Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الثَّاني - بداية أَعْمَال يَسُوْع في منطقة الجَلِيْل )الأَصْحَاح ۱: ۱٤- ٤٥)٠
٤. الطَّبيب السَّمَاوِيّ المصَلِّي يَشفي جميع الأمراض (مرقس ۱: ۲٩- ۳٩)٠
مرقس ۱: ۲٩- ۳٩
٢٩ وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْمَجْمَعِ جَاءُوا لِلْوَقْتِ إِلَى بَيْتِ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوْحَنَّا. ٣٠ وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً، فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا. ٣١ فَتَقَدَّمَ وَأَقَامَهَا مَاسِكًا بِيَدِهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى حَالاً وَصَارَتْ تَخْدُمُهُمْ. ٣٢ وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ إِذْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ وَالْمَجَانِينَ. ٣٣ وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى الْبَابِ. ٣٤ فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً وَلَمْ يَدَعِ الشَّيَاطِيْن يَتَكَلَّمُونَ لأَِنَّهُمْ عَرَفُوهُ ٣٥ وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ. ٣٦ فَتَبِعَهُ سِمْعَانُ وَالَّذِينَ مَعَهُ. ٣٧ وَلَمَّا وَجَدُوهُ قَالُوا لَهُ إِنَّ الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ. ٣٨ فَقَالَ لَهُمْ لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَِكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضًا لأَِنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ. ٣٩ فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيْل وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِيْن
كان الرَّسُول بُطْرُس متزوّجاً، فالزَّوَاج الطاهر ليس خطيئة لخدّام المَسِيْح. إنّما على أتباع المَسِيْح تسقط تجارب كثيرة، وتشترك بيوتهم بهذه التجارب والهجمات. فإنّنا نحتاج يوميّاً إلى حماية المَسِيْح وحضوره الدائم معنا٠
مرضت حماة بُطْرُس بالحمى مرضاً شديداً، ولكنَّ المخلّص كان قريباً، فاختبروا قدرته واثقين بعنايته. وعندما دخل يَسُوْع بيت بُطْرُس، أمسك بيد حماته وطرد المرض بسلطانه، لأنَّ المَسِيْح هو النّطاسيُّ البارع، والمخلّص الحقّ. وسرعان ما ظهرت نتيجة شفائه، لأنَّ المريضة استردَّت عافيتها, وقامَت توّاً، وخدمت ضيوفها بتواضع. هكذا يتحرَّر جميع مَفدِيِّي المَسِيْح لخدمته. فالخدمة شعار المؤمنين، لأنَّ ابن اللّه نفسه لم يأت ليُخدَمُ، بل ليَخْدُم، واضعاً نفسه فديةً لكثيرين٠
الضيقات في العالم كثيرةٌ ومشعبة. ولكن هل نشعر بالضعفاء، ونرثي للجياع، ونفكّر في اليائسين، ونخدم المرضى والمُقْعَدين؟ هل قلوبنا متحجّرة أم رحيمة؟ إنَّ المَسِيْح هو المَحَبَّة حتّى إنَّه حمل أمراضنا وأسبابها: الخطيئة. فقد شعر الناس بحنانه ورأفته وقدرته وتراكضوا إليه. ليس اسمٌ في تاريخ البشر أهم مِن اسم يَسُوْع، لأنّه هو الرَّبُّ المخلّص الطبيب الشافي لكل مَن يأتي إليه٠
ومِن مَحَبَّة المَسِيْح جرَت قوى عظيمةٌ إلى المؤمنين به. ولكن، في شفاءاته، كان يكمن دائماً الصراع بين اللّه والشَّيْطَان. كانت الشَّيَاطِيْن تعرفه وتقشعرّ خوفاً منه، فكانت تطيعه وتخرج بأمره. ما أروع سلطان ابن اللّه في كلمته! لقد منع الأَرْوَاح الشِّرِّيْرة مِن إِعْلاَن قداسته وقدرته، لأنّه لم يشأ قَطّ أن يربح البشر بواسطة شهادة جَهَنَّم٠
لم يكن يَسُوْع خمولاً، ولم يكن مِن عادته أن يبقى طويلاً في فراشه على الرغم مِن الجهد الّذي كان يبذله طوال النهار. لذلك قام في ذلك اليوم باكراً، وذهب إلى البريّة ليختلي بأبيه. هل تُدرك يا أخي سرّ الصَّلاَة في حياة يَسُوْع؟ لقد كان ابن اللّه يصلّي ويكلِّم أباه عن كلّ الّذين خدمهم. ولأجل هذه الصلوات حلّت قوّة السماء المتجدّدة في جسده الضعيف، فثبت ينبوع النعمة الفاضلة للجميع. هل أنت خادمٌ للرَّب؟ وهل تتصدَّى في الجهاد الرُّوْحِيّ للأَرْوَاح الشِّرِّيْرة؟ إنّ جهادك سيكون باطلاً إنْ لم تُصلّ باستمرار وأمانة. انهض من فراشك ولا تَكُن كسولاً. صلِّ كما صلّى ابن اللّه، فالصَّلاَة في الروح خَيْرٌ مِن النوم. عِنْدَئِذٍ تحصل على دعوة اللّه وهداه وبركاته العديدة، وتدرك ماذا يريد الربّ أن يعمل بواسطتك اليوم. إنّه يرسلك إلى التَّبْشِيْر المتواضع والشهادة الفعالة في بلدتك ومحيطك، لأنّك وجدتَ في الإِنْجِيْل قوّة اللّه. فاشهد لجميع الّذين يريدون أن يسمعوا، وصوّر أمامهم بكلماتك سيرة المَسِيْح، وماذا فعل بك؛ فتخرج الشَّيَاطِيْن بواسطة شهادتك٠
الصَّلاَة: أيها المَسِيْح، أنت ابن اللّه المالك والغالب والشافي والمخلّص. وسلطات الظلمة تفهم أنّ مَلَكُوْتك قد أتى. نصلِّي قائلين: "لتكن مشيئتك المخلِّصة اليوم كما في السَّماء كذلك في بيوتنا". درّبنا على الصَّلاَة المستمرّة والشهادة القويّة. واحفظنا في حماية دمك على الدوام. وامنَحْ أصدقاءَنا الخلاص والشفاء ليَتَغَيَّروا إلى صورتك؟
السُّؤَال ١٥: ما هي الصورة الّتي رسمها البَشِيْر مَرْقُس للمَسِيْح في إِنْجِيْله؟