Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 093 ( Parables About the Love of God Which Seeks our Sinners )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠

٢١. أمثلة عن محبّة الله الطالبة الخطاة (۱٥: ۱ – ۳۲ ) ٠


لوقا ۱٥: ۲٥ - ۳۲
٢٥ وَكَانَ اٰبْنُهُ اٰلأَكْبَرُ فِي اٰلْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ اٰلْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، ٢٦ فَدَعَا وَاحِداً مِنَ اٰلْغِلْمَان وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟ ٢٧ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ اٰلْعِجْلَ اٰلْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. ٢٨ فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. ٢٩ فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هٰذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ٣٠ وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ اٰبْنُكَ هٰذَا اٰلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ اٰلّزَوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ اٰلْعِجْلَ اٰلْمُسَمَّنَ. ٣١ فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. ٣٢ وَلٰكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ٠

كما لقطعة النقود وجهان، كذلك لقصّة الابن الضال ناحيتان. فالابن الأكبر بقي عند أبيه أميناً مجتهداً خاضعاً تقيّاً، واشتغل في الحقل بعرق جبينه، ولم يستسلم للراحة والكسل في البيت. وبمثل الابن الأكبر يشير المسيح إلى اليهود في العهد القديم، حافظي الشريعة المجتهدين فيها، وخادمي الله بجهد وتصميم وتقوى، ليربحوا النّعيم. ولكن عندما خلّص المسيح الزناة والخطاة، بدون أنْ يكتسبوا الخلاص بأعمالهم الصالحة، تذمّر الفريسيون تذمّراً هائلاً.٠

ولما عاد الابن الأكبر مِن تعبه في الحقل متأخّراً في المساء سمع فجأة الضجيج والعجيج والصخب. فتعجّب إذ لم يكن متوقّعاً حفلة أو عرساً ما في بيته مِن قبل. ولكن لما سمع أنّ ذلك بسبب رجوع أخيه الأصغر، الّذي استقبله أبوه بالترحاب والتهللّ والسرور ودعا كلّ البيت للاشتراك في الغبطة، استاء واغتاظ بمرارة. وطالب في قلبه بالعدول والحكم على المبذّر ورفضه وإبادته، لأنّه قد خرّب صيت العائلة. فاعتبر أنّ قبوله على هذه الصورة بالفرح بلا شرط أو جزاء، غير جائز إطلاقاً. وربّما فكّر في قلبه. ليت هذا اللصّ يأتي إلى حقلي فأعلّمه التعب والجهد، لينسى شهواته ولهوه. فأبغض الابن التّقيّ الآب الحنون وكلّ المشتركين في الفرح، ولم يدخل إلى البيت عاصياً، وانفصل عن ربّه٠

وحينئذ حدث الأمر الغريب وهو الأعجوبة الثانية للأصحاح الذهبي، فالآب بقي أباً حناناً للشريعة القاسية، ولم يرفضه، وقام وتقدّم إلى المنْزويّ في الليل، بدون أنْ يقبل إليه ذلك العنيد خطوة واحدة. وتكلّم معه بلطف، وحاول ربح قلبه وملء فؤاده بمحبّة نحو أخيه الراجع٠

ولكنّ التقي المغتاظ اشتكى على أبيه بصوت حاد، ولم يسمّه أباً فيما بعد، بل ابتدأ بقوله: ها أنا، مظهراً أنانيته القارعة، مطالباً بحقوقه ومبرزاً صلاحيته. ولم يرَ إلاّ استقامته الموهومة، فجعل نفسه مقياس الكلّ. ولم يلاحظ أنّ الراجع الضّال أصبح باراً، بينما هو التّقي الأمين، تحوّل بعصيانه إلى ضال ساقط. والغاضب لم يسمّ أخاه الراجع أخاً عند ذاك، بل ألقى في وجه أبيه الكلمة الشرّيرة «ابنك هذا» الزاني المجرم، لا علاقة لي به. أنا طاهر، وهو عاهر. وأنت تنجّس بيتنا بقبول هذا المجرم. وقد ذبحت لهذا الشحاذ أثمن عجل في المزرعة. وأنا القنوع المتواضع لم أتمتّع بشيء، وعشت كئيباً منكسراً. وأنتم الآن تفرحون وتهلّلون.٠

ربّما اضطرب قلب الأب مِن كلمات ابنه الخشنة، كإنّما ضربه بمطرقة ساقطة على قلبه الفرحان فانزعج بألم كبير. ولكن في صبره المقدّس أراد هذا الأب الحكيم نجاة ابنه الأكبر أيضاً محاولاً كسب محبّته. ولم يسمّه متمرداً أو عنيداً أو ثائراً، بل خاطبه يا ابني، بألطف كلمة نطقها أب لولده. فأراد انكسار بغضته بهذا النداء اللطيف. وزيادة على ذلك برهن، أنّه لم يتكلّم بعاطفة فقط، بل بمعاني الحق قائلاً: أنت دائماً معي. ليس أعظم مِن هذه الكلمة، الّتي يقولها الله إلى الإنسان. وأكمل الأب رأساً: كلّ ما عندي هو لك. فقف يا قلب واسجدي يا روح! إنّ الله لا يخاطبك وأنت عاص بقوله: اذهب عنّي يا ملعون، بل يؤمّن لك كلّ غناه وحقوقه وقوّته وتطورات المستقبل. كلّ ذلك لك. كلّ ما هو لله فهو لك. وأكثر، فإنّ هذا القول مِن فم الله يعني: أنا خاصّتك في سبيل المحبّة. أنا لك كأب لولده٠

أيّها الأخ، إنْ لم تدرك بعد مَن هو الله في العهد الجديد، فاقرأ كلّ القصة مِن العدد الحادي عشر إلى الحادي والثلاثين مرّة أخرى. وصلّ لكي تعرف أنّ الله لا يعلم ذاته للأبرار فقط، بل يهب ذاته للضالين الخطاة وللأتقياء القساة بنفس المقدار. فالله محبّة بلا حدود، ورحمته واسعة لا تنتهي٠

وأكمل الأب قوله للابن المعرض عنه: إنْ فهمت أو لم تفهم، كان مِن الواجب أنْ نحتفل ونفرح برجوع أخيك. وهذا يعني اليوم بالنسبة لك، أنّ كلّ إنسان أخوك. وينبغي أنْ يرجع إلى الله وأنْ تشترك في نقل بشارة الخلاص إلى الآخرين؟ إنّ كلّ خاطئ يتوب يشبه ميتاً يقوم مِن الموت، وكلّ فاجر يتجدّد بكلمة الرّوح القدس، وهو أهم مِن الملائكة، لأنّ الله وجد فيه ابناً. فاليوم تنتشر أمواج الفرح والغبطة حول الكرة الأرضيّة، لأنّ ملايين مِن النّاس يتوبون ويتجدّدون فهل تفرح معنا، أو تتذمّر في مشاكلك؟

الصّلاة: الحمد والشكر والسجود لك، أيّها الآب السماوي، لمحبّتك وصبرك ولطفك لأنّك لا تحطّم العاصي رأساً، ولا تتركه وحيداً، بل تطلبه، وتتكلّم معه وتهدي إليه نفسك. اغفر لنا قساوة قلوبنا، واملأ عواطفنا بمحبّتك، لكي نفرح بكلّ إنسان يتجدّد، ونبشر باسمك الأبوي على الدوام٠

السؤال ١٠٢: كيف بانت محبّة صبر الآب تجاه ابنه التقي المتكبّر؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:25 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)