Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 050 (The Delegation of John the Baptist, Jesus' Answer, and His Testimony of the Baptist )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠

١٠. وفد يوحنّا المعمدان وجواب يسوع وشهادته بالمعمدان (٧: ١٨ – ٣٥) ٠


لوقا ٧: ٢٤ – ٣٥
٢٤ فَلَمَّا مَضَى رَسُولاَ يوحنّا، اٰبْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يوحنّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى اٰلْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا اٰلرِّيحُ؟ ٢٥ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا اٰلَّذِينَ فِي اٰللِّبَاسِ اٰلْفَاخِرِ وَاٰلتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ اٰلْمُلُوكِ. ٢٦ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! ٢٧ هٰذَا هُوَ اٰلَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي اٰلَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ! ٢٨ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ اٰلْمَوْلُودِينَ مِنَ اٰلنِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يوحنّا اٰلْمَعْمَدَان، وَلٰكِنَّ اٰلأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». ٢٩ وَجَمِيعُ اٰلشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَاٰلْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا اٰللّٰهَ مُعْتَمِدِينَ بِمَعْمُودِيَّةِ يوحنّا. ٣٠ وَأَمَّا اٰلْفَرِّيسِيُّونَ وَاٰلنَّامُوسِيُّونَ (الشرائعيّون) فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اٰللّٰهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ٠

ويسوع لم يجنّب ويبعد كفاح الإيمان عن يوحنّا، لأنّ عملية الإيمان تبرّر، وليس التّوبة والمعرفة والتقوى. وقد أحبّ المسيح ساعيه، وشهد باحترامه له جهاراً. وقال عن المعمدان، إنّه غير متقلّب كالقصبة في الرياح، بل كان قاسياً تجاه المستكبرين والخطاة، وشديداً ضدّ المتعجرفين اللينين، وحادّاً تجاه الملك الزاني، واخترق قلوبهم. فكان يوحنّا المنذر الحقّ، والحارس الأمين لأمّته، الّذي دعا الكلّ إلى التّوبة والرجوع٠

ويوحنّا ما تكلّم قط بفمه فقط ضاغطاً على مستمعيه بأحمال ثقيلة، لم يحفظها بنفسه، بل عاش ما قال وأنكر نفسه. ولم يسلّم ذاته إلى الحياة المريحة. ولم يرد الفرح وسط طوفان الخطيئة في شعبه، بل تاب عوضاً عن الجميع، ولبس وبر الإبل، وعاش مِن الجراد وعسل النحل في البريّة فكان هو النداء المتجسّد للتوبة٠

ومع هذا لم يكن يوحنّا أعظم الانبياء في تاريخ البشر فقط، بل أهمّ مِن كلّ الزعماء والكهنة في العهد القديم. ففاق موسى وداود، وكلّ الفلاسفة ومؤسسي الأديان في العالم، لأنّه سعى للربّ مباشرة قبيل مجيئه، وأعدّ طريقه، وفلح بقدرة ملاك سماوي قلوب الشعب، ليستعدّوا لقبول زرع الإنجيل. فالمسيح شهد لقوّته وأثبت أنّه أعدّ طريقه بصواب، وعاش في أمانة وتواضع وسلطان. وهذا يعني مدحاً واضحاً مِن فم المسيح. فليتنا نسمع نحن في نهاية سعينا مدح المسيح المقام مِن بين الأموات لأمانة خدمتنا٠

وقد وضّح المسيح لمستمعيه بالنسبة لملكوت الله وبرّه أنّ أصغر المولودين مِن الرّوح القدس، هو أعظم مِن يوحنّا، الّذي هو أعظم المخلوقين مِن التراب. ومِن البديهي أنّ المؤمنين في العهد الجديد، ليسوا بأنفسهم أفضل أو أعظم مِن يوحنّا. ولا يستطيعون أن يعملوا شيئاً صالحاً مِن تلقاء أنفسهم. وإنّما الله أصبح أباً لهم بواسطة صلح المسيح. والرّوح القدس أشركهم في الحياة الأبديّة. فإن آمنت بالمسيح حقّاً، أصبحت بالنّعمة أعظم من نبي، أي تكون ابناً لله بكلّ الحقوق والقوّة الموهوبة لك. ولكنّك مدعو أيضاً لتساهم بآلام المسيح، وتنكر نفسك وتحمل يومياً صليبك بصبر. ولا تتشكك في محبّة أبيك المعتنية بك على الدوام٠

