Home -- Arabic -- Luke - 094 (Advice and Warnings About Using Money )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٢٢. نصائح وتحذيرات في استعمال المال (۱٦: ۱ – ۱٨)٠
لوقا ۱٦: ۱ - ۱۳
١ وَقَالَ أَيْضاً لِتَلامِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. ٢ فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هٰذَا اٰلَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. ٣ فَقَالَ اٰلْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي اٰلْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. ٤ قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حتّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ اٰلْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. ٥ فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَّوَلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ ٦ فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاٰجْلِسْ عَاجِلاً وَاٰكْتُبْ خَمْسِينَ. ٧ ثُمَّ قَالَ لآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟» فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاٰكْتُبْ ثَمَانينَ. ٨ فَمَدَحَ اٰلسَّيِّدُ وَكِيلَ اٰلظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هٰذَا اٰلدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ اٰلنُّورِ فِي جِيلِهِمْ. ٩ وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اٰصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ اٰلظُّلْمِ، حتّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي اٰلْمَظَالِّ اٰلأَبَدِيَّةِ. ١٠ اَلأَمِينُ فِي اٰلْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي اٰلْكَثِيرِ، وَاٰلظَّالِمُ فِي اٰلْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي اٰلْكَثِيرِ. ١١ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ اٰلظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى اٰلْحَقِّ؟ ١٢ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ ١٣ لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ اٰلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ اٰلآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ اٰلْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ اٰلآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اٰللّٰهَ وَاٰلْمَالَ٠
لم يعمّق المسيح تلاميذه بمحبّة الآب السماوي فقط، بل علّمهم أيضاً كيف يجب ان يتصرّفوا بالمال على الأرض، لكي يغلب نظام السماء فوضى دنيانا. ونقرأ في هذه القراءة خمس مرّات الكلمة «ظلم» ومشتقاتها، لأنّ التملّك والتدبير في الأموال مردّه أكثر ممّا نعرف إلى الظلم٠
إنّ الله مالك الكلّ، وجميع النّاس وكلاّؤه (۱٥: ۳۱) فأبسط خدمة نؤديها لله، هي أنّ نبني ملكوته الأزلي بأموالنا وأوقاتنا وأذهاننا وممتلكاتنا. وكلّ إنسان يعيش لنفسه هو سارق الله. وكلّ راعٍ روحي يرعى نفسه ولا يخدم الرعيّة المستودعة بين يديه هو ظالم. فكلّنا نشبه وكيل الظلم، لأنّنا نتعب أولاً لمصلحتنا، وبعدئذ نفكّر قليلاً في ما هو لله. ويبني الإنسان بيوتاً، ويصرف أمواله ووقته لتخطيطه، ولكنّه قلّما يجعل إنشاء ملكوت الله وتقديس اسمه الأبوي هدفه الأول٠
