Home -- Arabic -- Luke - 105 (The Healing of a Blind Man in Jericho )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٣٢. شفاء الأعمى في أريحا (۱٨: ۳٥ -٤۳)٠
لوقا۱٨: ۳٥ -٤۳
َ٣٥ وَلَمَّا اٰقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى اٰلطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. ٣٦ فَلَمَّا سَمِعَ اٰلْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟» ٣٧ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ اٰلنَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. ٣٨ فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ اٰبْنَ دَاوُدَ اٰرْحَمْنِي!». ٣٩ فَاٰنْتَهَرَهُ اٰلْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ، أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا اٰبْنَ دَاوُدَ اٰرْحَمْنِي». ٤٠ فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يقدّم إِلَيْهِ. وَلَمَّا اٰقْتَرَبَ سَأَلَهُ: ٤١ «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، أَنْ أُبْصِرَ». ٤٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانكَ قَدْ شَفَاكَ». ٤٣ وَفِي اٰلْحَالِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اٰللّٰهَ. وَجَمِيعُ اٰلشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اٰللّٰهَ٠
لم تفهم أكثريّة اتباع يسوع مَن هو في الحقيقة. فسمّوه معلماً، أو سيّداً، أو نبيّاً، أو ناصريّاً. ولكنْ قليلون تجرّأوا على القول، أنّه المسيح الملك الآتي مِن عند الله. ولمّا استفهم الأعمى الجالس على حافة الطريق العام في مدينة أريحا، وعرف أنّ يسوع الناصري يمرّ مع أتباعه، صرخ رأساً بصوت عالٍ: يا يسوع ابن داود ارحمني. فالأعمى المسكين أدرك ثلاثة أشياء ونطق بها، أولاً، أنّ يسوع هو وارث داوود الموعود به. ثانياً: أنّ يسوع هو الّذي عزم الله أنْ يكون أباه. ثالثاً: يكفل الله له عرش أبيه إلى الأبد. فبهذا الإيمان فسّر الأعمى الوعد المكتوب في سفر صموئيل الثاني ٧: ۱۲-۱٤ وفهم انطباق معانيه على الطبيب العجيب يسوع واثقاً أنّ كلّ بركات الله وقواه تجري منه٠
ولمّا سمعت الجماهير التابعة ليسوع هذا الصراخ حاولوا إسكات هذا الطفيلي. ولكنّه صرخ بأعلى صوته، لأنّه رغم انكفاف عينيه. فقد عرف بأعين قلبه مَن هو يسوع الناصري، واعترف بإيمانه به، ولم يرضخ لتحذيرات الجماهير له، بل فكّر في نفسه: الآن فرصة حياتي، وإذا لم أغتنمها فستمرّ. لهذا السبب، فلأصرخ عالياً بأقوى ما أستطيع مِن حنجرتي٠
وفي هذا التيقن آمن، ان خليفة داود هو رحيم، وليس سلطاناً متعجرفاً، بل يهتمّ بالمساكين، وعنده وقت لأعمى محتقر، ويرحمه برحمته الإلهية٠
ووقف يسوع وكلّ الجمع التابع له، متريّثاً إكمال الطريق إلى الصليب، متّجهاً إلى هذا المؤمن المسكين، وأمر بجلبه. فتملّك الجمع صمت عظيم، لأنّ يسوع لم يرفض معنى هذا الهتاف المختص به، أنّه ابن داود المسيح، فاعترف بهذا أنّه ابن داود وابن الله بنفس الوقت٠
