Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":
Home -- Arabic -- Mark -- 111 (The Signs of the Power of God in Those Who Follow Christ)
This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Tamil -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

مرقس - من هو المسيح؟

سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس

الجزء التَّاسِع - قيامةُ المَسِيْح مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات (مرقس ۱٦: ۱-۲۰)٠

٨. عَلاماتُ قُوَّة الله في أتْبَاعِ المَسِيْح (مرقس ۱٦: ۱٧-۱٨)٠


مرقس ۱٦: ۱٧-۱٨
١٦ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ

تَرى في حقل الطَّبيعة، بعد فصل الشِّتاء، كيف تأتي قوَّة النُّمو ببراعم وأوراق وأزهار حتَّى تنضج الثِّمار. وهكذا الخليقة الجديدة تأتي بالبراعم والأوراق والأزهار والثِّمار الرُّوحيَّة. فالمَسِيْح هو الكرمة، والمؤمنون هم الأغصان. وهؤلاء لا يأتون بأيّ قَدْرٍ مِن النُّمو مِن أنفسهم، بل تأتي القوَّة كلُّها والتَّدبير كلُّه مِن الرَّبّ الّذي هو الأصل٠

فترى أوَّلاً غلبة العالم الإلهي على قوى الشَّر، لأنَّ يَسُوْع غلب المجرِّب، والآن يُجرِّده مِن أسراه. فعلى الأَرْوَاح الشِّرِّيْرة أن تنسحب وتترك الأفراد حيث يُكرَز بإِنْجِيْل المَسِيْح الحيِّ كاملاً ونقيّاً مِن أيِّ شوائب عقائديَّة أو فكريَّة. فالإِنْجِيْل يكشف الكذب في الفلسفات، ويدين التَّقوى المزيَّفة في عبادة الشَّريعة، لأنَّ المَسِيْح يُرينا أن لا أحد يقدر أن يُدرك بعقله المحدود الله غير المحدود. لا يستطيع عديم التَّقوى أن يُرضي القُدُّوس. دم المَسِيْح وحده يُبرِّرنا. فمَن يضع نفسه تحت رشِّ دم حَمَل الله لا ولن يجد الشِّرِّيْر قوَّةً فيه. والمَسِيْح ينشل مِن أربطة جَهَنَّم كلَّ مَن يتمسَّك بيديه الممدودتين نحوه. وحيثما يصلِّي المؤمنون بعضهم مع بعض، يتدخَّل يَسُوْع شخصيّاً، ويَطرد عدوَّ الخير وجيوشه. المُقيَّدون يتحرَّرون والأسرى يُطلَقون. فنعترف اليوم بعمل قوَّة المَسِيْح الظَّاهرة في التَّحرير مِن سلطة الخطيئة، والارتباطات الشَّنيعة، وقيود اللّبس بالأَرْوَاح النَّجسة، لأنَّ يَسُوْع المَسِيْح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبَد٠

الإنسان بدون الله يتكلَّم بكلمات شرِّيرة، ويَنطق بأكاذيب ودعارة، ويَلعن، ويَشهد شهادة زور، ويُعظِّم نفسَه، ويجري مع التَّيَّار لإخفاء عقده وأمانيه٠

أمَّا المَسِيْح فيحرِّر الإنسان كي يَحمد الله، ويَشهد بفعالية على قوَّته الرُّوحيَّة. فحيثما يلتصق الإنسان بيَسُوْع ينَل لساناً جديداً، فلا يكذب أو يُجدِّف فيما بعد، بل يَنفُر مِن نُطق النُّكَت البذيئة. ولا يلعن، بل ينطق بكلمات المَحَبَّة والصِّدق. وينال بعض الإِخْوَة والأخوات، إلى جانب القول المستقيم البنَّاء، موهبة التَّكلُّم بألسنة أُخرى، حيث لا يكونون هم المتكلِّمين بل الروح نفسه يُمجِّد الله. إنَّما لا يتكلَّمون، ولا يُظهِرون أنفسهم حيث لا يُحضِر الرَّب مُترجِماً، كي لا يُعرِّضوا أنفسهم لتجربة إظهار الذَّات. لأنَّ غاية كلَّ موهبةٍ هي تمجيد الرَّب وحده. فلساني ليس خاصَّتي فيما بعد، بل هو خاصَّة الرَّب وحده. ليضع هو كلماته عليه، ولتنطق شفتاي بتسبيحه٠

