Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الرَّابع - آيات يَسُوْع الكبرى في الجَلِيْل وجواره (مرقس ۳: ٧ - ٨: ۲٦)٠
٥. يَسُوْع يَعِظ مِن السَّفِيْنَة الجَمَاهِيْر الجالسة على الشاطئ (مرقس ٤: ۱ - ۳٤)٠
ج) تفسير يَسُوْع لمثل الزارع والحقل بأنواعه الأربعة (مرقس ٤: ۱۳- ۲۰)٠
مرقس ٤: ۱۳- ۲۰
١٣ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَمَا تَعْلَمُونَ هَذَا الْمَثَلَ. فَكَيْفَ تَعْرِفُونَ جَمِيعَ الأَمْثَالِ. ١٤ اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ الْكَلِمَةَ. ١٥ وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ، حَيْثُ تُزْرَعُ الْكَلِمَةُ وَحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي الشَّيْطَان لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ الْمَزْرُوعَةَ فِي قُلُوبِهِمْ. ١٦ وَهَؤُلاَءِ كَذَلِكَ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، الَّذِينَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ، ١٧ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ، فَبَعْدَ ذَلِكَ إِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَلِلْوَقْتِ يَعْثُرُونَ. ١٨ وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا بَيْنَ الشَّوْكِ، هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ ١٩ وَهُمُومُ هَذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى وَشَهَواتُ سَائِرِ الأَشْيَاءِ تَدْخُلُ وَتَخْنُقُ الْكَلِمَةَ فَتَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. ٢٠ وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا وَيُثْمِرُونَ وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً
مُفعَمةٌ بالقوّة هي كلمة المَسِيْح الّتي تتضمَّن جميع إمكانيات مَلَكُوْت اللّه. وكحبَّة القمح الّتي تتضمَّن النبتة كلّها بساقها وجذورها وأوراقها وسنبلتها، مع قوّة نموّها وتدبير نضجها، هكذا تتضمَّن كلمة اللّه القوّة واللطف والإيمان والفرح والسّلام والتَّوَاضُع والطَّهَارَة والخُضُوْع ليَسُوْع٠
افتح قلبك كلّياً وعلى الدَّوام لكلمة ربّك، فتمتلئ بثمار بّره. لكن اعلم أنَّ الشَّيْطَان يعمل المستحيل ليعيق نموّك وتعمّقك في هذه الكلمة الحيَّة، فيأتي إليك بعد أن تقرأ الكِتَاب المُقَدَّس، أو بعد خروجك مِن الاجتماعات، ويستدرجك إلى شهوات جمّة، ومغريات مثيرة، ويُسمعك الأخبار الهامّة، فيُخدِّرك بضجيج العاصمة والمدن الكبيرة. لذلك أهمّ وقت عند سماعك كلمة اللّه هو الدقائق العشر بعد خروجك مِن الاجتماع. فماذا أنت فاعلٌ يا ترى في هذه اللحظة؟ هل تصلّي لتثبت الكلمة في نفسك؟ هل تحرّكها في أحشاء قلبك، أم تنساها أمام الكلمات التافهة المرائية؟
أسَطحيٌّ أنت أم متعمّق في كلمة إلهك؟ كثير مِن المؤمنين يحبّون المَسِيْح بحماس، لكنهم لا يدخلون إلى عمق الحَيَاة الأَبَدِيَّة. لأنّهم لا يفكرون فعلاً بما يقرأون، ولا يعلمون بما يسمعون، ولا يستمرّون في قراءة كلمة اللّه مِن أنفسهم. فمَن لا يتعب ليستخرج كنوز الإِنْجِيْل يبقى ضعيفاً، ولا يجد القوة في زمن الاضْطِهَاد والمرض، ويسقط مُهشَّماً. لذلك اقرأ الكِتَاب المُقَدَّس كي لا تنبت فيك معارضة٠
ويل للمؤمن المحب للمال. فهو لا يقدر أن يخدم ربّه ويده ممسكة بالنقود طمعاً. فلا تطمع في معاش كبير، أو منصب خطير، ولا تسعَ وراء الرفاهية الزائلة الّتي تحمل لك القيود الرُّوْحِيّة والأغلال المميتة، بل اثبت في المَسِيْح، فتغلب همومك بثقتك في مَحَبَّته، وتتحرّر مِن شهواتك، وتمتنع عن اللهو، وتخدم القُدُّوس وحده. اختر ربّك شعاراً لحياتك، ولا تُصانع العالم في الوقت نفسه٠
إِنَّ الإنسان الواعي في الرُّوْح القُدُس يخشى اللّه، ويعرف آثامه، ويندم عليها، ويعترف بها دون مراوغة. فيريه اللّه عمق فساد قلبه، ويفتح آخر أدراج ظلامه، ويخلق بنوره الإلهي فيه قلباً جديداً، ويجدّد روحه في داخله، حتّى يصير إنساناً مقبولاً عند اللّه، خليقة جديدة، مملوءاً جودةً وصلاحاً، حاملاً صورة المَسِيْح في جسده. وهذا كلّه يتوقّف على الاستماع الحق للإِنْجِيْل. فهل تقرأه بمواظبة ولذَّة، وتحفظه بالشكر، وتبشّر به جهراً؟
مَن يَنَل الخلاص يحصل على الرغبة في تخليص الآخرين. ومَن يحاول متواضعاً إرشاد أصدقائه إلى المخلّص يَنْمُ في المعرفة والقُوَّة. حَرِّك كلمة اللّه في ذاتك، وابذرها بين الآخرين، لأنّه لا بركة إلاّ مِن الكِتَاب المُقَدَّس٠
يحرث الربّ، في بعض الأحيان، القلب المتحجِّر بكوارث ومشاكل أليمة، لكي يتغيّر الصخر إلى أرض خصبة. اشكر ربّك على جميع مشاكلك، لأنّه يعدّك لكلمته. خذ، واقرأ، وسلّم إِنْجِيْل الخلاص لكثيرين فتأتي بثمر كثير٠
الصَّلاَة: يا ربّ الحصاد، نسجد لك لأنّك، في محبّتك العظمى، منحتَ جميع الناس فرصةَ الدُّخول إلى مَلَكُوْتك، ومنحتَ غليظي القلوب والسطحيين ومحبّي المال والمتواضعين كلمتك سواسيةً، وجعلتهم مسؤولين، منتظراً منهم الثّمار الجيدة. اغفر لي قساوة قلبي وإهمالي حبّي للمال، واحرث فؤادي، لكي أصبح أرضاً خصبة جيدة، وآتي بثمر كثير. آمين٠
السُّؤَال ۲٨: كيف نحفظ كلمة اللّه؟