ولمّا وقف الأعمى أمام يسوع، سمع صوته المحبّ قائلاً: ماذا تريد أنْ أفعل لك؟ فيسوع جنّد إرادة المسكين، مجتذباً كلّ أمانيه إليه ليرتكز على قدرته الشفائية. فلم يطلب الأعمى مِن يسوع السماء أو المال، ولا الحياة الأبديّة أو الغفران، بل بكلّ بساطة انفتاح عينيه. وهذا تماماً الّذي أراد يسوع، ان يطلبه تلاميذه منه. ولكنّه فكّر انهم فاهمون كلّ شيء ويبصرون كلّ الأسرار. فكانوا عمياناً بالرّوح، رغم انفتاح أعينهم المبصرة. ليتنا ندرك تحديد عقولنا، وقلة معرفتنا لكلمة الله، وضعف أعمال المحبّة، ونستعد لسؤال محبّة الله: ماذا تريد أنْ أفعل بك. فكيف تجاوب على سؤال يسوع هذا؟ هل تجاوبه كذلك المؤمن الأعمى بقولك. افتح عيني؟ وهل تصلي لتفتح أعين أصدقائك وأعدائك؟ أو تكتفي ببصرك وإدراكك؟ اطلب مِن الربّ القادر على كلّ شيء أنْ يريك أنانية قلبك، لتسقط قشور عَمَاكَ. وتنظر إلى العالم بحنان وشفقة، مثلما ينظر يسوع في محبّته الإلهيّة٠
وأمر ابن الله المكفوف بكلمته القاطعة: أبصر. وبهذا الأمر وضع قوّته الخالقة في إرادة الأعمى، وأحيا أعصابه، وشجّعه ليطيع أمره الملكي، مستخدماً كلّ القوى الهاجعة في المسكين. ويأمرك يسوع أيضاً: كن مبصراً، أدرك عجائب خطة خلاص الله، وانظر قبل كلّ شيء الشخص الفريد يسوع. وهذا ما أثّر في نفس المشفي تأثيراً عميقاً لأوّل وهلة بعد إبصاره، إذ رأى وجه يسوع أمامه، مفعماً باللطف والمحبّة والحق. ففهم رأساً: هذا هو ملكي، يسوع الناصري ابن الله٠
وقبل أنْ ينفجر المشفي والشعب بعاصفة الحمد والشكر قال يسوع للمبصر: إيمانك خلّصك. وهذا الإيمان ابتدأ بتعمّق المسكين في مواعيد الله المعطاة لداود. فأدركها متحقّقة في يسوع، واثقاً أنّه القدّوس الرحيم، ورآه بأكثر وضوح أمام عيني قلبه. ولمّا سمع عن مجيئه، صرخ إليه مؤمناً متواضعاً مصممّا متمسّكاً بعباءة منقذه المجتاز في الطريق. إنّ هذا النوع مِن الإيمان يخلّص. اقرأ في الكتاب المقدّس، فترى يسوع بكلّ جماله، وتنال قوّته العظيمة٠
واتبع المشفي سيّده يسوع رأساً، لأنّ رجوع بصره فجأة.كان له برهاناً قاطعاً على سلطان المسيح، فعيناه لم تعودا توجعانه، ولم يلفهما بأربطة كما بعد عملية جراحيّة. بل يسوع شفاه بكلمة واحدة. فهو إله خالق حاضر بين البشر، لأنّ الله قد زارهم مبتدئاً بتأسيس مملكته. ولكن كان جميع هؤلاء التابعين عمياناً، لأنّهم لم يدركوا، أنّ يسوع كان على طريقه نحو الصليب، حيث سيصلبه الّذين يبتهجون به حاضراً٠
الصّلاة: أيّها الربّ، أنا أعمى، ولا أرى خطواتك في تاريخ حاضرنا. افتح عينيّ لأراك وأدرك قلبي الشرّير، وأتمسك بلطفك. قَوِّ إيمانِي، لأتقدّم إليك مع كلّ أصدقائي، لتفتح أعيننا ونرى المكفوفين حولنا، ونجلبهم إليك أنت المصلوب والمقام الحيّ. انّك تريد تبصيرنا وإنارة قلوبنا٠
السؤال ١١٤: ما هو الوعد المعطى مِن الله لداود عن وارثه. وبِمَن تمّ هذا الوعد. وكيف؟