ويل لنا نحن الوكلاء الظالمين! علينا الحساب لأنّنا مديونون مذنبون. أمّا الوكيل الظالم في مثل المسيح، فقد كان ذكيّاً بمقدار أنّه جعل لنفسه أصدقاء بالمال المستودع بين يديه، خوفاً مِن نتائج الدينونة الآتية. وبما أنّ كلّ أموالك خاصّة الله مبدئياً يقترح الربّ عليك أنّ تعطي على الأقل جزءاً مِن المال إلى المحتاجين لتكسب أصدقاء. تنازل عن قسم مِن ديونك الّتي عليهم. اعطهم عملاً كافياً وليس صدقة. ساعد المريض إلى أوان شفائه. صلّ لينيرك الرّوح القدس، حيث يجب عليك التضحية الملموسة، لنشر ملكوت السماوات. إنّ كلّ أموالك تخصّ الله. فمتى تستخدمها حسب مشيئته؟
وسمّى يسوع كلّ انواع المال مال الظلم، لأنّ في كلّ ورقة أو قطعة نقدية تلتصق لعنات وخداع ودموع وظلم. انفصل عن مال الظلم سريعاً، لكيلا تثبت في ظلمات الشرّ. والمسيح يأمرك بتضحيات عملية، لتحقّق بمال الظلم خدمات المحبّة. فبواسطة التقدمات يتقدّس مال الظلم. ولكن لا تظنّ أنّ لك فضلاً بواسطة تقدماتك. ولا تربح النعيم بتضحيات كبيرة، لأنّ عطاياك ليست تضحية حقّة، على أساس أنّ كلّ مالك يخصّ الله. وإنْ أهديت منه قليلاً، فقد استخدمت قليلاً مِن المال حسب إرادته. وهذا لا يساعد لتبريرك، ولا يخوّلك مكافأة السماء، لأنّه واجب٠
ولكن إنْ لم تضحّ بمالك ووقتك وقوّتك في سبيل المسيح،، فسيشتكي عليك في الأبديّة كثير مِن المساكين والفقراء. ويقولون لربّهم هذا الإنسان البخيل عاش لنفسه، وله قلب قاس، ولم يرنا ويهتم بنا، ورغم أنّك وضعت في يديه كثيراً مِن الأموال والأوقات٠
ربّما تقول، إِنّ عليّ أنْ أعيش وأكسب مالاً لأعيل أسرتي، فكيف أقدر أنْ أضحّي بما عندي؟ فيقول الربّ لك اعرف أولاً أنّك وكيل صغير لله. فكلّ خدماتك في المعمل والمدرسة والعائلة عبادة إلهيّة. فكن أميناً في صرف كلّ قرش، لأن ليس تصرفاتك بالمبالغ الكبيرة هي الّتي تظهر أخلاقك، بل بمعاملتك مع المبالغ الصغيرة تظهر مَن أنت؟ فماذا تعمل بالطوابع والأقلام والمسامير والتفاح والأشياء الأخرى الخاصّة لربّ عملك؟ هل أنت أمين في القليل بنسبة خطك وملابسك وفي ترتيب اعمالك المكتبيّة؟ هل كلّ حياتك مرتّبة بواسطة الرّوح القدس، الّذي هو روح النّظام أيضاً؟ فإنّ أمانة الله تشاء أنْ تنظّم كلّ حياتك لتصبح أميناً كما هو أمين. فراجع كلّ أمورك الماديّة في الماضي والحاضر، لأنّ على أمانتك في القليل يتوقّف مستقبلك على الأرض وفي السّماء. وكلّ مدير خبير يفحص موظفيه وعمّاله خلال السنين، كيف يتصرّفون بالأمور الصغيرة، قبل أنْ يوكلّهم بمسؤولية ضخمة. فنظير ذلك يعطيك ربّ السماء في ملكوته أولاً خدمات بسيطة. ويراقب أمانتك في صلاتك لأجل الآخرين، وكيف تستعدّ لمدرسة الأحد، وكم مرّة تنصح أصدقاءك لبنيان أنفسهم على أساس الإيمان. فالأمانة في الأمور الصغيرة هي جوهر السماء الحال في قلب المؤمن٠
والمسيح يطعنك لآخر أعماق نفسك قائلاً: لا تحب المال، بل أحبني أنا، فأنا ضمانة حياتك. لا يساعدك المال، لاني أنا أخلصك. لا تتكلّ على عضلاتك، ولا على خبرة عقلك، ولا على رصيدك في البنك، بل التصق بي كغصن في الكرمة. فلا تجمع الأموال لتبني مستقبلك، ولا تسقط إلى مخالب الشيطان. إنّ المال يحكم العالم. فمَن يتمركز في المال، يترك المسيح ويبغضه سريعاً. فليس أحد يقدر أنّ يخدم سيدين. فإما أنْ تكون عبداً للمال، أو ابناً لله٠
الصّلاة: أيّها الربّ كلّنا وكلاء ظلم. ولم نستخدم مالك ومواهبنا حسب إرادة محبّتك. اغفر لنا بخلنا، وعلمنا التضحية. لكي يصل مالك إلى المحتاجين عملياً، ونعطيهم عملاً بحكمة. حرّرنا مِن كلّ شبه محبّة المال، واجعلنا أمناء حكماء في تدبير المبالغ الصغيرة، ونظّم كلّ حياتنا لكي نحبك، ونتبرّر باسمك آمين٠
السؤال ١٠۳: لِمَ يسمّي الربّ الوكيل والمال ظالمين ويرينا في تقدماتنا للمحتاجين الطريق