Home -- Arabic -- Galatians - 010 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
ثانياً: الأدِلَّة التَّاريخيَّة على السُّلطات الرَّسُوْليَّة لبُوْلُس (١: ١١- ٢: ٢١)٠
٤- تفوُّق بُوْلُس على بُطْرُس في الثَّبات في النِّعْمَة (٢: ١١- ٢١)٠
غَلاَطِيَّة ( ٢: ١١- ١٣)٠
وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَة قَاوَمْتُهُ مُوَاجَهَةً لأَِنَّهُ كَانَ مَلُومًا. ١٢ لأَِنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ خَائِفًا مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. ١٣ وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضًا حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ٠
لقد أعلن المسيح لبطرس أنَّ الأمم قد تطهَّرَت بالصَّلِيْب، وليس بالنَّاموس. وأدرك بطرس هذه الحقيقة، حين أراه الله، في رؤيا، ملاءةً كبيرةً نازلةً مِن السَّماء، ممتلئةً ديداناً وعقارب وحيواناتٍ غريبةً، وقال له: قم اذبح وكُلْ؛ وعندما عارض بطرس أمر ربِّه، وضَّح له الله معنى الرُّؤيا قائلاً له: إنَّ كُلَّ ما طهَّره الله هو طاهرٌ. فجميع الناس طاهرون، إن هم آمنوا بالمسيح الذي طهَّرهم حقّاً مِن كلِّ إثمٍ. لذلك عاش بطرس مع المؤمنين الأمميِّين، متجاوزاً تقاليد آبائه حُبّاً بالمسيح، وإيماناً منه بأن لا فرق بين مؤمنٍ من اليهود وآخَر مِن الأُمم، لأنَّ الجميع خطاةٌ متبرِّرون بالنِّعْمَة، بالفداء الذي تمَّ على الصَّلِيْب٠
ولكن عندما زار بطرس الكنيسة في أَنْطَاكِيَة، جاء أتباع يعقوب المتعصِّبون للنَّاموس مِن أورشليم، ليتجسَّسوا على تصرُّفات بطرس المتحرِّر مِن الشَّريعة، ويشتكوا عليه بَعْدَئِذٍ أمام الإِخْوَة الذين من أصلٍ يهودي، كي يرفضوا بدورهم زعامته. فخاف بطرس، وأفرز نفسه مستحياً. وهكذا انشقَّت شركة المؤمنين في أَنْطَاكِيَة إلى فريقين: الأوَّل يضمُّ المتمسِّكين بأحكام الناموس، والثَّاني يضمُّ المؤمنين بالنِّعْمَة٠
والغريب في الأمر، هو أنَّ بطرس الذي كان قد تحرَّر في ضميره من جمود الأحكام التَّقليدية، ولم يشأ أن يضع نير الشَّريعة على أكتاف المؤمنين من الأمم، خاف مِن أتباع يعقوب، فتظاهر بأنَّه ما زال يهوديّاً مُخْلصاً خاضعاً كرفيقه للناموس. فقام وانفصل عن المتجدِّدين مِن الأمم٠
عِنْدَئِذٍ انتفض بُوْلُس بالرُّوْح القُدُس، وأنَّب بطرسَ مُجاهرةً على مراءاته أمام الجميع. فبدا مقدامُ الرُّسُل غير كاملٍ في ذاته، وغير معصومٍ عن الخطأ٠
كشف بُوْلُس للجميع أوَّلاً أنَّ بطرس كان يعيش معهم بطريقة غير يهوديَّة، كأحد الأُمميِّين، وأنَّه تحرَّر حقّاً بإرشاد الرَّب مِن الكابوس اليهودي٠
ومِن ثمَّ أوضح لمقدام الرُّسُل أنَّه رُبَّما أجبر المؤمنين من الأمم، بريائه، ودون انتباه، على قبول الشَّريعة الباطلة، والخضوع إلى عبودية الناموس التي لا تستطيع أن تُخلِّص أحداً. وأثبت بُوْلُس شكواه أمام الجميع، بعرض جوهر الفداء، فقال:٠
غَلاَطِيَّة( ٢: ١٤- ١٦)٠
لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيْل قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا. ١٥ نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً ١٦ إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَال النَّامُوسِ بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَال النَّامُوسِ، لأَِنَّهُ بِأَعْمَال النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا٠
لم يُنكر بُوْلُس الفرق الظَّاهر بين اليهودي والوثني، لأنَّ الأوَّل لم يرتكب الخطايا عمداً، بل عاش تحت ضغط الناموس في التَّقوى وضبط النَّفس، بينما مارس الوثنيُّون في حفلاتهم التَّعبدية الزِّنى الجماعي، كما اعتقدوا بوجود آلهة متعدِّدة كانوا يظنُّون أنَّها هي أيضاً تتعاشر وتتعايش بالزِّنى والفحشاء. فثمَّة فرقٌ شاسعٌ بين أعضاء العهد القديم وهؤلاء الوثنيِّين البعيدين عن الله الواحد٠
بَيْدَ أنَّ هذا المستوى مِن التَّقوى لم يُبرِّر اليهودي أمام الله، لأنَّ بالناموس معرفة الخطيَّة واليأس، وليس قوَّة القَدَاسَة والخلاص. فلو استطاع النَّاموس أن يُخلِّص إنساناً واحداً، لَكان مجيء المسيح غير ضروري. ولكنَّ المسيح بمجيئه رفع خطيَّة العالم، وكفَّر عن فحشاء الأمم، وطهَّر آل إبراهيم في آنٍ واحدٍ، لأنَّه لا خلاص بالناموس والأَعْمَال، بل دينونة وهلاك٠
كان لكلام بُوْلُس هذا وَقْعُ الصَّاعقة على الجمع في أَنْطَاكِيَة. وأثبت الرُّوْح القُدُس الحقَّ للقلوب، لأنَّ الخلاص الفريد يتحقَّق فينا بالتصاقنا الإيماني بالمسيح. فمَن يرتبط بيسوع يتبرَّر أمام الله؛ لأنَّ المسيح كما رفع خطايانا حسب لنا برّه مجّاناً. فإيمانك هو الذي خلَّصك، وليس جهودك الدِّينية أو الخيريَّة٠
الصَّلاَة: أيُّها الرب يسوع المسيح، نشكرك من صميم قلوبنا لأنَّك خلَّصتَنا مرَّةً واحدةً، حين متَّ على الصَّلِيْب لأجلنا. ونشكرك لأنَّ رسولك بُوْلُس قد ثبت في حقِّ إِنْجِيْل نعمتك. ساعدنا بواسطة شهادته عنك على ألاَّ نرجع إلى عبودية الناموس. نسألك أن تحرِّر كثيرين في أيَّامنا هذه مِمَّن لا يزالون عبيد الشَّرائع، لكي يذوقوا معنا حرِّية الشَّركة معك وبهجة خلاصنا الذي اقتنيتَه لجميع الناس بموتك. آمين٠
السُّؤَال: ١٢- لماذا قاوم بُوْلُسُ بطرسَ بشدَّةٍ؟