّ لمجيء المسيا: "صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ, أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ, وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ, وَيَصِيرُ الْمُعَوَّجُ مُسْتَقِيماً وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلاً. فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعاً, لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ" (إشعياء ٤٠: ٣- ٥)٠

في أسفار العهد القديم، الدَّعوات للاستعداد لمجيء المسيح كثيفةٌ وشخصيَّةٌ: "قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ, وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ, وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ" (إشعياء ٦٠: ١- ٣)٠

في سفر إشعياء، يقدِّم المسيح الآتي نفسه ويُعلن سرَّ شخصه (إشعياء ٦١: ١- ٢، انظر أيضاً الآيات ٣- ٥؛ لوقا ٤: ١٨)٠

قبل ٧٥٠ سنة اختبر النبي ميخا نبوءةً مثيرةً بخصوص مكان ولادة المسيا وتجسُّده: "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ, وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا, فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ, وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا ٥: ٢)٠

أدرك النبي زكريا في رؤيا دخول المسيح إلى أورشليم (زكريا ٩: ٩- ١٠)٠

أُظهر للنبي دانيال تفويض القدرة والسلطان ليسوع ابن الإنسان بعد صعوده إلى السَّماء (دانيال ٧: ١٣- ١٤؛ رؤيا ٥: ١- ١٤)٠

رأى الملك داود نقطة الذروة في حياة المسيح، مقدِّماً إيَّاها في أحد المزامير: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي, اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ. شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ, فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ. لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ" (مزامير ١١٠: ١- ٣)٠

فوق ذلك، سمع النبي زكريا كلمات خاصَّة عن مجيء المسيا في نهاية الزَّمان: "فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ يَوْمَ الْقِتَالِ. وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ, فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِياً عَظِيماً جِدّاً... وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلَهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ... وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلِكاً عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ وَحْدَهُ وَاسْمُهُ وَحْدَهُ" (زكريا ١٤: ٣- ٩، هنا الآيات ٣- ٤، ٥، ٩)٠

امتلك يُوْحَنَّا الرَّسول، في سفره "الرُّؤيا"، وعداً حاسماً معطى للنَّبي زكريَّا بخصوص مجيء المسيَّا: "وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَلْتَمِسُ هَلاَكَ كُلِّ الأُمَمِ الآتِينَ عَلَى أُورُشَلِيمَ. وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ, فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ, الَّذِي طَعَنُوهُ, وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ, وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ" (زكريَّا ١٢: ٩- ١٠)٠

على عتبة عهد جديد مِن الزمن، شرع يُوْحَنَّا المعمدان يتنبأ بالمسيَّا الآتي كديَّانٍ قاسٍ: "وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ, فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. ١١ أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ, وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي, الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوْح القُدُسوَنَارٍ. ١٢ الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ, وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ, وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ, وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ" (متَّى ٣: ١٠- ١٢)٠

بعد اعتماد يسوع المسيح في نهر الأردن، أدرك معمِّده سرَّ ابن مريم، فأجرى تحوُّلاً لاهوتياً وكشف مَن هو المسيَّا في الحقيقة: "وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوْحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ, فَقَالَ, هُوَذَا حَمَل اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي, رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي, لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ, لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ, ذَاكَ قَالَ لِي, الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ, فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوْح القُدُس. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ" (يُوْحَنَّا ١: ٢٩- ٣٠، ٣٣- ٣٤)٠

إنَّ مَن يًُقارن الوعود العديدة في أسفار العهد القديم التسعة والثَّلاثين بعضها ببعضٍ يمكنه الاقتراب مِن الاتجاه اليهودي وإدراك صفات ووظائف المسيا الذي ينتظرون٠

لكنَّ عناد أمَّة إسرائيل لم يبدأ برفض يسوع وبُوْلُس الرَّسُوْل، بل كان يُرى قبلاً مع النبي إشعياء (إشعياء ٦: ٨- ١٣). أمَّا يسوع فأكَّد هذا العناد وقهر عمى وصمم الشعب المختار في أتباعه. وأعلن لهذه "البقيَّة المختارة": "وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ, وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ, إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا, وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا" (متَّى ١٣: ١٦- ١٧)٠

بشوقٍ عارمٍ ينتظر كثيرٌ مِن اليهود اليوم مسيحهم الذي سيقودهم معاً مِن جميع أمم الأرض ويوحِّدهم في أمَّةٍ قويَّةٍ. يُروى أنَّ حاخاماً قال: سيركب المسيَّا إلى أورشليم على حمارٍ إذا لم يكن سكان المدينة المقدسة يحفظون شرائع السبت. أمَّا إذا كان اليهود جميعاً يتممون شريعة موسى فسيأتي المسيا على سحب السماء٠

