Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الرَّابع - آيات يَسُوْع الكبرى في الجَلِيْل وجواره (مرقس ۳: ٧ - ٨: ۲٦)٠
٦. سُلطان يَسُوْع على العَاصِفَة والأَرْوَاح والموت (مرقس ٤: ۳٥-٤۳)٠
ج) إقامة يَسُوْع ابنة رئيس المجمع بعد شفائه امرأةً مريضةً (مرقس ٥: ۲۱-٤۳)٠
ثالثا) إقامة البنت مِن الموت (مرقس ٥: ۳٥-٤۳)٠)
مرقس ٥: ۳٥-٤۳
٣٥ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ ابْنَتُكَ مَاتَتْ، لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ. ٣٦ فَسَمِعَ يَسُوْع لِوَقْتِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي قِيلَتْ فَقَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ لاَ تَخَفْ، آمِنْ فَقَطْ. ٣٧ وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ إِلاَّ بُطْرُس وَيَعْقُوبَ وَيُوْحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. ٣٨ فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجًا، يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيرًا. ٣٩ فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ، لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ. ٤٠ فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. َأَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً، ٤١ وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا طَلِيثَا قُومِي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا صَبِيَّةُ لَكِ أَقُولُ قُومِي. ٤٢ وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ، لأَِنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيمًا. ٤٣ فَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذَلِكَ، وَقَالَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ
شجَّع المَسِيْح إيمانَ رئيس المجمع الّذي عيل صبره بسبب إشراف ابنته على الموت، فجعل يستعجل المَسِيْح للإسراع إلى بيته ليشفيها. لكنَّ يَسُوْع وقف وسط الطريق وشفى امرأةً فقيرةً، وترك الوجيه ينتظر متقلِّباً على أحَرّ مِن الجمر، ليتعلّم التَّوَاضُع والوداعة وهو الرئيس. وهذا التصرّف مِن يَسُوْع أثبت لذلك الفقيه بالتَّوْرَاة أنَّ يَسُوْع هو المَسِيْح الحق الّذي لا يُطفئ فتيلة مدخنة، وليس عنده محاباةٌ، ولا فرق عنده بين كبير وصغير٠
وفي لحظة شفاء المرأة العليلة، ماتت الصَّبِيَّةُ ابنة الرئيس. وأتى موظفو الرئيس مسرعين مستائين وقائلين بصوت كئيب: "دع هذا المعلّم الّذي لا يأتي في الوقت المناسب، قد ماتت ابنتك!"٠
أمَّا يَسُوْع فرأى جذوة الأمل في قلب الأب الشيخ، فألهبها ناراً، وأمره أن يتغلّب على يأسه ويؤمن بمَسِيْح اللّه الحاضر بجانبه. وهكذا ربّاه في مدرسة إيمانه، وقّوى جرأته ورجاءه في كلمته، لأنّ كلمة اللّه هي الأساس المتين لإيماننا. وجاء رئيس المجمع مع يَسُوْع متَّكلاً عليه، ووافق على طلبه بأن يطرد الباكيات والمولولات، لأنَّ انتصارات المَسِيْح تتم في الهدوء والاستماع لكلمته، فكلمته في السكون لها وقعٌ أجلى وأمضى وأنفذ مِن ألف ولولةٍ وصرخةٍ وبوق٠
ضحك الحاضرون الباكون حزناً ساخرين مِن المَسِيْح حين قال إِنَّ الفتاة ليست ميتة، بل هي نائمة. لأنّها لو كانت نائمة لاستيقظت مِن نومها بسبب ضجيجهم٠
لقد عرف يَسُوْع المَسِيْح أسرار الموت وسخر منه، وتقدّم وانتزع فريسته مِن بين شدقيه، وسمّاه نوماً فقط، لأنّ الإنسان لا يتبخّر في الموت إلى عدم، بل يبقى محفوظاً للدَّينونة الأخيرة. وعندها يقوم إمّا للسماء أو لجَهَنَّم. فإلى أين ستقوم أيُّها الأخ العزيز؟ هل تستعدّ للآخرة؟
بعدما خرج المستهزئون الباكون والحزانى الضّاجون مِن الغرفة، أخذ يَسُوْع بيد الميتة، وهو الحياة في ذاته. فجرى تيّار حياته في أعضائها الباردة، وملأت قوّةُ كلمته الخارقة الفتاةَ الميتة حياةً، حتّى أنّها قامت رأساً ونظرت إلى الناس مِن حولها باستغراب٠
وحرّر يَسُوْع الجمع المرتعب مِن دهشته، وأمر أن تُعطى الشابة طعاماً، فيَسُوْع لم ينكر احتياجات الطبيعة في أجسادنا، لأنّه عاش كإنسانٍ حقًّ بيننا٠
أيّها الإنسان، إنَّ يَسُوْع واقفٌ أمامك. إنْ كنتَ ميتاً في الذنوب والخطايا، فهو مُمسكٌ بيدك، ويقول لك: قُم! ويسمّيك باسمك. ألا فاعْلَمْ أنَّ إلهك واقفٌ أمامك واهباً لك الحَيَاة الأَبَدِيَّة. فأصغِ إلى صوته، وآمِن بكلامه، تَحْيا في تيّار مَحَبَّته. قُم وأكرِمْ مخلّصك باتِّباعه على الدَّوام٠
الصَّلاَة: يا رئيس الحياة، يا نور السماء، لقد خلقتَنا، وطهّرتَنا، وغفرت آثامنا، وأحيَيْتَنا مِن الموت الرُّوْحِيّ. نسجد لك، ونتهلّل وسط الأحزان، لأنّك أوجدت لنا رجاءً أبديا،ً وفرحاً لن يضمحل؛ لأنّ إيماننا بك ليس حلماً، بل يجلب إلى قلوبنا قوّتك الفعلية. بارك أصدقاءنا، وأَقِمْهُم مِن الموت في الخطايا والذنوب كما أقمتَنا بالنِّعمة. آمين٠
السُّؤَال ٣٦: ماذا نفهم عن شخصيّة يَسُوْع، مِن خلال إقامته الصَّبيَّة الميتة؟