Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الرَّابع - آيات يَسُوْع الكبرى في الجَلِيْل وجواره (مرقس ۳: ٧ - ٨: ۲٦)٠
١٤. يَسُوْع والمرأة الفينيقية (مرقس ٧: ۲٤-۳۰)٠
مرقس ٧: ۲٤-۳۰
٢٤ ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ. ٢٥ لأَِنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. ٢٦ وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً، فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَان مِنِ ابْنَتِهَا. ٢٧ وَأَمَّا يَسُوْع فَقَالَ لَهَا دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ، لأَِنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ. ٢٨ فَأَجَابَتْ وَقَالَتْ لَهُ نَعَمْ يَا سَيِّدُ، وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ. ٢٩ فَقَالَ لَهَا، لأَِجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي، قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَان مِنِ ابْنَتِكِ. ٣٠ فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَان قَدْ خَرَجَ وَالاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ
يتصرّف الإنسان، بدون اللّه، كالحيوان في بعض الأحيان. فهو ممتلئ بالشهوات والبغضاء. بينما خلقَنا الله أوَّلاً على نقيض ذلك، فجعلَنا على صورة مجده وبَهائه، وجعل مَحَبَّته مقياساً لحياتنا. ولكنْ حيثما يترك الإنسان اللّه، ويفتح قلبه لأَرْوَاح مستكبرة نجسة، هناك يُشبع شهواته الجسدية بأفكار دنسة، وتتملَّكه الرَّغبات الشِّرِّيْرة، وتدفعه إلى ما لا يريد؛ فيُشبه كَلْباً كَلِباً يعضّ النَّاس و يشكِّل خطراً على حياتهم٠
لا يُصدّق الإنسان المُهذَّب ما في نفسه، حتَّى يشاهد بأُمِّ عينه أناساً مهذَّبين آخَرين يتصرَّفون في شهواتهم بهمجيَّةٍ ووحشيَّة تفوق همجية ووحشية الحيوانات المفترسة٠
أتى يَسُوْع إلى لبنان العزيز هرَباً مِن اليهود الّذين حاولوا أن يقتلوه، لأنّه أوضح لهم أنّهم - بدون قلب جديد - يسقطون إلى الدنس والدَّيْنُونَة. وقد أرسل اللّه ابنه أوّلاً إلى اليهود الخطاة الهالكين حسب وعده لآبائهم. ولكن لمّا رفض أتباع التَّوْرَاة بأكثريتهم دعوة المَسِيْح وصلبوه، وتقسّوا ضدّ الرُّوْح القُدُس، عِنْدَئِذٍ فتح اللّه باب الخلاص للوثنيين ودعا الأمم إلى حظيرته٠
آمنت امرأةٌ لبنانيةٌ مسكينة بسلطان يَسُوْع ومَحَبَّته المقتدرة، واعترفت بجلاله، وسجدت له. كان قلبها نجساً كما عند باقي الناس. ولكنّها انكسرت لكبريائها أمام المَسِيْح بإرشاد الرُّوْح القُدُس, وتواضعت جداً، أكثر مما تفكّر الإنسانية، وقَبِلَتْ مَثَل يَسُوْع بأكبر اتضاع، ولم ترفض كلمته المؤلمة. فرأى يَسُوْع أنّ المختارين من الأمم مستعدّون قبل اليهود لقبول مَلَكُوْت اللّه، بينما يخسر كثيرٌ مِن اليهود بركة الله وخلاصه لأنّهم يرفضون يَسُوْع. فتجاوباً مع إيمان المرأة، أمر بخروج الرّوح الشِّرِّيْر مِن ابنتها المعذّبة٠
هل تَعْلَم أهمية تلك اللحظات في تاريخ الخلاص العالمي؟ إنَّ المرأة اللبنانية هي إحدى المتقدمات مِن أبناء الأمم في معرفة اللّه الحق، وهي بدورها قد مهَّدَت لحلول قوّة اللّه فينا نحن أيضاً. فهل تتواضع مثلها؟
اليوم تنتشر معرفة المَسِيْح في كل أنحاء العالم. وكل مَن يعترف بخطيئته المخبأة، ويكشف أخلاقه الدّنسة أمام اللّه، يمتلئ بالحَيَاة الأَبَدِيَّة، وينضم إلى عائلة اللّه. فجميع المؤمنين بالمَسِيْح، يهوداً أو أمماً، يعيشون اليوم في العَهْد الجَدِيْدِ، حيث يَقبل المَسِيْح كلَّ ضالٍّ نجس، ويطهّره بدمه، ويملأه بالمَحَبَّة الإلهية وقوّة السلام. فهل أنتَ تنمو روحيّاً، أم تنقص في الإيمان؟
الصَّلاَة: أيّها الآب، نعترف أمامك بأنّنا نشبه في قلوبنا وحوشاً منقادة إلى الغضب وكراهية الآخرين. اغفر لنا الشرّ الساكن فينا، واملأنا بمَحَبَّة ابنك وطهارته وصبره، كي نغفر لجميع الناس على الدَّوام، ونعتبر أنفسنا الأصغر في شركة الإخوة. اشْفِ أصدقاءنا وأقرباءنا مِن كبريائهم، لكي تزول الأفكار النَّجسة مِن قلوبهم، ويحلّ فيهم روحك القُدُّوس. آمين٠
السُّؤَال ٤٤: ما هو معنى معجزة يَسُوْع جواباً لإيمان المرأة الفينيقية؟