Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 136 (The Disciples Going to Emmaus)

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠

١٤. تلميذا عمواس (۲٤: ۱۳ – ۳٥)٠


لوقا ۲٤: ۱۳ – ۲٤
١٣ وَإِذَا اٰثْنَان مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذٰلِكَ اٰلْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اٰسْمُهَا «عِمْوَاسُ». ١٤ وَكَانا يَتَكَلَّمَان بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هٰذِهِ اٰلْحَوَادِثِ. ١٥ وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَان وَيَتَحَاوَرَان، اٰقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. ١٦ وَلٰكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. ١٧ فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هٰذَا اٰلْكَلاَمُ اٰلَّذِي تَتَطَارَحَان بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَان عَابِسَيْنِ؟» ١٨ فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، اٰلَّذِي اٰسْمُهُ كلّيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ اٰلأُمُورَ اٰلَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هٰذِهِ اٰلأَيَّامِ؟» ١٩ فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «اٰلْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ اٰلنَّاصِرِيِّ، اٰلَّذِي كَانَ إِنْسَانَاً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي اٰلْفِعْلِ وَاٰلْقَوْلِ أَمَامَ اٰللّٰهِ وَجَمِيعِ اٰلشَّعْبِ. ٢٠ كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ اٰلْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ اٰلْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. ٢١ وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ اٰلْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلٰكِنْ، مَعَ هٰذَا كُلِّهِ، اٰلْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذٰلِكَ. ٢٢ بَلْ بَعْضُ اٰلنِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ اٰلْقَبْرِ، ٢٣ وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. ٢٤ وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ اٰلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى اٰلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هٰكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً اٰلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ»٠

اثنان مِن أتباع يسوع كانا ذاهبين مِن أورشليم إلى قريتهما، البعيدة ثلاث ساعات عن العاصمة. وكان عليهما دلائل الحزن الشديد. ولم يلتفتا إلى المدينة بقببها المذهّبة، بل هربا من مشهد القتل الشنيع، الّذي حلّ بيسوع. وهما أحبّاه بكلّ إخلاص، فتحدثا عن تفاصيل هذه الحادثة الأليمة٠

وفي هذا الوقت اقترب المقام مِن بين الأموات إليهما في هيئة إنسان غريب، لأنّه قد قال سابقاً: حيثما يجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم. فإنْ تكلّمت مع صديقك عن يسوع فربّك هو الثالث في العهد. ليت أقوالنا يكون محورها وهدفها يسوع. فنختبر حضور ابن الله في عالمنا اليائس. وكثيراً ما لا يرى المؤمنون يسوع، ولا يشعرون به لأنّ الإيمان لا يعني الرؤية، بل اتّكال القلب على الحيّ٠

والمسيح هو الخبير في بنيان النفوس. فلم يتكلّم عن ذاته كثيراً، ولم يوجّه إليهما نصائحه وحكمه، بل دفعهما بسؤاله إلى التكلّم وتفريغ ما في قلبيهما، ليظهر إيمانهما. فشهدا أنّ كلّ العاصمة كانت عالمة بما كان. فالرؤساء عزموا على أحاطة خبر صلب يسوع بالكتمان، ولكنّ الخبر تسرّب مِن بيت إلى بيت، ومِن زقاق إلى آخر٠

وآمن الشعب ان يسوع كان نبيّاً مفوّضاً مِن الله بسلطانه، موهوباً بكلمات خارقة، ومجهزاً بمعجزات فائقة، كما ليس نبي قبله ولا بعده. فهكذا لم يدرك هذان التلميذان المؤمنان بالمسيح الحقيقة، كما لم يدركها قيافا والمجلس الأعلى عن جوهر يسوع. ولكنّهما تألّما مع كثيرين مِن أتباع الناصري أنّ بغضة وحسد رؤسائهم سبّبت الحكم على ابن الأمّة. فسلّموه إلى أيدي الوثنيين النجسين للقتل. فاعتبرا هذا التصرف عاراً مزدوجاً وخطيئة كبرى. وفي تكلّمهما تصوّرا المصلوب أمامهما، كيف علّق مرفوعاً بين السماء والأرض، معذّباً تدريجيّاً إلى الموت. فاشمأزّوا مِن خبث البشر تجاه محبّة الله الظاهرة في المسيح٠

