Home -- Arabic -- Luke - 104 ( Christ Confirms His Death and Resurrection )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع : أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٣١ - المسيح يؤكّد موته وقيامته (۱٨: ۳۱-۳٤)٠
لوقا۱٨: ۳۱-۳٤
٣١ وَأَخَذَ اٰلاِٰثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِاٰلأَنْبِيَاءِ عَنِ اٰبْنِ اٰلإِنْسَانِ، ٣٢ لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى اٰلْأُمَمِ، وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ، وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ، ٣٣ وَيَجْلِدُونَهُ، وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اٰلْيَوْمِ اٰلثَّالِثِ يَقُومُ». ٣٤ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذٰلِكَ شَيْئاً، وَكَانَ هٰذَا اٰلأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ.
انفرد يسوع بتلاميذه الاثني عشر. وتجنّب معهم عن الجماهير واختّصهم لثالث مرّة بخبر هام عن سرّ قمّة كيانه. فالملك الإلهي استعدّ ليموت. لم يرد أنْ يبيد أعداءه بالسيف مثلما يفعل السياسيون الدنيويون. ولم يرد اغتصاب السلطة بعون الملائكة، بل تهيّأ للموت عوضاً عن الأشرار، وعزم أنْ يصالح الخطاة بالله. فوجّه طريقه نحو الصليب مصمّماً نحوه بكلّ وضوح. وبينما كان يستعدّ لموته منكراً نفسه تباحث تلاميذه عن مقدار المكافأة ومهنهم. ففكّروا دنيويّاً، والمسيح فكّر سماويّاً، وحاول اجتذاب تلاميذه لمستوى أفكاره، لكن عبثاً. فلم يفهموا أنّ قوّة الله تبدو مستضعفة. وما أدركوا أنّ المنتصر على الأمراض والموت والشيطان يستسلم بدون مدافعة، ويوافق أنْ يذبحوه صامتاً كخروف بين يدي جزار، دون أنْ يفتح فاه٠
ورسم المسيح أمام أعينهم حقيقة تألّمه وموته وقيامته بكلّ وضوح، لكيلا يتزعزعوا في إيمانهم إذا هجمت الأحداث عليهم. ولم يبنهم على نبوّاته الخاصّة الصادرة منه فقط، بل ثبتّهم قبل كلّ شيء على النصوص مِن العهد القديم، الّتي أوضحت تألّمه وموته مسبقاً، لأنّ الرّوح القدس اتجه منذ مئات السنين لهذه الساعة القاطعة في التاريخ البشري، ألا وهي ساعة فداء العالم! والأنبياء الحقيقيون اتّخذوا صليب المسيح محوراً لنبوّاتهم (إشعياء ٥۰: ٦ وإشعياء ٥۳ وزكريّا ۱۱: ۱۲ و۱۲: ۱۰ و۱۳: ٧ والمزمور ۲۲ وغيره)٠
فالملك المستعد للموت، أعّد تلاميذه الجهلاء لأصعب ساعة في حياته وحياتهم. ولم يقل لهم: أنا صاعد وسط الجبال الصحراوية نحو أورشليم المرتفعة، بل قال: ها نحن صاعدون، لأنّكم تشتركون معي في الاحتقار والاضطهاد والبكاء، إذ تسقطون مباشرة في غربال الشيطان المهزوز، لأنّه يقصد إهلاككم، يا رسلي في المستقبل!٠
وسمّى المسيح الضيق الأكبر المقبل عليه تسليمه إلى أيدي الأمم، إذ أنّ هذا التسليم للسلطة الكافرة يعتبر عند اليهود المؤمنين عاراً كبيراً، كان الله ترك المستسلم، ولم يحمه بعدئذ. فكان انفصاله عن أبيه على الصليب مِن البداية هو سرّ الصليب الحقّ، الّذي اكتأب منه يسوع، عالماً أنّ أباه سيحجب وجهه عنه، وينفصل عن ابنه الحبيب، ليسكب على حمل الله كلّ غضبه، ويدينه عوضاً عن الخطاة٠
فالآلام الأخرى كلّها المذكورة سالفاً، هي تفسير لهذا الترك الإلهي، وتعني التّجربة المتسلسلة ليسوع ليبغض ظالميه، فيسقط إلى الخطيئة، ويفقد هكذا استحقاقه للموت كحمل الله الفريد. ذبيحة عوضاً عنا. لكنّه ثبت في المحبّة الأزليّة، مباركاً مضايقيه مصلياً مِن قلبه. وصرخ بكلمته الأولى على الصليب قائلاً: يا أبتاه اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون٠
إنّ إبادة قدّوس الله كانت هدف الشيطان. والإنسان يسوع، سلّم إلى يديه. وعبيد الشيطان افترسوا جسده بضربات السياط، الّتي كان مربوطاً بسيورها اللاذعة قطع حديدية كاشطة الجسم عن العظم. وأخيراً صلبوه، ليموت بواسطة ثقل جسده على الصليب، ليميتوا نفسه بنفسه. فتجمّد جسده الممزّق، وتوقّف قلبه، ولكن روحه ثبت حيّاً، لأنّه قد استودعه بين يدي أبيه٠
وقد بقي المسيح بلا خطيئة، حتّى وهو على الصليب، يعاني التجارب الشيطانية. فغلب بلطف تواضعه الشيطان الماكر وكلّ قدرته. ولكن الّذي بقي بدون خطيئة، فلن يموت، لأنّ أجرة الخطيئة هي موت. فقام المسيح مِن بين الأموات وترك الموت كثوب مفتّت، وبانت نفسه منتصرة على الخطيئة والشيطان والموت، حتّى أنّه أطفأ غضب الله، وصالح البشر كلّهم مع القدّوس. فقيامة يسوع هي رمز ظفره وصورة رجائنا. فلا تنس أنّ يسوع انبأ بموته قبل قيامته مؤكّداً أنّ حياة الله لن تموت فيه٠
فمع ذلك، لم يفهم التلاميذ أسرار شخصيّة يسوع ووظيفته. فكانوا عمياً، ليس لمعاني تألّمه وموته وقيامته فقط، بل أيضاً اعتبروا حدوث هذه الأحداث مستحيلاً، وفكّروا أنّه مثّل مثلاً غير حقيقي. فلم يكن الرّوح القدس قد انسكب في قلوبهم، ولم يكن قد أعلن لهم خطّة خلاص الله بعد. فهم إذاً عمي، رغم أنّهم تبعوا ربّهم، منذ زمن طويل. فهل لا زلت أعمى أنت أيضاً، أو تسجد لحمل الله؟
الصّلاة: أيّها الربّ القدّوس، نشكرك لأنّك أصبحت إنساناً، لتتألّم وتموت عوضاً عنّا. ونشكرك لتحمّلك الاحتقار والجلد والبصق والضربات والموت، لكي نشترك في قيامتك وحياتك الأبديّة. افتح أعين أصدقائنا، لكي يجدوا في صليبك حياتك٠
السؤال ١١۳: كيف أعدّ يسوع تلاميذه لآلامه وموته وقيامته؟