لكن مَن يُعلن اليوم لأبناء يعقوب أنَّ يسوع الناصري المصلوب هو المسيَّا الموعود وابن الله وملك اليهود يعتبرونه مجدِّفاً في نظرهم. إنَّ أكثريَّة اليهود لا تنتظر حَمَل اللهِ، بل قائداً قويَّاً ومنتصراً. بقي الوصول الأول للمسيا خفياً عنهم. لكن إذا جاء، قُبَيْلَ عودة المسيا الحقيقي يسوع، أحدٌ آخَر باسمه ليحكم بسلطانٍ عظيمٍ ودهاء فسوف يسمعون له (يُوْحَنَّا ٥: ٤٣؛ ٨: ٤٢- ٤٦)٠

كانت أعين وآذان رسل يسوع مفتوحةً مِن قبَل الرُّوْح القُدُس، فأدركوا مجيء المسيا "المحجَّب" الأوَّل، إضافةً إلى مجيئة الثَّاني المقبل الذي عاشه يوع أو أعلنه لهم. لكنَّهم هم أيضاً فهموا ببطء هذه الإعلانات غير المنطقية، بل الروحية والواقعية ولو بعدما اختبروا تغيراً جذرياً في تفكيرهم٠

ماذا قال يسوع نفسه عن مجيئه الثَّاني؟

بدأ يسوع المسيح خدمته التبشيرية في الجليل بالعبارة: "تُوبُوا, لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (متَّى ٣: ٢)٠

في البداية اندفعت الجماهير إليه. اهتزوا طرباً لشفاءاته. لكن عندما تبيَّن أنَّ الشيوخ والكتبة في أورشليم رفضوا يسوع، بدأ الكثيرون بالارتداد عنه. وفي هذه الحالة سأل الرَّب تلاميذه: "مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" فَأَجَابَ بُطْرُسُ: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ". بهذه الشَّهادة اعترف بطرس بأنَّ الشَّاب الواقف في وسطهم، يسوع الناصري، هو المسيَّا الذي طال الشَّوق إليه، وهو في الوقت نفسه ابن الله. أمَّا الرَّب فمنعهم مِن التحدث بهذا السر بعد ذلك (متَّى ١٦: ١٣- ٢٠). بعد هذا النِّقاش بدأ يسوع يُعِدُّ أتباعه لألمه وموته وقيامته، فأعلن لهم أنَّهم هم أيضاً، باتباعهم إيَّاه، سيقاسون الاضطهاد والحزن ويحتاجون إلى ممارسة نكران الذات المستمر (متَّى ١٦: ٢٤- ٢٦)٠

ليمنحهم التشجيع والأمل والتعزية على طريق ألمهم، وضع يسوع عودته المجيدة أمام أعين تلاميذه: "فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ, وَحِيْنَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" (متَّى ١٦: ٢٧؛ لوقا ٩: ٢٦)٠

كان يسوع، في استخدامه الأمثلة، قد أعلن بعض المبادئ الأساسية للدَّينونة الأخيرة التي ستحدث عند عودته: "اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ هَكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هَذَا الْعَالَمِ, يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ, وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِيْنَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ" (متَّى ١٣: ٣٧- ٤٣؛ انظر أيضاً ١٣: ٤٩- ٥٠)٠

قبل بضعة أيَّامٍ مِن موته على الصَّلِيْب، جلس يسوع مع تلاميذه على جبل الزَّيتون والمدينة الحبيبة ممتدَّةٌ أمامه، فتنبَّأ باشتداد دينونة الله التي ستأتي على مراحل على عاصمتهم غير التَّائبة (متَّى ٢٣: ٣٧- ٣٩؛ ٢٤: ١- ٣٦؛ مرقس ١٣: ١- ٣٢؛ لوقا ٢١: ٢٥- ٢٨)، فكشف لهم علامة عودته التي لا لبس فيها حتَّى لا يُضلَّهم أحدٌ: "فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ, هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ, هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ, وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ, وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ, وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ٠

وَحِيْنَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِيْنَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ, وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ٠

فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ, فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ, مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا" (متَّى ٢٤: ٢٦- ٣١؛ مرقس ١٣: ٢٤- ٢٧، لوقا ١٧: ٢٣- ٢٤، ٣٧؛ ٢١: ٢٥- ٢٨)٠