فإنّ جماهير الخطاة قد اعترفوا بذنوبهم علناً خلال المعمودية في النّهر الأردني، وانحنوا تحت دينونة الله، معترفين باستحقاقهم الهلاك، وطالبين الغفران لأجل النّعمة فقط. أمّا الأتقياء والكتبة، فتمسّكوا ببرّهم الخاصّ وشرفهم المهلهل. ورفضوا معمودية يوحنّا، ولم يدخلوا إلى خطّة خلاص الله. وأخفوا خطاياهم في أنفسهم ظانين أنّ أعمالهم الصالحة، تسبّب بركة الله إلى الأبد. فبهذا المبدأ، تعدّوا على خطة نعمة الله. وحرضوا الشعب ضدّ يوحنّا ويسوع، لكيلا يتزعزع تعليمهم الخادع عن الشريعة، ويبقى النّاس أسرى في شباك خداعهم٠

٣١ ثُمَّ قَالَ اٰلرَّبُّ: «فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هٰذَا اٰلْجِيلِ، وَمَاذَا يُشْبِهُونَ؟ ٣٢ يُشْبِهُونَ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي اٰلسُّوقِ يُنَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا. نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. ٣٣ لأَنَّهُ جَاءَ يوحنّا اٰلْمَعْمَدَان لاَ يَأْكلّ خُبْزاً وَلاَ يَشْرَبُ خَمْراً، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَان. ٣٤ جَاءَ اٰبْنُ اٰلإِنْسَان يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَاٰلْخُطَاةِ. ٣٥ وَاٰلْحِكْمَةُ تبرّرت مِنْ جَمِيعِ بَنِيهَا»٠

لقد شبّه المسيح المسؤولين قساة القلوب بأولاد معاندين فخورين. يدعون غيرهم إلى اللّعب. ويختصمون مع كلّ واحد، لا يرقص حسب مزمارهم. ويعتدون بأنفسهم أنّ لهم الرأي الصائب والكلمة العليا للبكاء أو الفرح. ولمّا طلب يوحنّا الزاهد بكاء التّوبة المستحقّة، رفض الشرائعيّون دعوته. لأنّ نعمة مزاميرهم الفريسيّة كانت الفرح بحفظ الشريعة. فسمّوا المنادي بالتّوبة شيطاناً. ولمّا أتى يسوع الإنسان الكامل، داعياً البشر إلى فرح النّعمة، وعاش في روح لطفه عيشة اعتيادية، وأحب كلّ النّاس، ورحم الخطاة الأشرار، كرهه الشرائعيّون. لأنّ محبّته فاقت تعاليمهم، وبرّه جاءهم بالنّعمة مِن الله، وليس مِن أعمالهم المرائية. فسمّوه بطراً، ومشاركاً اللصوص. فلو قبّل يوحنّا ويسوع أيدي زعماء الشعب وعملا ما طلب منهما، لحصلا على شرف عظيم. ولكنّهما ناديا بالتّوبة لجميع النّاس، فاستاء رؤساء الشعب وأقفلوا أذهان قلوبهم لدعوة الربّ. وأَشبهوا الأولاد العاندين، الّذين لا يطيعون دعوة آبائهم٠

ولكنْ كلّ المتعقّلين كسبوا مِن يوحنّا ويسوع أعظم حكمة، تعلّمنا طلب الربّ وبغض الخطايا والتبرّر بالمسيح مجّاناً. فمَن يتجاوب هكذا بحكمة الله يمتلئ بقوى ومشيئة أبينا السماوي إله كلّ الحكمة. فهل أصبحت أهلاً لملكوت الربّ أو تشبه الأولاد العاندين الّذين يطلبون مِن الآخرين الرّقص حسب مبادئهم؟

الصّلاة: يا ربّ لست مستحقّاً أن أكون لك ابناً. ولكنّك هديتني بإنجيلك للتوبة. وقدستني بدم ابنك. وولدتني ثانية بروحك. فأشكرك شكراً قلبيّاً، وأطلب إليك أن تحرّر تفكيري مِن عبوديّة الشريعة لكيلا أرفض إنساناً وأدينه. بل أحبّ الجميع في روحك القدّوس٠

السؤال ٥٩: لِمَ سمّى يسوع يوحنّا أعظم مِن كلّ الانبياء والمخلوقين مِن البشر. ولِمَ يكون أصغر عضو في ملكوت الله أعظم مِن يوحنّا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:17 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)