Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 003 (The recipients)

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول يولس الى اهل افسس

الجهة المرسلة إليها الرِّسَالَة (أفسس ١: ١- ٢)٠


أفسس ١: ١
١ إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ, وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ

لعلَّ عنوان هذه الرِّسَالَة "إلى القديسين الذين في أفسس" ذكَّر أوَّلاً اليهود واليهود المَسِيْحِيّين في العاصمة الإقليمية الرومانية بأياتٍ في العهد القديم، لأنَّ العهد الجديد، سواء كدرجٍ أو ككتابٍ مُجلَّدٍ، لم يكن متوفِّراً في مناطق البحر الأبيض المتوسط في زمن بولس. أمَّا رسائله فكانت تُعلن انبثاق فجر عصرٍ جديدٍ٠

قال الرَّب لشعبه: "فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ" (خروج ١٩: ٥- ٦). وأمرهم قائلاً: "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ" (لاويين ١٩: ٢). وأعلن قداسته للنبي إشعياء بقوله: "قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ" (إشعياء ٦: ٣)٠

يُدرك كلُّ مَن يقرأ هذه الآيات وأمثالها مع شروحها أنَّه كان على أولاد يعقوب وكذلك جميع الأمم الأخرى ألاَّ يقتلوا أحداً، وألاَّ يزنوا، وألاَّ يكذبوا، وأن يكرموا والديهم، وألاَّ يمارسوا عبادة الأصنام، وأن يحبوا الله ويغلبوا جميع الشهوات في قلوبهم. لذلك عندما استخدم بولس العبارة "قديسين" لأعضاء الكنيسة في أفسس وجوارها، كان الشيوخ يفهمون هذه الأوامر كنتيجة محتومة٠

فوق ذلك، يتجنب اليهود الأرثوذكس الأطعمة المحرَّمة عليهم، كلحم الخنزير، أو لحم آكلات الجيف ذوات الأقدام الأربع والطيور. ويجب أن تذبح الحيوانات كلها بحسب الطقس اليهودي، ولا يجوز تقديم اللحم مع مشتقات الحليب. أمَّا يسوع فألغى هذه التَّحريمات كلّها وصرَّح قائلاً: "لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ, بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ... أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ, وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ, وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ, لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ, قَتْلٌ, زِنىً, فِسْقٌ, سِرْقَةٌ, شَهَادَةُ زُورٍ, تَجْدِيفٌ. هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" (متَّى ١٥: ١١؛ ١٧- ٢٠). اهتمَّ بولس بثباتٍ بأوامر يسوع هذه وحارب إحداث أي نوع من القداسة الخاصة أو المتخيلة من خلال التقشف باتباع نظام حمية خاص. ولكنه في سبيل المحبة رغب إلى المَسِيْحِيّين اليونانيين أن يمتنعوا عن كل شيء يمكن أن يكون بغيضاً عند أعضاء الكنيسة اليهودية المَسِيْحِيّة٠

مع مجيء المسيا بدأ تحقُّقٌ جديدٌ للقداسة. عندما جعل شبكة الصياد بطرس الفارغة تمتلئ فجأةً بالسَّمك، لم يكن في وسع الأخير إلاَّ أن يتفاعل بالسُّجود عند قدميه متمتماً: "اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ, لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ" لأنَّه وجميع الذين كانوا معهم اعترتهم الدَّهشة على صيد السَّمك الذي أخذوه (لوقا ٥: ٨- ٩)٠

ميَّز الشياطين يسوع قبل معظم الناس. كان رجلٌ به روحٌ نجس جالساً في أحد المجامع فصرخ قائلاً: "آهِ. مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ. أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا. أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ, قُدُّوسُ اللَّهِ". لكنَّ يسوع انتهره قائلاً: "اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ" وعندما صرعه الروح الشرير وصاح بصوتٍ عظيمٍ، خرج منه. فتحيَّروا كلُّهم، حتَّى سأل بعضهم بعضاً قائلين: "مَا هَذَا. مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ. لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ" (مرقس ١: ٢٣- ٢٧)٠

