Home -- Arabic -- Luke - 099 (Statements About the Coming of the Kingdom of God and the Second Coming of Christ )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٢٦. أقوال عن مجيء ملكوت الله والمسيح الثاني (۱٧: ۲۰ – ۳٧)٠
لوقا۱٧: ۲۰ – ۲۱
٢٠ وَلَمَّا سَأَلَهُ اٰلْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ؟» أَجَابَهُمْ: «لا يَأْتِي مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ بِمُرَاقَبَةٍ، ٢١ وَلا يَقُولُونَ: هُوَذَا هٰهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ دَاخِلَكُمْ٠
ليس هدف المسيحية الأوّل هو الصليب ولا اهتداء الأفراد ولا دخولهم إلى السّماء، ولكن إعلان ملكوت الله في المجد. واليهود في زمن يسوع ترقّبوا مجيء هذا الملكوت بشوق واضطراب، عالمين أنّ ملك الله الآتي سيقلب العالم ويقيم الأموات ويزيل كلّ ممّالك الدنيا، وينشئ بهاء وحقّاً ومجداً على الأرض (دانيال ٧: ۲٧) فالإنسان الطبيعي ينتظر في عمهه الروحيّ غالباً تحسين الأوضاع في المستقبل، لا تجديد القلوب. ولكن ملكوت الله يأتي بالعكس ويغير أولاً القلوب، وعندئذ يظهر علانية٠
فجاوب المسيح على سؤال الفريسيين حول بداية ملكوت السماوات على الأرض بطريقتين، فهذه المملكة لا تأتي مكشوفة ظاهرة بخيول وعربات وجيوش وأسلحة فتّاكة، بل غير منظورة وروحيّة كقوّة إلهيّة. فلا تقدر ان تدرك ملكوت الله باللمس والبصر، بل تعرف عظمته بواسطة الإيمان وحده، ثابتاً في الرّوح القدس الدافع في هذا الملكوت٠
وبعدما فسّر يسوع جوهر ملكوت الله، جاوب أيضاً على السؤال الخطير المختص بزمن بداية سلطة الله على الأرض، قائلاً: الآن قد ابتدأ الملكوت حاضراً في وسطكم. وبهذه الكلمة دلّ على ذاته، لأنّ المسيح هو ملك الملوك وربّ الأرباب. وفيه تكمن كلّ قوى وحكم ومجد الله. كما أنّ محبّة الله وصبره هما جوهر الملكوت. وقد دفع أبوه كلّ السلطان في السماء وعلى الأرض بين يديه، بعدما صالح الخطاة مع القدّوس٠
وهذه المصالحة هي الجسر الّذي يعبر عليه الرّوح القدس إلى قلوب التلاميذ، ويملأ كلّ المؤمنين. وحيث يحلّ روح الله، هناك يكون الله بذاته. وحيث يثبت الله في الإنسان، فهناك يتجلى الملكوت داخل الإنسان. وهكذا تستتر مملكة الربّ اليوم في كلّ الكنائس الحقّة، وفي كلّ المؤمنين المنفردين. فهل أنت عضو مولود ثانية لملكوت المسيح؟ أو تقف خارج رحابه في الظلمة؟ وإنْ كنت أهلاً في مملكة أبيك السماوي. فماذا تعمل عمليّاً لنشر وتثبيت ملكوت المحبّة في محيطك؟
لوقا۱٧: ۲۲ – ۲٥
٢٢ وَقَالَ لِلتَّلامِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ اٰبْنِ اٰلإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ. ٢٣ وَيَقُولُونَ لَكُمْ:هُوَذَا هٰهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ، لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا، ٢٤ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ اٰلْبَرْقَ اٰلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ اٰلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ اٰلسَّمَاءِ، كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضاً اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. ٢٥ وَلٰكِنْ يَنْبَغِي أَّوَلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ هذَا اٰلْجِيلِ٠
