Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 124 (Jesus' Farewell Words to His Disciples )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠

٥. كلمات وداعيّة مِن يسوع إلى تلاميذه (۲۲: ۲٤- ۳٨)٠


لوقا ۲۲: ۳۱- ۳٤
٣١ وَقَالَ اٰلرَّبُّ: «سِمْعَان سِمْعَان، هُوَذَا اٰلشَّيْطَان طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَاٰلْحِنْطَةِ! ٣٢ وَلٰكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». ٣٣ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى اٰلسِّجْنِ وَإِلَى اٰلْمَوْتِ». ٣٤ فَقَالَ: «أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ، لاَ يَصِيحُ اٰلدِّيكُ اٰلْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي٠

بعد أنْ أوصى المسيح لتلاميذه بالملكوت، رأى بطرس نفسه كرئيس للوزراء جالساً عن يمين الابن، ومالكاً معه إلى الأبد. فاتّكل على خبرته الخاصّة، وقوّته الجّبارة، وإيمانه الجريء، وشهادته المعلنة. ولم ير الحركات المستترة في العالم الغير المنظور، لإسقاط الرسل٠

فالحكمة الإلهيّة تسمح للشيطان، أنْ يمثل أمام الله، ويشتكي على القديسين، وينال السماح لامتحانهم. وهذا الامتحان يشبه مراراً إلقاء المؤمن في غربال الريفي الخشن، الّذي يغربله فاصلاً القمح عن الزوان. هكذا نال الشرّير مِن الله السماح، ليغربل التلاميذ الاثني عشر بلا شفقة ليزعزعهم، وليبرهن أنّهم غير قادرين لوظيفة الرسل. هل تدرك الكفاح بين الله والشيطان لأجل أنفسنا وراء ستار الكون؟ إنّ إبليس يعزم إهلاكك، فهل أنت زوان أو قمح حنطة أم شعير؟

وقد خاطب يسوع سمعان مرّتين باسمه القديم، ليحذّره ويريه ان طبيعته القديمة الثائرة والجبانة، ما زالت بعد. ولم ير المسيح سقوط بطرس مسبقاً فقط، بل صلّى إلى الله لأجله، متوسّطاً له، طالباً تقوية إيمانه. هذا يدلّنا على أنّه ليس إنساناً يعيش من قدرته الخاصّة، بل إيمانه ومحبّته ورجاؤه هي نتيجة شفاعة المسيح. فإيمانك نعمة وليس عملك الخاص٠

ونظر يسوع أكثر إلى المستقبل، ورأى ندامة بطرس وانسكاب الرّوح القدس فيه مسبقاً، حيث سيقوم الفاشل والمنكر بجرأة، ليس بقوّته الخاصّة، بل بإرشاد الرّوح القدس، معلناً بلا خوف حقائق الله في الإنجيل. هذا كان الانقلاب الجذري في حياة بطرس، أنّه أدرك كيف كان عدماً في نفسه وجباناً ومذنباً، ولكن نعمة المسيح وحدها طهّرته وفوّضته للشهادة الناجحة عن فداء المسيح. هكذا أصبح مِن المدعى بنفسه وغير المقتدر، معّزياً منكسراً للكثيرين، ورافعاً الكنيسة في قوّة الله إلى الإيمان الحي المؤسس على التّوبة الصادقة، واعترف في مجمع الرسل الأول أمام كلّ المعارضين بقوله "بنعمة الربّ يسوع المسيح نؤمن أنْ نخلص" لا بقدرتنا الخاصّة الباطلة٠

ولكن لمّا كانوا في العليّة آنذاك، لم يخطر لبطرس فكر سقوطه أو اهتدائه، بل ادعى أنّه سينصر المسيح في كفاحه لأجل السلطة، مستعدّاً حتّى الموت. فنظر يسوع إليه حزيناً، وانبأ الّذي شهد مِن قبل "ان يسوع هو المسيح ابن الله" انه سيغرق غرقاً عميقاً حتّى ينكره ثلاث مرات علانية مدّعياً أنّه لا يعرف مخلّص العالم قط ولم يره أبداً. ولكن صياح الديك سيبرهن له أنّ المسيح هو العليم الرحيم، الّذي حذّره مسبقاً لتنبيهه٠


لوقا ۲۲: ۳٥- ۳٤
٣٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلا كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ، هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». ٣٦ فَقَالَ لَهُمْ: «لٰكِنِ اٰلآن، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذٰلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. ٣٧ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هٰذَا اٰلْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ اٰنْقِضَاءٌ». ٣٨ فَقَالُوا: «يَا رَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَان». فَقَالَ لَهُمْ: "يَكْفِي"!٠

لمّا جرت مِن يسوع في الجليل عجائب وشفاءات للمرضى وطرد للشياطين كان رسله مقبولين ومحترمين وقوبلوا في كلّ قرية بضيافة أمينة، ولم يحتاجوا شيئاً. ولكن في أورشليم العاصمة، لم يكن ليسوع أصدقاء كثيرون. لأنّ الّذين أعجبوا به خافوا مِن الاعتراف به جهراً، لأنّّ يسوع كان مضطهداً محارباً مِن المجمع الأعلى، واسمه على جدول المطلوبين. فاهتم يسوع بتلاميذه لمّا بعد موته، وأمرهم بالاقتصاد في المصروف والمحافظة على المؤن، حتّى اقترح عليهم شراء سيفين، لكي يخاف العدّو أنْ يهاجم. فلم يأمرهم المسيح أنْ يضربوا بالسيف، بل أنْ يحبوا أعداءهم ويخوفوهم تخويفاً، ويفضلوا أنْ يموتوا مِن أنْ يسفكوا دماً. ولم يفهم تلاميذه، ولم يدركوا، أنّ الدعوة إلى السيفين هي دعوة للجهاد الرّوحي أولاً، ليستعدّوا في قلوبِهم للقتال ويطلبوا مِن ربّهم سيف الرّوح للدفاع أمام مكائد الشيطان٠

وعلم يسوع أنّ ساعته المرّة مقبلة، إذ كان على القدّوس أنْ يموت كَلِصْ، ويسميه الأتقياء مجدّفاً ثائراً. ولكنّ المسيح علم أنّه ينبغي أنْ يموت محتقراً مِن كلّ النّاس ليفديهم، وهم أعداؤه. فرأى موجة الشرّ متدحرجة عليه، مستعدّة لتغطيته. ولكنّه لم يهرب، بل اهتم واعتنى بتلاميذه لآخر لحظة٠

الصّلاة: أيّها الربّ، أنت أعظم مِن كلّ نبي. أنت إله حقّ، وتعرف مستقبلنا وفشلنا وضعفنا. اشفع فينا وتوسّط لأجلنا لكيلا يفنى إيماننا. اغفر لنا اكتفاءنا واستكبارنا وأنانيتنا، لنصبح أمناء لك في المحبّة٠

السؤال ١۳۲: ما هي غاية ابتهال يسوع لأجل بطرس؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:31 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)