أدرك أحد المجرمَين اللذين صُلبا مع يسوع على الصَّلِيْب سيادة يسوع، فقال في ابتهاله: "إِنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا, وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ". ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ, إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا ٢٣: ٤١- ٤٣). كان المذنب قد أدرك خطيته وإثمه هو من خلال قداسة يسوع وخلوه من الخطيئة على الصَّلِيْب، فاستودع نفسه عِنْدَئِذٍ لجلال يسوع القدوس. "الإيمان" برَّر المجرم الشرير، حتى حينما كان الكثيرون مِن المتدينين والمتظاهرين بالتقوى يُجدِّفون على ملكهم المصلوب٠

وعد يسوع تلاميذه قبل صعوده إلى السَّماء: "لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوْح القُدُسعَلَيْكُمْ, وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (أَعْمَال الرُّسُلِ ١: ٨). إنَّ حلول الرُّوْح القُدُسفي تلاميذ قد قدَّسهم وفتح أعين قلوبهم وأعطاهم القوَّة ليعملوا مشيئته. وهم منذ ذلك الحين يدركون ويعترفون بأنَّهم خطاةٌ ضالُّون حتَّى في ثقتهم بقدرة دم المسيح المبررة والشَّافية. إنَّهم يرون ثمار الرُّوْح القُدُسفي حياتهم تنضج بالنعمة. كانوا بطبيعتهم جميعاً أشراراً. لكنَّ إيمانهم بيسوع حوَّلهم إلى قديسين٠

بهذا المعنى يكتب يُوْحَنَّا الرَّسول: "وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ, فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ, وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ, حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً, وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا" (١ يُوْحَنَّا ١: ٧- ١٠). يُلقي اعتراف بطريرك أفسس الأخير هذا، المكتوب بصيغة "نحن"، الضوء على الإدراك الذَّاتي الضروري لجميع القديسين، ويوضح أنَّ دم المسيح وأمانة الله قد كفَّرا عن المؤمن التائب. وبقدر ما ينجذب المؤمن بيسوع إلى قداسة الثَّالوث يُدرك عجزه الروحي في الأحلام التي يحلمها وفي ميول قلبه وطبيعته الشريرة. ومع ذلك يتطهَّر باستمرار بالنعمة ويُكلَّف بخدمة جديدة منطلقة مِن محبة الله. إنَّ كلَّ مَن انكسر كبرياؤه المُضِل يتجدَّد في القداسة بواسطة رحمة الله. إنه ليس مقدَّساً بنفسه ومِن تلقاء نفسه، بل بالنعمة التي تُلبسه قداسة يسوع. وهو واثقٌ مِن الخلاص الذي قد فداه كما يعترف كاتب سفر العبرانيين قائلاً: "لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ" (عبرانيين ١٠: ١٤)٠

المؤمنون بالمسيح

كان بولس قد أدرك التَّبرير الذي ينطلق مِن تعهُّد الإيمان المحفوف بالمخاطر. وكان قد اختبر شخصياً ثماره المقدسة: "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ, إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ, وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللَّهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ, بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ, عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً, وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً, وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً, وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي, لأَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوْح القُدُسالْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ١- ٥). ينال المؤمنون في العهد الجديد شيئاً ما يتجاوز فهمهم: "قوَّة ومحبَّة الرُّوْح القُدُس"، لكنَّهم لا يتجرأون على خلط هذا الاختبار بحقنة أدرينالين لأنَّه يتعلق بقداسة روح الله الكامنة في المؤمن التائب. وهي تأتي مِن الخارج مجددةً جوهره ومعزِّزةً كيانه٠

