Home -- Arabic -- John - 116 (The word before incarnation)
Previous Lesson -- Next Lesson
يوحنا - النور يضيء في الظلمة
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير يوحنا
الجزء الرابع النّور يغلب الظلمة (١٨: ١- ٢١: ٢٥)٠
ثانيّاً: قيامة المسيح مِن بين الأموات وظهوراته المختلفة (٢٠: ١- ٢١: ٢٥)٠
١- الحوادث صبيحة أحد الفصح (٢٠: ١- ١٠)٠
أ- مريم المجدلية في القبر الفارغ (٢٠: ١- ٢)٠
٦ ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ, وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً, ٧ وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ, بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. ٨ فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ, وَرَأَى فَآمَنَ٠
وقف يوحنّا خارجاً منتظراً وصول بطرس مقدام الرسل ليكون له الشّرف انّه الشّاهد الأوّل لمعاينة حالة القبر وخلّوه مِن المسيح. فقد كان الفتى يوحنّا مضطرباً بما شاهده للوهلة الأولى مِن دحرجة الحجر، وانفتاح القبر، وفقدان الجسد، ووضع الأكفان بحالتها المنظّمة مع خلّوها مِن الجسد. فدارت الأفكار مضطربة في رأس وقلب هذا الفتى اليافع، فصلّى وطلب انارة مِن الرّبّ عمّا عساه يكون هذا٠
وأخيراً وصل بطرس للمكان متراخيّاً، فدخل رأساً إلى القبر المفتوح ودقّق النظر، فأدرك أنّ المنديل الّذي كان على وجه يسوع لم يبق مكانه مع الأكفان، بل ألقاه جانباً في زاوية مرتّباً بنظام. ممّا دلّه على أنّ يسوع لم يكن مسروقاً، لأنّ خروجه كان منتظماً وبهدوء وحكمة. فانّها لتعزية كبرى مِن القبر الفارغ، الاّ ضرورة للرّبّ أن يستعجل بعمله المتعلّق بالموت، بل انّه يتمم انتصاره وتحريرنا مِن قبضة الهلاك بهدوء وانتظام تامّ. ودخل بطرس القبر كمفتّش خبير. ولكنّه لم يفهم معاني الدلائل الواضحة. وأمّا يوحنّا الصوفي، فقد فكّر وصلّى وأشرق في قلبه الرجاء. ولَمّا لبّى دعوة بطرس، ودخل إلى القبر استنارت روحه، وابتدأ ان يؤمن بقيامة المسيح. فليس التقاؤه بالمقام مِن بين الأموات خلق فيه الإيمان، بل القبر الفارغ والأكفان الموضوعة دلّته على الحقيقة، فأوجدت فيه الإيمان٠
٩ لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ, أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. ١٠ فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا٠
ما بقي المسيح في القبر كسائر الفلاسفة والأنبياء وكلّ الخطاة الآخرين. بل قد قام مخليّاً الموت كثوب متلّوث. وبقي القدّوس بلا خطيئة، ولم يجد الموت فيه ولا عليه سلطة. ومحبّة الله لا تفنى، ولا تسقط إلى الأبد. فلا يستطيع أعداء المسيح الادّعاء انّ جسد يسوع تفتّت في القبر، لأنّه كان فارغاً، ولم يهرب المسيح، ولم يسلب بتاتاً، لأنّ غرفة موته قد عمّ فيها النظام. والأكفان شهدت ليوحنّا أن يسوع خلع أدواته الدنيوية، ثمّ لم يحتج إليها بعد. فبأقمطة المذود ابتدأ سيرته البشريّة، وبالأكفان الفارغة انتهت. وهكذا بقيامته ابتدأت مرحلة جديدة في كيانه على درجة سماويّة أعلى، رغم انّ يسوع بقي بعد موته إنساناً حقّاً٠
ولقد دارت هذه الأفكار في قلب يوحنّا، وهو راجع مِن القبر المفتوح. لكنّه لم يبرز بافتخار انّه كان التلميذ الأوّل الّذي أدرك انتصار ابن الله في قيامته بل اعترف بخجل انّه آمن متأخراً بهذه الأعجوبة، رغم اتّضاحها في التوراة مكرّراً. فكثيراً ما قرأ في اسفار العهد القديم ولم يفهمها. فعيناه كانتا مغمضتين، لَمّا قرأ عن نيابة ونصرة عبدالله في سفر أشعياء ٥٣. وكذلك شهادات داود لم يفهمها، الاّ ما كان منها قد وضّحه يسوع (لوقا ٢٤: ٤٤- ٤٨ وأعمال الرسل ٢: ٢٥- ٣٢ ومزمور ١٦: ٨- ١١)٠
وشاهدت صبيحة عيد الكبير الأوّل تلميذين راجعين إلى بيتهما باضطراب ورجاء وإيمان وتساؤل وصلوات واشتياق إلى يسوع، الّذي فارق القبر. وما عرفا أين هو؟
الصّلاة: أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نشكرك مِن صميم قلوبنا انّك الغلب في قلوب تلاميذك، منشئاً فيهم الإيمان بقيامتك، ومانحاً لهم الرّجاء العظيم بالحياة الأبديّة. نسجد لك، لأنّك إله أزلي. وتجعلنا أبديّين بنعمتك. خلّص كلّ أصدقائنا مِن الموت في خطاياهم. وامنحهم الحياة الأبديّة بإيمانهم بتضحيتك٠
السؤال: ١٧- بماذا آمن يوحنّا وهو في القبر الفارغ؟