إنَّ نتيجة إدراك هذا الحدث المغيِّر للعالم هي نفسها بالنِّسبة إلى جميع أتباع يسوع: "اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ" (متَّى ٢٤: ٣٢- ٤٤؛ مرقس ١٣: ٢٨- ٣٧؛ لوقا ٢١: ٢٩- ٣٦). طالب يسوع تلاميذه بأن يكونوا على استعدادٍ في كلِّ وقتٍ لاستقباله (متّى ٢٤: ٤٢- ٤٤؛ ٢٥: ١- ١٣). ينبغي لكلِّ مَن يؤمن بعودة ابن الله وبانتظار عودته الوشيكة ألاَّ يحيا كبطَّالٍ أو حالمٍ أو كسولٍ، بل أن يضع كلَّ قوَّته لأجل يسوع ولأجل ملكوته (متَّى ٢٤: ١٤؛ ٢٥: ١٤- ٣٠؛ لوقا ١٩: ١١- ٢٧)٠

في الدَّعوى القضائيَّة الحاسمة أمام المجلس اليهودي الأعلى في أورشليم، وعلى أثر الجلسة الفاشلة، طرح قيافا رئيس الكهنة السؤال المفخَّخ غير القانوني: "أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا, هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ". لم يتجنَّب يسوع التَّحدي، بل شهد أمام ٧١ نائباً مِن نوَّاب شعبه قائلاً: "أَنْتَ قُلْتَ. وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ, مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ, وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ" (متَّى ٢٦: ٦٣- ٦٤؛ مرقس ١٤: ٦١- ٦٢؛ لوقا ٢٢: ٧٠)٠

اختصر يسوع، بجوابه هذا الموحى به من الرُّوْح القُدُس، وعدين متعلقين بالمسيا – المزمور ١١٠: ١ ودانيال ٧: ١٣- ١٤ بجملةٍ واحدةٍ، فأكَّد ألوهيَّته وسلطانه كابن الإنسان. وبهذه الشَّهادة الذّاتية دعا قضاته، بطريقةٍ غير مباشرةٍ، إلى الاعتراف به والسُّجود له هو الواقف أمامهم مقيَّداً ومتهماً بأنَّه ديَّانهم وملكهم الآتي. لكنَّ قيافا سرعان ما صرخ قائلاً: , "قَدْ جَدَّفَ. مَاذَا تَرَوْنَ؟" فَأَجَابُوا: "إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ" (متَّى ٢٦: ٥٧- ٦٨؛ مرقس ١٤: ٥٣- ٦٥؛ لوقا ٢٢: ٦٦- ٧١). بجملته الواحدة الأصيلة أمام نواب شعبه الرسميين شهد يسوع بطريقة شرعية لعودته عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ. وبذلك أعلن لهم الهدف النِّهائي لخطة وتاريخ خلاص الله٠

كان قبلاً قد تكلَّم عن مجيئه كديَّان العالم: "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ, فَحِيْنَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ, فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ, فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ, تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي, رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ... ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ, اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" (متَّى ٢٥: ٣١- ٤٦)٠

بكلِّ تواضعٍ شهد يسوع بأنَّ أباه لم يعطه فقط الدَّينونة على الأمم، بل السَّلطان أيضاً لإقامة الأموات عند مجيئه الثَّاني: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ, إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ, حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ, وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ, كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ, وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً, لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. ٢٨ لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا, فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ, ٢٩ فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" (يُوْحَنَّا ٥: ٢٥- ٢٩)٠

شهد يسوع لتلاميذه وللمجلس الأعلى اليهودي ولجميع سامعيه بأنَّه سيأتي ثانيةً ليفتدي كنيسته ويُنفِّذ الدَّينونة الأخيرة كربٍّ وديَّانٍ. وفي محادثته استخدم في المقام الأوَّل لقب الشَّرف "ابن الإنسان"، وبه اعترف بأنَّ أباه قد دفع له كلَّ سلطانٍ في السَّماء وعلى الأرض ليؤسِّس ملكوت محبَّته وحقِّه٠

ماذا كتب بولس عن عودة المسيَّا؟

كتب بولس إلى الكنيسة التي أسَّسها في كُوْرِنْثُوْس: "كَمَا ثُبِّتَتْ فِيكُمْ شَهَادَةُ الْمَسِيحِ, حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا, وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (١ كُوْرِنْثُوْس ١: ٦- ٨؛ فيلبي ١: ٩- ١٩)٠

