Home -- Arabic -- Luke - 084 (The Two Parables of the Kingdom of God )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
١٧. مثلان عن ملكوت الله (١٣: ١٨ - ٢١)٠
لوقا ١٣: ١٨ - ٢١
١٨ فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ، وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ ١٩ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ اٰلسَّمَاءِ فِي أَغْصَانهَا». ٢٠ وَقَالَ أَيْضاً: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ؟ ٢١ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا اٰمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حتّى اٰخْتَمَرَ اٰلْجَمِيعُ»٠
القنبلة الذريّة قويّة جدّاً. ولكنّ القوّة الروحيّة في أي معتقد عالمي أقوى منها، لأنّ كلّ حضارة تندفع وتصطبغ بروحها الخاص. وأعظم القوى في العالم هي كلمة يسوع المسيح، لأنّها غيّرت وجه العالم مبدئيّاً. فيسوع يشّبه الرجل، الّذي يأتي إلى حقله ويلقي حبة الخردل الصغيرة في التربة الرطبة، فتنبت وتنمو مع الزمن بالهدوء وبلا ضجيج وتصبح شجرة محترمة. وهكذا رمى يسوع الإنجيل إلى حقل العالم الذي يخصه شخصياً، ولا يخص الشيطان، وهذه الكلمة البسيطة العاملة بدون بلاغة متلألئة أصبحت خلال ألفي سنة شجرة ضخمة، تمتدّ أغصانها على نصف الكرة الأرضيّة. ولا تزال قوّة كلمة الربّ قوية، لتربح أفراداً حتّى آخر المعمورة. فلا تيأس إنْ كنت مؤمناً منعزلاً ومحاطاً بغير المؤمنين. أو يجتمع معك حول الكتاب المقدّس اثنان أو ثلاثة فقط. إنّ للإنجيل الوعد حتّى اليوم، أنّ ينمو شجرة عظيمة ضخمة، لأنّ قوّة الله تعمل فيه. وينعش قلوباً ميتة وينير عقولاً جاهلة. آمن بقدرة الإنجيل، فتختبر كيف يقلب قلوب كثيرين٠
وانتبه، فإنّ العصفور الّذي يحط على الشجرة ويلتجئ إليها، ليس غصناً مِن فرع الشجرة! وهكذا فليس كلّ الّذين يسمعون الإنجيل ويأتون إلى اجتماعاتكم يتغيّرون جوهرياً ويقبلون أنّ يلصقوا ويطعموا بأصل الشجرة. فمِن النّاس مَن يأتي ويشترك في أشعة السّلام وبركات حفظ الله، دون أنّ يستسلم لقوّة النّعمة حقّاً أو يثبت في الله. فكثير مِن الفلاسفة والشعراء والزعماء والاقتصاديين تعلّموا وتأثّروا بالكتاب المقدّس، واستفادوا منه فائدة كبرى، دون أنّ يتغيّروا في شعروهم الباطني. فطاروا بعدئذ كعصافير حاملة في مناقيرها ورقة مِن شجرة الله. أمّا أنت، فكن غصناً في شجرة المسيح، لا عصفوراً طيّاراً، فتسري قوّته فيك بلا انقطاع٠
ويرينا ربّنا يسوع في مثل آخر، القوّة العاملة في ملكوت الله، وشبهها بالخمير، الّذي يخمّر العجين ويجعله صالحاً للخبز. فتخمير العجين يعني تغييراً كيماويّاً، ويعرّفنا كيف تغيّر قوّة ملكوت الله جوهر الإنسان، جاعلة مِن الأناني محبّاً، ومِن النجس طاهراً. وكما نرى في نموّ حبّة الخردل إلى شجرة ضخمة مثلا لإنتشار ملكوت الله بدون حاجز، هكذا يرينا مثل الخميرة التغيير الجوهري في الإنسان بواسطة كلمة المسيح. فهو ينمي ملكوته عددياً وجوهرياً. فمَن يحبّه يتقدّس، ومَن يتبعه يخدم كلّ النّاس. والمسيح نفسه يشبه الخمير الّذي يخمّر كلّ العالم وينضجه ويغيّره حسب روحه الطاهر٠
هل أثّرت قوّة المسيح فيك وغيّرتك إلى صورة تواضعه. وجعلتك سبباً لتغيير الآخرين؟ فإنْ أردت أنّ تكون ضمن إطار تأثير قوّة المسيح، وتشترك في انتقالها إلى العالم، فإنّك لا تحتاج إلى حكم بشرية، ولا لبلاغة جذّابة ولا لحيل مصطنعة، بل افتح نفسك للإنجيل الحق، فيجعلك إنساناً نافعاً حاملاً كلمة الله في قلبك، وناشرها بين زملائك ومحيطك. اتّكل على قوّة المسيح القالبة الأوضاع. إنّه رئيس الإيمان ومكمّله. فله الشكر والحمد٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، نسجد لك، لأنّك لمستنا بكلمتك ورصفتنا في عداد ملكوتك، وتغيّرنا إلى صورتك. نشكرك لأنّ ملكوتك ينمو كشجرة وارفة، في الشمس والثلج، في العاصفة والسكون. وليس أحد يقدر أنّ يقاومها. ونسجد لك، لأنّك تقدّس أهل بيتك، بهدوء عظيم، وبدون دعايات ضاجّة، ليصبحوا سبب الحياة للكثيرين٠
السؤال ٩٣: ما الفرق بين مثَل حبّة الخردل ومثَل الخميرة؟