أكَّد بولس عمل الله المخلِّص هذا بعدة إشارات وعبارات تلميح: "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (٢ كُوْرِنْثُوْس ٥: ١٧). لم يشرح سفير المسيح بهذه الشَّهادة الإيمان بالمسيح فحسب، بل أشار إلى سر الحقيقة أنَّ المؤمنين بيسوع يحيون "فيه". لقد نالوا قبولاً في وجوده الروحي. وهم يحيون معه في عالمٍ روحيٍّ ويختبرون قوَّته. يصبح يسوع حصنهم الثابت وحمايتهم ورجاءهم. لقد وهب لهم حصةً ونصيباً في حياته الأبدية ليدخل شيءٌ جديدٌ كلياً كيانَهم٠

لكنَّ الإيمان بالمسيح لا يُمثِّل تذكرةً للسماء لا ينتهي مفعولها أبداً. إنَّ مثل هذه الثقة الكبيرة تتطلب تجديداً شجاعاً ومستمراً. يبقى الإيمانُ الثقة بشيء لا يُرى. وثقتنا بالمسيح الحي تُمتحَن مرَّةً تلو الأخرى وتحتاج إلى ممارستها بشجاعة على الدوام. ونحن نثق بكلام يسوع بسبب محبته ورحمته العظيمة للمُضطهَدين. إنَّه الحق المُطلَق ووعوده لا تتزعزع أبداً. ويظل روحه الذي يهبه إلى أتباعه معزّينا ومحامينا. يُجيزنا في المعارك الروحية بانتصار لأننا فيه محفوظون بسلامةٍ وأمانٍ. لقد تابع يسوع قوله ليؤكِّد لنا:

قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ, وَلَكِنْ ثِقُوا, أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ٠ (يُوْحَنَّا ١٦: ٣٣)

أدرك القديسون في أفسس منذ حوالي ٢٠٠٠ سنة تبريرهم حقاً بواسطة ذبيحة المسيح الكفارية. فتبرروا بواسطة إيمانهم بالمصلوب والمقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. كانوا قد نالوا قوَّة الرُّوْح القُدُسوولدوا في شركة قديسيه. لم يكن القادة المسؤولون في أفسس وحواليها ممَّن استلموا هذه الرِّسَالَة منضمين جدداً إلى الإيمان، بل كانوا رجالاً لله قد قاسوا وتحملوا الكثير مِن التهجمات والضرب، لذلك لم تمثل هذه الرِّسَالَة بالنسبة إليهم المحاولة التبشيرية لغريب فحسب، بل ساهمت أكثر في تقوية المؤمنين بالمسيح؟

شهد بولس في خطابه الوداعي إلى القادة المسؤولين في الكنائس المنزلية بأفسس باختباراته معهم: "أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا, كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ, أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ, وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْراً وَفِي كُلِّ بَيْتٍ, شَاهِداً لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ٠

وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّداً بِالرُّوحِ, لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوْح القُدُسيَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً, إِنَّ وُثُقاً وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ, وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي, حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ, لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللَّهِ. وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضاً, أَنْتُمْ جَمِيعاً الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزاً بِمَلَكُوتِ اللَّهِ. لِذَلِكَ أُشْهِدُكُمُ الْيَوْمَ هَذَا أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ الْجَمِيعِ, لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللَّهِ٠

اِحْتَرِزُوا إِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوْح القُدُسفِيهَا أَسَاقِفَةً, لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللَّهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا, أَنَّهُ بَعْدَ ذَهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا, مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً, لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلَّهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ, الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ٠

فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ, مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ, مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ. وَلَمَّا قَالَ هَذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ, وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ مُتَوَجِّعِينَ, وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا, إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضاً. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ" (أَعْمَال الرُّسُلِ ٢٠: ١٨- ٣٨)٠

:الأسئلة
٩. كيف أمكن القديسين في أفسس أن يكونوا قديسين؟
١٠. ما معنى "الإيمان والحياة" في المسيح؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:44 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)