Home -- Arabic -- Luke - 132 (Jesus' Crucifixion and Death )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠
١١. صلب يسوع وموته (۲۳: ۲٦ – ٤٩)٠
لوقا ۲۳: ۳٥– ۳٨
٣٥ وَكَان اٰلشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَاٰلرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ اٰلْمَسِيحَ مُخْتَارَ اٰللّٰهِ». ٣٦ وَاٰلْجُنْدُ أَيْضاً اٰسْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ، ٣٧ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ اٰلْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ». ٣٨ وَكَان عُنْوَان مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانيَّةٍ وَرُومَانيَّةٍ وَعِبْرَانيَّةٍ: « هٰذَا هُوَ مَلِكُ اٰلْيَهُودِ»٠
عُلّق يسوع على الصليب وسط عاصفة أوجاعه. وعلى جانبيه لصّان، يتلوّيان معذّبين بآلامهما ولاعنين وشاتمين صالبيهما. أمّا ابن الله، فصلّى لأجل أعدائه، وكفر عن ذنوبِهم. وقد جلس تحت رجليه فرقة مِن الجند القتلة، الّذين حصلوا على ألبسة المصلوبين كمكافأة لأجل خدمتهم في وظيفتهم المرعبة. وكما في كازينو القمار، هكذا اقترع الجند بالنرد على نصيبهم، بلا شعور ولا حسّ، بينما كان معطي الفرح الحقّ، ينزف دمه مِن جروحه لأجلهم٠
ورؤساء الأمّة الرّوحيون كانوا واقفين جانباً، علّ يسوع يعترف أنّه ضّال، ويصلّي بدموع الندامة مستغفراً لكبريائه. ولكنّهم سمعوا فجأة الصّلاة الشفاعيّة، الّتي سمّى فيها الله أباه، متوسطاً ومستغفراً لأجلهم، هم الرؤساء المدّعو البرّ، فلم يستغفر لنفسه، بل غفر لهم، مثبتاً أنّه الإله الحقّ. فحنقوا واغتاظوا عليه، ليس لقتل جسده فقط، بل لتلويث سُمْعَتِه في الشعب أيضاً ولإبراز ضعفه المبين٠
فهؤلاء الأتقياء انساقوا مِن سلطان الظلمة لتجربة يسوع حتّى يتمنّى النزول عن الصليب ولو ثانية واحدة، ليبطلوا استحقاقه كحمل الله. هذا هو هدف الشيطان منذ اللّحظة الأولى لحياة المسيح، ليبيد فعالية الصليب بواسطة إيقاع القدّوس في الخطايا. فجدّف الرؤساء على خدمة محبّته، واتخذوا من سلطانه أمراً مشكوكاً فيه، وحرضوا إرادته ليخلّص نفسه بنفسه، ليبرهن ويثبت بنزوله عن الصليب معجزة خارقة، انّه ابن القدير، مدّعين أنّهم إذ ذاك يؤمنون به ويصدّقونه. وفوق ذلك فإنّهم قد جرّبوا الله نفسه، وسمّوا المسيح مختاره مِن بين كلّ النّاس. فأين عون الله للّذي اختاره؟ وكلمات مِن هذا النوع ممتلئة ومشحونة بالبغضة والحقد، تصدر دائماً مِن جهنّم نفسها. وهؤلاء الكتبة قد نسوا الجملة الافتتاحية لسفر المزامير القائلة: طوبى للرجل الّذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس٠
والجنود الغرباء أيضاً، الّذين لم يفهموا اللّغة الآرامية جيّداً، اشتركوا في الاستهزاء، وقدّموا للمعذب خلاّ، ليزيدوا الحرقة في تعذيبه، وطلبوا إليه النّزول عن الصليب، رمزاً لقدرة إله اليهود فيؤمنون به. وقد كانت غاية يسوع، ان يؤمن جميع الأمم واليهود بالإله الحقّ وابنه الحنون، فينالوا الحياة الأبديّة. ولكنّه لم ينزل عن الصليب، بل ثبت مصليّاً في نار غضب الله، لكي يحرّرنا حقّاً. والمسيح حقّاً كان ملك اليهود، كما كان في الوقت نفسه ربّ الأرباب ومالك كلّ النّاس، الّذين أحبّهم واشتراهم لله بدمه مِن سوق عبيد الخطايا. وهكذا أصبح كلّ إنسان ملكاً للمسيح. كلّنا نخصّه وهو مالكنا الإلهي، إذ نحن ملكه الخاص. فالمسيح هو الملك الحقّ الفريد. نحن نعيش مِن مصالحته، أكثر ممّا نعلم، وبدونه لا نقدر أنْ نفعل شيئاً حتّى ولا تنفساً ولا نوماً ولا أكلاً، لأن بدون المصلوب ينبغي على الله إبادة كلّ النّاس حالاً. فكلّ المخلوقات تعيش دائماً مِن ذبيحة المسيح، الّتي فتحت لنا أبواب رحمة الله وصبره العظيم٠
لوقا ۲۳: ۳٩ – ٤۳