وكلّ أتباعه رجوا، أنّ يسوع سيكون هو المحرر لأمّته مِن القوّة الاستعماريّة، منشئاً بينهم البرّ والحقّ والعدل، لكي يصحّ شعبهم في صميمه، ويصبح ينبوع الإحسان لشعوب العالم، وأورشليم محور السّلام تبثّ منها أشعّة محبّة الله إلى كلّ القارات. هذا كان ويكون رجاء اليهود الأتقياء بالنسبة إلى المسيح حتّى اليوم٠

ومِن كلّ هذه الحقائق والمثل، طغت في ذاكرتهما كلمة غريبة، قالها يسوع عن «اليوم الثالث». فلم يعرفا بدقّة ماذا يعني هذا اليوم الثالث. وبقيا إلى عصر هذا اليوم في أورشليم، ليريا إنْ كان سيحدث انقلاب مِن المسيح وملائكته والأبرار الراقدين، لأنّ قيامة الأموات مِن علامات مجيء المسيح٠

ولكن لم يحدث أيّ انقلاب سياسي ولا أعجوبة ما، إلاّ قول النساء لمّا ركضن إلى التلاميذ، وأخبرنهم عن فراغ القبر وانعدام الجثّة، وقول الملاك لهن أنّ المسيح حيّ بين الأحياء. فتحيّر الرجال إذ ذاك كثيراً، وتساءلوا: هل هذه بداية ملكوت الله؟ هل ابتدأ بدوننا، أو علينا أنْ نحضر الآن لموكب التتويج؟ ماذا نعمل؟ مستحيل أنّ الملك يسوع يترك أمناءه منتظرين متبطّلين، ويفوّض بواسطة ملاكه النساء الضعيفات اللواتي لا يقدرن على التفكير والمنطق والكفاح وحسن التكلّم٠

عندئذ ركض بعض التلاميذ إلى القبر الفارغ، للتفتيش عن الحقيقة، ورجاء الالتقاء بالمقام حيّاً. نعم. القبر كان فارغاً، ولكنّهم لم يجدوا يسوع هناك. فغضبوا ورجعوا مستغربين. وها هوذا اليوم الثالث ينتهي، ولم يحدث عجب، وما ظهر رئيس الحياة٠

كانا يتكلّمان بهذه الأحداث إلى يسوع باضطراب واستياء، وهما لا يعرفان أنّه هو. وقد تحمّل يسوع عمى أتباعه الأمناء بمحبّة وصبر، لأنّ كلّ أعماله وكلمات محبّته حتّى على الصليب لم تساعدهم ليدركوا مجده، لأنّهم لم يكونوا قد حصلوا على الرّوح القدس بعد. فكانت عيونهم مغطّاة ممسوكة٠

هل تتعجّب إنْ لم يعرف أقرباؤك وأصدقاؤك أنّ يسوع ربّ؟ إنّ التلاميذ كانوا لأشهر طويلة مع الربّ ليلاً نهاراً، وعاينوا مجده في تواضعه وحقّه ومحبّته، ولم يدركوه! فاصبر الصبر الجميل في تبشيرك كاملاً. فنحن في حاجة ماسّة لمرافقته وهداه وتعزيته وتعليمه وتدخّله في عقولنا، وامتلاء انفسنا بروحه وتجديد قلوبنا كاملة وتقديسها، حتّى نفهم مَن هو، وماذا يعمل. فنعترف متواضعين: أنا أؤمن بأنّني لا أقدر أنْ أؤمن بيسوع المسيح ربنا مِن تلقاء نفسي أو قدرتي. ولا أقدر أنْ آتي إليه بواسطة طاقتي الخاصّة، بل الرّوح القدس دعاني بالإنجيل، وأنارني بمحبّته، وقدّسنِي بمواهبه، ويحفظنِي في نعمته. فليس أحد قدر أنْ يسمّي المسيح ربّاً، إلاّ بواسطة الرّوح القدس٠

الصّلاة: أيّها الربّ، أنا أعمى روحيّاً. فافتح عيني وقلبي وعقلي لإيمان حيّ، لكي أتّكل على حضورك معي في هذه اللّحظة. ولا تتركني وحدي، لأنّك ترافق كلّ الّذين يتكلّمون عنك بالإيمان والثقة. املأ قلوب الّذين يشتاقون إليك بسلامك. وانشئ فيهم الإيمان الحق بقدرة روحك القدّوس٠

السؤال ١٤٤: لِمَ استمع يسوع مدّة طويلة إلى تلميذيه بصبر كبير؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:33 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)