إنَّ التَّراصف الدَّاخلي لمجمل حياة الكنائس في أَسيَا الصُّغْرَى واليونان المتوجِّه إلى الرَّب المقام والعائد بنى أساسه "اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ, لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللَّهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا, فَحِيْنَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ" (كولوسي ٣: ٢- ٤)٠

كتب بولس لكنائسه غير الأنانيَّة على شواطئ البحر الأبيض المتوسِّط عن النَّتائج البعيدة المدى الوجوديَّة لمجيء المسيح الثَّاني: "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ, الَّتِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ, الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ, بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي ٣: ٢٠- ٢١)٠

كل ديانة أو فلسفة لا تستطيع أن تقدِّم جواباً لأهمّ مسائل الموت وما بعد الموت هي ديانة أو فلسفة باطلة. لقد شاركنا بُوْلُس الرَّسُوْل ما كان المسيح قد أعلنه له: "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ, لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا, وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ, فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ, عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ, فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ, وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ" (١ كُوْرِنْثُوْس ١٥: ٥١- ٥٢)٠

لقد عزَّت إرساليته إلى الأمم أعضاء كنيسته الذين كان يفترسهم خوف الموت والشك بوصف مفصَّلٍ لمجيء المسيح الثَّاني الذي تحدَّث فيه عن قيامة جميع الموتى واختطاف المؤمنين بيسوع: "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ, بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللَّهِ, وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ, وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ." (١ تسالونيكي ٤: ١٦- ١٨)٠

يبدو الموت كأنَّه حاصد البشرية كلها الذي لا يرحم والذي يجزُّ ويجمع حزم الحنطة. لكنَّ يسوع غلب بحياته المقدَّسة الخالية من الخطيئة سبب الموت وسلطانه. ونتيجةً لموته النيابي سيجذبنا إلى حياته الأبديَّة عندما يعود: "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ. الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ, ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ, مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ, مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. (مزامير ١١٠: ١) آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ" (١ كُوْرِنْثُوْس ١٥: ٢٢- ٢٦)٠

فوق كلِّ شيءٍ، إنَّ مجيء يسوع الثَّاني في المجد معناه الخلاص، والإصلاح، والفداء، و"الذهاب إلى الوطن" لكنيسته. وجودهم الرُّوحي هو تمجيد المصلوب والمقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وفي الوقت نفسه، يأتي يسوع كرب وديان ومنتقم ومنتصر على أعداء الله: "إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللَّهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقاً, وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ, فِي نَارِ لَهِيبٍ, مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ, مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ. لأَنَّ شَهَادَتَنَا عِنْدَكُمْ صُدِّقَتْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ" (٢ تسالونيكي ١: ٦- ١٠)٠

لا تكن لدينا أوهامٌ بخصوص طريق الخلاص: إنَّه شاهقٌ، ومليءٌ بالأشواك، وضيِّقٌ، وخطرٌ. يُحذِّرنا يسوع ورسله مراراً وتكراراً مِن تجارب نهاية الزَّمان: "ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ, أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ, وَلاَ تَرْتَاعُوا, لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا, أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ. لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا, لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً, وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ, ابْنُ الْهَلاَكِ, الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلَهاً أَوْ مَعْبُوداً, حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللَّهِ كَإِلَهٍ مُظْهِراً نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلَهٌ... وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ. لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ, إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ, وَحِيْنَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ, الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ, وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ" (٢ تسالونيكي ٢: ١- ٨)٠

صلاة: أبانا الذي في السَّماء، نشكرك لأنَّك أرسلت ابنك يسوع كمسيَّا ومُخلِّص إلى عالَمنا الفاسد ليُخلِّص الذين يسمحون لأنفسهم بأن يخلصوا. نسجد لك عالمين أنَّ ابنك سيأتي ثانيةً بمجدٍ ليأخذ كنيسته حتَّى تكون معه. وسيجلس أيضاً كديَّانٍ في يوم الدَّينونة ويفصل الذين يُحبُّونه عن الذين يبغضونه. ساعدنا على أن نعكس نوره كمرايا في هذا العالم الذي يزداد ظلاماً. آمين٠

:الأسئلة
١- ماذا ينتظر اليهود الأرثوذكس مِن مجيء المسيَّا؟
٢- بمَ اعترف الرَّب يسوع بخصوص عودته؟
٣- كيف شهد بُوْلُس الرَّسُوْل لعودة المسيَّا في رسائله؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:45 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)