Home -- Arabic -- Luke - 133 (Jesus' Crucifixion and Death )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠
١١. صلب يسوع وموته (۲۳: ۲٦ – ٤٩)٠
لوقا ۲۳: ٤٤– ٤٩
٤٤ وَكَان نَحْوُ اٰلسَّاعَةِ اٰلسَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى اٰلأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى اٰلسَّاعَةِ اٰلتَّاسِعَةِ. ٤٥ وَأَظْلَمَتِ اٰلشَّمْسُ، وَاٰنْشَقَّ حِجَابُ اٰلْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ. ٤٦ وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هٰذَا أَسْلَمَ اٰلرُّوحَ. ٤٧ فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ اٰلْمِئَةِ مَا كَانَ، مَجَّدَ اٰللّٰهَ قَائِلاً: «بِاٰلْحَقِيقَةِ كَانَ هٰذَا اٰلإِنْسَانُ بَارّاً!» ٤٨ وَكُلُّ اٰلْجُمُوعِ اٰلَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهٰذَا اٰلْمَنْظَرِ، لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ، رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ. ٤٩ وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ، وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَهُ مِنَ اٰلْجَلِيلِ، وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذٰلِكَ٠
خيّمت مِن الساعة الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة، مِن يوم الجّمعة العظيمة هذه، ظلمة على كلّ المنطقة. ولا نعرف ان كان سبب هذه الظلمة عاصفة رملية، أو حادث فلكي، أو تكاثف الأرواح الشيطانية، كما قال يسوع عشيّة تسليمه، أنّ سلطان الظلمة يسيطر الآن. فعلّق المصلوب في تجربة الشيطان، متجمّداً جسده وفاقداً وعيه مِن شدّة آلامه الفائقة على قدرة احتمال الجسد. فلا نعرف إلاّ قليلاً عن هذه الساعات الثلاث في الحرّ والضيق. فالمجرّب تقدّم لنفس ابن الله البريئة ووسوس له: الله تركك، ويبغضك. وأنت خاطئ، لأنّك سميّت نفسك ابن الله. والآن أنت تشعر بغضب القاضي العادل. وانّي سأخطفك فريسة إلى الجحيم. أنت هالك لا محالة٠
وكان الشّعور الباطني في يسوع مفعماً بكلمة الله، وقد حفظ آيات التوراة منذ صغره غيباً. وأمه مريم علّمته الصّلاة الأمينة. والرّوح القدس ملأ قلبه. وحيث الرّوح البشري لا يقدر على المشاركة في مصارعة الأرواح، ينوب الرّوح القدس عن المؤمن بأنّات لا ينطق بها. فكم بالحري اختبر المولود مِن روح الله في ساعة التّجربة الهاجمة عليه، رغم ضعف جسده الكامل، وبدون ممّانعة تلقائية، أنّ الرّوح القدس هو المعزّي الإلهي والمحامي القدير، الّذي ينوب ويسند المؤمن وينصره باسم الله في كفاح الإيمان إلى النهاية (عب ٩: ۱٤)٠
ونرى نتيجة هذا الكفاح بين السماء والأرض المرتكز في المصلوب، لمّا انشق الحجاب العالي في الهيكل مِن فوق إلى أسفل، هذا الحجاب الّذي كان يفصل غرفة قدس الأقداس أي مسكن الله عن القاعة المسمّاة القدس، رمزاً لانتهاء ترتيب العهد القديم نهائيّاً، وان كان مؤمن بعد الآن يحصل بإيمانه بالمسيح على حقّ الدخول إلى الله القدّوس مباشرة. فالابن شقّ لنا الطريق إلى الآب، وصالحنا وأكملنا مرّة واحدة. والدّخول إلى الله، الّذي كان سابقاً مِن امتيازات رئيس الكهنة مرّة في السنة في يوم الكفّارة العظيم، أعطي الآن لكلّ مسيحي في كلّ الأزمنة والأوقات والأمكنة، فيتقدّم بثقة مرشوشاً بدم الحمل إلى عرش النّعمة، ويبذل عن نفسه الشكر تالياً لأجل الآخرين ابتهال الشفاعة المستمرّة. فالكفاح في نفس يسوع على الصليب قد فتح لك الطريق إلى الله. فأنت مقبول عند القدّوس بواسطة دم المصلوب٠
إنّ موت المسيح مقدّس. ولنا برهان أنّ يسوع لم يمت في الشكّ والكفر والمرارة واليأس، بل خرج منتصراً ظافراً مِن الصراع مع الشيطان. فصرخة نصره الأخيرة كانت صلاة الشّكر والإيمان مظهرة لنا انسجامه الغير المنكسر مع أبيه. فسمّى الخالق، ليس كما سماه المرّنم كقاض عظيم بعيد في المزمور ۳۱: ٦ «إلهي»، بل خاطبه بقوله: "يا أبتاه"، مثبتاً في هذا القول وحدته معه في الثّالوث الأقدس. إنّ المسيح قد غلب غضب الله على الصليب. هذا هو المعنى الجوهري للصليب. فمنذ هذا الوقت، لا يدين الله أتباع المصلوب. فقد أباد ابنه عوضاً عنا، أمّا حمل الله فغلب غضب القدّوس بتواضعه ووداعته، ووضع روح نفسه الطاهرة بين يدي الله الغاضب، مؤمناً ومعترفاً أنّه ليس إلاّ أباه المحبّ. فإيمانه خلّصه٠
إنّ المسيح مات حقّاً وروحه فارق جسده. ولكنّ نفسه لم تُضلّ في الوعر الخالي، بل ارتاحت مطمئنة بين يدي الله. والمسيح ثبت دائماً قدّوساً وسلطانه لم يقلّ. ففي لحظة موته لم يجد الموت سلطة عليه بل أنّه مات موتنا. أمّا هو فعاش في الله بدون نهاية٠
وفسّر لوقا لنا كيف أثّرت آلام المسيح وموته على قائد الجند، الّذي راقب بتيقّظ وانتباه المصلوبين الثلاثة، لكيلا ينزلهم أقرباؤهم عن الصليب، ويصلبوا شبيهين بدلاً منهم. فشهد هذا الأممي جهراً، أنّ يسوع صلب ظلماً، وكان بالحقيقة بارّاً. وهذه الشهادة الغريبة سمعها وشعر بها كلّ الحضور، الّذين شاهدوا فزعين غضب الله منسكباً على البارّ، راجين أنّ صلاة يسوع الشفاعيّة لا تذهب سدى. فلم يهرب كلّ تلاميذ يسوع وأتباعه في ساعة الخطر، بل تبعوه مِن بعيد، خصوصاً النساء اللواتي اقتربن منه قدر الإمكان، ولاحظن بدقّة كلّ كلمة وحركة مِن المسيح حتّى صرخته الأخيرة. فهنّ قد حفظن لنا آيات المسيح السبع، الّتي نطق بها على الصليب. وهي جواهر المسيحية الحقّة. هل تعرفها غيباً، وفهمتها حقّاً، وآمنت بها صدقاً؟
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، حمل الله القدّوس. نعظّمك ونمجّد أباك بالروح القدس، لأنّك أكملت خلاص كلّ البشر على الصليب مرّة واحدة. ونسجد لك ونشكرك ونحبّك ونقدّم حياتنا شكراً لك. اقبلنا واحفظنا في كلّ التجارب، لنثبت واحداً معك بالنّعمة٠
السؤال ١٤١: كف دُفن المسيح؟