٣٩ وَكَان وَاحِدٌ مِنَ اٰلْمُذْنِبَيْنِ اٰلْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ اٰلْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» ٤٠ فَاٰنْتَهَرَهُ اٰلآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اٰللّٰهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا اٰلْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ ٤١ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ اٰسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هٰذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». ٤٢ ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اٰذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». ٤٣ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اٰلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ اٰلْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي اٰلْفِرْدَوْسِ»٠
أحبّ المسيح كلّ النّاس سواسية، حتّى المجرمين. فكلّنا لصوص بمقياس كمال محبّة الله. وكلّ خطيئة هي جرم شنيع. وفي نور الله سيرتجف كلّ النّاس مِن استكبارهم. ولكن يوجد فرق بين المجرمين. فبعضهم يتوب، مدركين قباحة عيوبهم، نادمين عليها حقّاً، ويخافون من الله الحي. بينما الآخرون لهم قلب قاس، ويجدّفون على الله تجديفاً كبيراً فوق ذنوبهم الغليظة، ويجربون محبّته بصلوات إلحادية صادرة مِن روح الجحيم٠
فأحد اللصّين المصلوبين مع يسوع قال، انّه مستعدّ أنْ يؤمن بسلطان المسيح وألوهيته، إنْ نزل عن خشبة اللّعنة، وساعده لينزل هو أيضاً، لأنّهم زملاء في الضيق. وتجديف هذا المجرم الملتوي على الصليب، كان صدى لتجديف المارّين على يسوع٠
ولكنّ المجرم الثاني، الّذي علّق معهما على الصليب مِن الجانب الآخر، كان قد رأى إشراق نور الله في المسيح، لأنّه سمع كلماته الّتي وجّهها إلى النساء اللاوطم، وشعر بمحبّة المعذّب لكلّ النّاس، وأصغى لصلاته الّتي قالها لغفران ذنوب معذّبيه. فشعر هذا اللصّ أنّ يسوع، لم يكن إنساناً اعتيادياً، وتيقّن ببراءته تماماً، وأدرك مِن استهزاء الرؤساء الناقمين والجند الساخطين، أنّ المصلوب الوديع إلى جانبه هو المسيح ابن الله الحيّ بالذّات٠
أي عار وخجل لكلّ البشر! رؤساء الكهنة والفقهاء والشّعب والجند وعامّة الخطاة لم يدركوا في هذه الساعة جوهر يسوع. فقط اللصّ المرفوض شعر بمجده. فمحبّة الله المتجسّدة في المسيح أنارته، وهو السّاقط تحت ثقل الدينونة العادلة الإلهيّة المقبلة عليه، وقادته إلى التّوبة والاعتراف جهراً، حتّى امتلأ فمه بالشهادة عن براءة المسيح، وتواضع لصلاة الإيمان بكلّ خشوع. واللصّ التائب سمّى يسوع الربّ وآمن بألوهيته. وطلب منه بعد دخوله إلى السماوات أنْ يخفض عذابه في جهنّم.إذا كان عالماً أنّ حصّته الهلاك. ولكن ألقى رجاءه تماماً على النّعمة. ما قدر أنْ يقدّم أعمالاً صالحة، ولم يرتّل تسابيح الحمد على الصليب، بل التمس من يسوع رحمة، وتمسّك في قلبه بالرحمن الرحيم، كأنّه غارق متمسّك بخشبة مارّة به، فيخلص٠
لن يصلّي إنسان مسحوق بمثل هذه الصّلاة إلى يسوع إلاّ ويسمع الجواب نفسه: اليوم تكون معي في الفردوس. فمَن ينكسر اليوم أمام يسوع يدخل حالاً الحياة الأبديّة. ومَن يغفر يسوع ذنوبه يحلّ رأساً الرّوح القدس عليه، منشئاً السماء في قلب المطهّر٠
ويا للعجب! فكثيراً ما يدرك اللصوص هذه النّعمة أسرع مِن المستقيمين، لأنّ الخلاص يأتينا بالنّعمة فقط، لا بالأعمال. إيمانك قد خلّصك. فهل أنت لصّ متبرّر أو مجرم في برّك الذاتي؟
وفي تلك اللحظة لمّا آمن طالب نعمة المسيح، كان فرح في السماء أكثر مِن ألف بارّ لا يحتاجون إلى توبة. وخلاص اللصّ في الصليب بدون معمودية هو رمز لخلاص البشر كلّه٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع، أنا المجرم، وأستحقّ الموت على الصليب. لا رفضني، بل أنرنِي بقداستك، وقدنِي للاعتراف بخطاياي ورفضها في قوّتك. واغفر لي ذنوبِي. وخذنِي إلى حضنك، لكيلا يفرّقني الموت عن محبّتك. أنت رجائي الوحيد. موت يسوع النيابي عنّا
السؤال ١٤٠: ما هي الكلمات الثلاث الّتي أخبرنا لوقا أنّ المصلوب قد نطقها. وما الّذي فهمته منها؟