والرَّب يحمي شهوده الّذين عيَّنهم لنقل شهادته. فيَسُوْع جاز في وسط أعدائه حين رفعوا حجارة ليرجموه، لأنَّ ساعته لم تكن قد أتت بعد، وجَهَنَّم لم تجد سلطةً فيه. كما حمى الرّب قدِّيسيه مرَّةً تلو الأخرى بعجائب ظاهرة، كما يشهد بذلك تاريخ الكنيسة، بينما سمح لآخَرين أن يُعظِّموه بموتهم شهداء. وداس البعض عناكب سامَّةً وعقارب وحيَّاتٍ دون علمهم، كان العدوُّ قد وضعها في طريقهم، كما حفظ آخرين من الغرق وحوادث السَّير والأنواء والطَّلقات النَّاريَّة وغيرها من الأخطار والفواجع٠

وسبَّح البعض اللهَ قُبَيْلَ إعدامهم، كما قال أحد الأساقفة للجند المُكلَّفين إعدامه: "وداعاً أيُّها الأموات. إنِّي مُنطلقٌ إلى الأحياء"٠

إنَّنا نلمس رحمة المَسِيْح لكلّ متألِّمٍ. فهو يُعينه ويُساعده، ولا يكتفي بمواساته بالكلام. وقد طردت كلمته كلَّ مرض، فتراكضت الجَمَاهِيْر إليه من كل حدب وصوب، فشفى العُمي، وأبرأ البُرص، وأقام موتى. وكان لِمحبَّتِهِ صدى عظيمٌ في المَسِيْحيَّة الّتي تحوَّل كثيرٌ من أتباعها إلى خُدَّام في مئات الألوف مِن المستشفيات ودور العجزة ودور الأيتام وغيرها من المؤسَّسات الخيريَّة مُقْتَدِين بمعلِّمهم الرَّحيم، ومُظهرين مَحَبَّة المُقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. والرَّب لا يزال يشفي في الخفاء كثيرين من المرضى نتيجة الصَّلوات الأمينة والإيمان المُخلص. فصلاة البارِّ تقتدر كثيراً في فِعْلِها٠

إنَّ قدرة المَسِيْح تُبشِّرُنا بعصرٍ جديدٍ. وبواسطة الإيمان والتَّوبة والاعتراف والثِّقة بالمَسِيْح تحدث اليوم آياتٌ وعجائب لا تُعظِّم المؤمنين في ذواتهم، بل تمجِّد المَسِيْح وتكرِّمه وحده٠

وهذه الآيات لا تحدثُ لتمجيد الكنيسة، بل لتعظيم حَمَل الله الْمَذْبُوحِ المُسْتَحِقِّ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ (رؤيا يُوْحَنَّا ٥: ۱۲)٠

الصَّلاَة: أيُّها الرَّب، أنتَ حيٌّ، وتُحبُّ النَّاس كلَّهم، كما في أيَّام حياتك على الأرض. تُشفق على الملبوسين والمرضى والمتضايقين، وتشفيهم بواسطة الإيمان بك، وتَحمي الواثقين بك. عجائبك جديدةٌ كلَّ صباحٍ. زِدْ فيَّ المَحَبَّة والإيمان كي تعظم قوَّتُك في ضعفي، وأتغيَّر إلى خادم للجميع، كي يخلصوا ويُمجِّدوك في كلِّ حينٍ. آمين٠

السُّؤَال ۱۱٣: كيف تظهر أَعْمَال مَحَبَّة المَسِيْح اليوم بواسطة المؤمنين؟٠

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on December 07, 2012, at 11:37 AM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)