لمّا سمع التلاميذ، أنّ ملكوت الله حضر بينهم، تهللوا ووزعوا في أفكارهم مناصب الوزارة. فحذّرهم يسوع مِن التفكير الدنيوي، ودلّهم على تألّمهم الشديد نتيجة لصعوده إلى السماء. عندئذ سيكونون متروكين، بدون حضور وحماية ملكهم ظاهراً، متكلّين على مواعيده فقط ومؤمنين بقوّته المتمركزة في قلوبهم. فلا ينتشر ملكوت الله علانية في العالم، بل هو مستتر كما كان في المسيح. فإنّك لا ترى أتباع يسوع يمتلكون تيجاناً متلألئة، ولا ملابس برّاقة، ولا سلطة بهيّة بل هم يتحملون ضيقاً واحتقاراً واضطهاداً وقلة في العدد، ليصرخوا أخيراً، وهم في الكابوس الأليم: تعال أيّها الربّ يسوع٠
وضيقات الأيام الأخيرة ستنشئ اشتياقاً فيهم إلى مجيء المسيح، لتمتدّ حواسّهم مفتشين نحو علامة صغيرة دالّة على وصوله. فينتظرون الاختطاف في كلّ حين. ولكنّ يسوع يحذرهم قائلاً: لا تكونوا سطحيين، وقابلين بسرعة كلّ دعاية. فأنا لا آتي مستتراً كخيال أو شبح، ولا كإنسان عادي، ولا كسلطان دنيوي، بل إنّ مجيئي الثاني هو كانفجار مجد الله في كلّ بهائه، وسط ظلمة هذا الدهر. عندئذ تنشقُّ السماء، ونور بهاء القدّوس يبهر كلّ النّاس. وهيئة ابن الإنسان ستلمع كبرق صاعق. وأشّعة مجده تخترق كلّ المواد أكثر مِن الأشعة الكهربائية عند الطبيب، وحتّى على الجانب الآخر مِن الكرة الأرضية، حيث يكون ظلام. فإنّ نور المسيح سيشرق عليهم بنهار جديد٠
وإنّ تعزيتنا في هذا اليوم العظيم المقبل هي أنّه لا يأتي إلهاً غريباً، أو ملاكاً فتّاكاً، بل ابن الإنسان، الّذي هو يسوع المسيح. إنّه ليس مجهولاً، بل مِن جنسنا الآدمي. ولا يأتي لإهلاك المؤمنين، بل ليختطفهم إليه. ويريدنا أنّ نكون عنده في كلّ حين، ونحن ممثلو ملكوته في الدنيا الظالمة، الّذين حملوا روحه وصفاته وقدرته فيهم٠
ولكنّ التلاميذ لم يفهموا آنذاك أقوال المسيح، ولم يدركوا تألّمه وموته البّتة، لأنّهم فكروا بملكوت دنيوي، بدون تغيير القلوب، بينما يفسّر المسيح لهم الطريق إلى المجد المؤدّي إلى الآلام أولاً. فبدون التكفير والغفران لا يدخل الإنسان في شركة مع الله. فالصليب هو الباب إلى ملكوت الربّ، لأنّه بدون التطهير بالنّعمة لا تحصل على العضوية في السماء. إنّما الّذي يدخل رحاب الله مؤمناً وشاكراً، يثبت اليوم بين حقيقة الخلاص التامّ على الجلجثة وانبثاق الخلاص الظاهر في مجيء المسيح الثاني. وإلى هذا الوقت، يحمل كلّ المؤمنين ملكوت الربّ في قلوبهم وتعرفهم بسهولة بسيماهم لأنّ جوهر الملكوت، هو المحبّة٠
الصّلاة: تعالَ أيّها الربّ يسوع، لأنّك تحبّ أتباعك، وقد صالحتنا مع الله القدّوس، ووضعت روحك الطاهر عربوناً لمملكتك في قلوبنا. نشتاق إليك، ونلتمس منك انتشار ملكوتك في كلّ انحاء العالم، لكي تجد في مجيئك قلوباً محضّرة في كلّ مكان٠
السؤال ١٠٨: كيف تظهر مملكة الله على الأرض في الماضي والحاضر والمستقبل؟